مرايا – ليس غريبا ان يتصدر هاشتاغ اقالة وزير الصحة سعد جابر بعد تصريحه الأخير ان الأردنيين يطالبون بخدمات “مايو كلينك” تبريرا لسوء الخدمات الصحية في القطاع العام واخر شاهد محزن على ذلك وفاة طفلة كانت تعاني من انفجار بالزائدة الدودية و لم يتوفر سرير لاستقبالها .
تصريح سعد جابر الذي سطع نجمه بجائحة كورونا كان بمثابة صرخة ايقاظ للشعب الأردني الذي احب ملامح الوزير و بساطته القريبة من الأردنيين و تفاعلوا معها بحب و التزام بالتعليمات المطلوبة لكن هذه الصرخة ايضا ايقظت الأردنيين على حقيقة ان سعد جابر كباقي المسؤولين منفصل عن الواقع الأردني و يعيش في كنف المهمة الرسمية المتمثلة بتسديد الضربات و النجاة من الموقف مستخفا بثقة الشعب و متناسيا طفلة لا ذنب لها سوى انها ليست ابنة ذوات و كانت حياتها ارخص من ان يقدم لها اعتذار او استقالة كما يحدث بالدول المتحضرة.
عتبنا عليك يا سعد لاننا وثقنا بك و امنا انك تحاول جهدك بهذه الظروف الأستثنائية ونحن نعلم ان امكانياتنا محدودة ماديا لتكون مثل مايو كلينيك و لكن ليست محدودة لمستوى الا يتوفر سرير لحالة طارئة .
اليوم ايقظت ذاكرة الشارع الأردني على موقفك مع فني المختبر فرج الذي امرت بنقله لانه لم يقل ان الامور تمام سيدي و انهم بحاجة لتطوير أدوات المختبر الأساسية. اسمح لنا معالي ” وزير الكورونا ” فالصحة مكانك الأول الذي تركت كوادرها وبنيتها التحتية و اصبحت وزير دفاع صحي و انت سائح بغمرة الأضواء و استعنت بمدافعين و استغنيت عن الخبراء فلا نجونا من الكورونا و لا تقدمنا بالقطاع مع العلم ان الأردنيين يحققون افضل الإنجازات الطبية في كل دول العالم و لكنك اخترت ان تتبع النهج السيادي و ليس القيادي بالرغم من كونك طبيبا بالأصل.
خانك ذكاؤك عندما استهزأت بالمستوى الطبي في الأردن و ضربت سمعة القطاع بأكمله و ضررت بالسياحة العلاجية التي تعد من اهم مصادر الدخل الأردني بهذه الهفوة التي حطمت جهود سنوات طويلة لبناء هذا الصيت عن قطاعنا الصحي الذي تشهد به نفسها مايو كلينيك .
هل نسيت انك مسؤول امام العالم عن كل ذلك؟!
بغض النظر عن هذه الهفوة و لأنك وزير قوي و قد تكون أقوى من رئيس الوزراء لكنك لست أفضلنا و نحن شعب واع و مثقف ندرك كل ما يحدث حولنا و قد مللنا من الخطاب الاستعراضي و التصريحات العاطفية والالعاب النارية ” الوطنية ” امام رداءة الخدمات الصحية و اننا كدافعين للضرائب و الخاسر الأكبر من الجائحة و من كل ما يحدث حولنا فإنه من اساسيات حقوقنا ان نحصل على خدمات صحية بمقياس عال و على مستوى تحفظ به صحتنا بكرامة.
و لأنك ، يا سعد ، نسيت و حلقت بعيدا في سماء المناصب نذكرك انت وكل المسؤولين انكم راحلون و الأردن و الأردنيون باقون ، فلا تخسر اسمك و كل ما بنيت و اسمعها نصيحة منا وقدم استقالتك وتذكر المثل العربي ” انج سعد فقد هلك سعيد ” !