ضوقام الراحل الكبير في العام 1991 بدور رئيس في عقد مؤتمر مدريد للسلام من خلال توفير مظلة للفلسطينيين للتفاوض حول مستقبلهم من خلال وفد أردني فلسطيني مشترك، وبعد حوالي عامين وفي الثالث عشر من أيلول 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إعلان مبادئ (أوسلو 1) حددتا فيه أطر التفاوض معا، ومهد ذلك الطريق أمام الأردن للسير في مسار التفاوض الخاص به مع إسرائيل، وقد تم توقيع إعلان واشنطن في الخامس والعشرين من تموز 1994 الذي أنهى رسمياً حالة الحرب بين الأردن وإسرائيل والتي استمرت زهاء 46 عاماً.
وتمكّن الأردن في عهد الملك الحسين، من إقامة شبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع عدد كبير من دول العالم وشعوبه بفضل سياسة الراحل الحكيمة وقدرته على مخاطبة الرأي العام العالمي والتعامل مع القادة والرؤساء خاصة قادة الدول صاحبة صنع القرار.
وفي عهد الراحل الكبير، تبوأت المملكة مكانة متميزة على خارطة العالم، كدولة تتسم بسياسة الاتزان والواقعية، وتؤمن بالسلام والعيش المشترك، وصدر لجلالة الملك الحسين كتابان هما؛ “حربنا مع إسرائيل” و”مهنتي كملك”.
وكان الحسين، طيب الله ثراه، طوال سني حكمه يؤمن بالمبادئ والقيم التي كانت تدعو إلى السلام والتسامح والوفاق والمساواة والعدالة حتى تمكن من جعل الأردن نموذجاً ومثلاً يحتذى به في الوسطية والاعتدال.
وفي السابع من شباط عام 1999 كان الأردن – الأرض والإنسان – في وداع الحسين وسط حشد من قادة العالم في جنازة وصفت بأنها “جنازة العصر”، وكان ذلك الحضور دليلاً على مكانة الحسين بين دول العالم كافة، ومكانة الأردن واحترام الشعوب والقادة له ولقائده.
ومنذ أن تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني الراية، وهو يواصل المسيرة بكل حكمة واقتدار، حيث استطاع بفضل سعة افقه وحنكته ودرايته التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية خلال السنوات الماضية بكل حكمة وعزم وحزم، حتى أصبح الأردن محطّ إعجاب وتقدير دول العالم نظراً لإصراره على الإنجاز وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، كما يشهد الأردن نقلة نوعية في مختلف مجالات التنمية الشاملة،.
ويحرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء شعبه، ويطلق على الدوام مبادرات تنموية تستهدف دفع العملية التنموية نحو الأمام، فضلاً عن التركيز على مشاركة جميع القطاعات خاصة الشباب والمرأة في مجالات التخطيط والتنفيذ، كما أرسى جلالته علاقات قوية ومتينة مع دول العالم، انعكست على متانة الاقتصاد الأردني وسمعة المملكة دولياً، وليبقى الأردن كما أرادته قيادته الهاشمية الحكيمة، منارة حق وهداية وعطاء.
واليوم، والأردنيون يحيون ذكرى ميلاد الراحل الكبير، فإنهم يواصلون مسيرة البناء والتنمية والتحديث والإنجاز التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، لتحقيق مختلف الطموحات والأهداف التي ترتقي بالوطن والمواطن، رغم ما يحيط بهم من أزمات وتحديات، لإيمانهم العميق بقدرتهم على تحويل هذه التحديات إلى فرص، والمضي قدماً نحو مستقبل مشرق.