مرايا – قال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، إن الإشاعة تجد لها مناخاً خصباً في أوقات الأزمات.

وأضاف العضايلة خلال رعايته حفل إطلاق “الحملة الوطنية لإعلاء قيم المصداقية ونشر التربية الإعلامية”: “تعاملنا منذ بدء جائحة كورونا مع مئات الإشاعات، رغم حرصنا الكبير على ضمان تدفّق المعلومات، ووضع الرأي العام بصورة القرارات والإجراءات وآخر المستجدّات أوّلاً بأوّل”.

وتابع: “إنّ طرح مفهوم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في هذا الوقت الاستثنائي، الذي نتعامل فيه مع جائحة عالميّة غير مسبوقة، يُعدُّ أمراً في غاية الأهميّة”.

وأشار العضايلة إلى أن “طبيعة الأزمة التي نعيشها اليوم، والتي تؤثّر على كلّ فردٍ وأسرة، يرافقها تدفّق مستمرّ في المعلومات، ما يتطلّب أعلى درجات الدقّة والمصداقيّة، والحرص على تقديم المعلومة الصحيحة في وقتها، تفادياً للإشاعات والمغالطات”.

ولفت العضايلة إلى أن “هذه الحملة تأتي ضمن الجهود الحكوميّة المتواصلة لنشر مفاهيم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة، التي تمّ تأطيرها ضمن خطّة وطنيّة أقرّها مجلس الوزراء قبل بضعة شهور، إنفاذاً لما تعهّدت به الحكومة في وثيقة أولويّاتها”.

وأضاف: “تتزايد خطورة الإشاعة عندما ترتبط بصحّة الأفراد وسلامتهم، وقد تابعنا خلال الأيّام الماضية، وبكلّ أسف، ما تمّ ترويجه من إشاعات حول المطاعيم السنويّة المخصّصة لطلبة المدارس؛ فرغم كونها مطاعيم اعتياديّة، ويتمّ إعطاؤها لطلبة المدارس سنويّاً ومنذ عقود، للوقاية من بعض الأمراض، إلّا أنّ هناك من روّج إلى أنّ هذه المطاعيم مرتبطة بوباء كورونا، ولها أضرارٌ كبيرة على صحّة الطلبة”.

وبين: “الإشاعات حول المطاعيم أوجدت حالة من الجدل والتشكيك رغم قيام المختصّين بالتنويه إلى عدم صحّة ذلك في أكثر من مناسبة. وتخيّلوا حجم الضرر الكبير الذي يقع على صحّة أطفال الأسر التي تنطلي عليها مثل هذه الإشاعات”.

ولفت إلى أن “هذا الواقع، يحتّم علينا أن نسعى جاهدين إلى تكريس الثقافة الصحيحة في نشر المعلومات وتناقلها، وتعزيز قدرة الأفراد على تمييز المعلومة الدقيقة من المعلومة الخاطئة، وتعزيز مهارات التفكير الناقد لدى الجميع، خصوصاً لدى الأجيال الناشئة التي تشكّل غالبيّة المجتمعات”.

وتابع: “التطوّر الهائل في تقنيّات الاتصال، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث، واعتماد الأفراد عليها كمصدر رئيس في استقاء المعلومات؛ يتطلّب تجذير الوعي المجتمعي بكيفيّة التعامل مع هذه الأدوات، والحيلولة دون تأثيرها السلبي في سلوكهم”.

ولفت العضايلة إلى أن تجذير مفهوم التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة يسهم أيضاً في التوعية من مخاطر مجتمعيّة عديدة، ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشارها؛ كالتطرف والكراهية، والابتزاز، واغتيال الشخصيّة، وغيرها.

وأردف قائلا: “رؤية سيّدي صاحب الجلالة الهاشميّة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله – تحثّنا على أن تكون المنصّات الإلكترونيّة ومواقع التواصل الاجتماعي صوتاً مسموعاً لنا، وفرصاً غير مسبوقة للتواصل، نسلّط الضوء من خلالها على القضايا المصيريّة، ونناقشها في إطار حوار بناّء؛ وعليه فإنّ مشروع التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة، وما يرتبط به من أنشطة وبرامج تسعى لتحقيق الرؤية الملكيّة السامية، وصولاً إلى مجتمع واعٍ، تسود فيه ثقافة التحقّق من المعلومات، وتُنبذ فيه الممارسات غير المهنيّة”.

وأكد العضايلة: “مسؤوليتنا في الحكومة تقتضي إعلاء قيم المصداقيّة، والشفافيّة، وضمان تدفّق المعلومات، وتكريس الثقافة الصحيحة في التعامل معها، وهذا واجب وطنيّ لا حياد عنه”.

وشدد: “نعوّل كثيراً على جهود الزميلات والزملاء في وسائل الإعلام الرسميّة والخاصّة، الذين كان لهم دور رئيس في تعزيز قيم المصداقيّة والشفافيّة واستقاء المعلومة الصحيحة من مصادرها، وهم شركاؤنا في هذا الجهد الوطنيّ المهمّ”.

وأضاف: “كما نعوّل على الشراكة مع مؤسّسات القطاع الخاصّ ومؤسّسات المجتمع المدني، في رفد جهودنا الرامية إلى حماية المجتمع، وتجذير الوعي والمعرفة لدى أبنائه؛ آملاً أن نصل جميعاً إلى ما نصبو إليه من أهداف وتطلّعات، لخدمة وطننا العزيز، وتمكين أجيالنا من خدمة حاضره ومستقبله”.