مرايا – حدد جلالة الملك عبدالله الثاني، في خطاب العرش، الذي افتتح به الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر اليوم الخميس، خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، والتعامل مع أزمة جائحة كورونا، بشكل يسمح بتحويلها الى فرص، خاصة في مجالات الصناعات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية والزراعة.
ويكتسب خطاب العرش لهذا العام، أهمية خاصة لأنه يأتي مع بداية عمل مجلس نيابي وحكومة جديدين، وفي ظرف استثنائي يرتبط بأزمة جائحة كورونا، حيث وضع جلالة الملك الجميع أمام مسؤولياته في العمل بروح الفريق، من أجل الاولوية الوطنية المتمثلة بالحفاظ على صحة وسلامة المواطن، وحماية الاقتصاد الوطني، وفق رؤية متكاملة، تقوم على خطط وبرامج، وقرارات مدروسة، قابلة للتطبيق، وفي إطار شراكة فاعلة مع القطاع الخاص.
وحمل الخطاب، رسالة واضحة تؤكد مواصلة الأردن لمسيرته الديموقراطية، والتزامه بالإستحقاقات الدستورية رغم كل الظروف الصعبة، داعياً الى الابتعاد عن المصالح الذاتية والضيقة، وان ينصب دور مجلس الأمة على الرقابة والتشريع، وفي إطار التشاركية والتكامل بين السلطات الثلاث.
ودعا الى تعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، من خلال تحسين الخدمات، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والنقل، وفق منهج عمل يعتمد الشفافية والمكاشفة والإنجاز، مثلما اكد اهمية دعم القوات المسلحة، والاجهزة الامنية، التي تشكل المثل والقدوة في التضحية، وتتجلى في منتسبيهما أروع صور الثقة.
ونبه الخطاب الى المسؤوليات التي ينهض بها القضاء لحماية حقوق المواطنين وترسيخ قواعد العدل والمساواة، والحرص على تمكينه لمواصلة دوره في تحقيق العدالة وسيادة القانون، كما وضع جلالة الملك، محاربة الفساد في مقدمة الأولويات الوطنية التي تحتاج الى مزيد من الجهود، مشددا على ضرورة محاسبة كل من يتعدى على المال العام أياً كان.
وأعاد جلالته التأكيد على الخيار الاستراتيجي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً الى أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعة، هو سبب بقاء المنطقة رهينة للصراع وغياب الاستقرار.
وشدد على عدم قبول الاردن، أي مساس بوضع مدينة القدس التاريخي والقانوني، كما شدد على أن المسجد الاقصى، وكامل الحرم القدسي الشريف، غير قابل للشراكة او التقسيم، لافتاً الى أن واجب الدفاع عن القدس، ومقدساتها، وهويتها، هو التزام، وعقيدة راسخة، ومسؤولية يحملها الهاشميون باعتزاز منذ أكثر من مئة عام، وأن القدس هي عنوان السلام.
كما تضمن خطاب العرش، دعوة لكل فرد من أبناء الأسرة الأردنية الى العطاء والإنجاز بما يترجم الانتماء الحقيقي، للمضي قدماً في تعزيز مسيرة الدولة الأردنية التي تستعد للدخول في مئويتها الثانية، مؤكداً جلالته ثقته وايمانه بقدرة الاردن على مواجهة التحديات وتحقيق الانجازات، مثلما استطاع على مدى مئة عام، بناء أعظم الإنجازات، بأقل الموارد، وبسواعد ابنائه وعزيمة وتضحيات الآباء والآجداد الذين كتبوا قصة نجاح اسمها الاردن.
ويرفع مجلسا الأعيان والنواب خلال اسبوعين، رديهما على خطاب العرش، الذي يمثل البرنامج السياسي للحكومة، فيما يمثل الخطاب، ورد المجلسين عليه، التوجه السياسي العام للدولة في مختلف المجالات.
يشار الى ان خطاب العرش في افتتاح الدورة الحالية، هو الخطاب التاسع عشر لجلالة الملك منذ توليه العرش عام 1999، والحادي والثمانون، منذ افتتاح المجلس التشريعي الأول عام 1929.
(بترا)