انتخب أعضاء برشلونة جوان لابورتا رئيسا للنادي الأحد، ليلجأوا إلى الرجل الذي أشرف على واحدة من أنجح فتراتهم من أجل إخراج النادي من أزمة إدارية ومالية.
وحقق لابورتا، الذي تولى رئاسة برشلونة بين 2003 و2010، فوزا ساحقا عقب حصوله على 54.28% من الأصوات، بينما جاء فيكتور فونت ثانيا وحصل على 29.99% من الأصوات مقابل 8.58% لصاحب المركز الثالث توني فريتشا.
وسيخلف لابورتا الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو الذي استقال في تشرين الأول/أكتوبر لتجنب تصويت بحجب الثقة من جانب الأعضاء الغاضبين بعدما حاول ليونيل ميسي ترك النادي في آب/ أغسطس عقب الخسارة 8-2 أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.
وكان ميسي ضمن العديد من اللاعبين الذين شاركوا في الانتخابات بعد يوم واحد من فوز برشلونة 2-صفر على أوساسونا وتقدمه إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني.
وقال برشلونة إن 51765 أدلوا بأصواتهم من بين 109531 يحق لهم التصويت في الانتخابات التي تأجلت من يناير كانون الثاني بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا في قطالونيا. وصوت 30184 عضوا لصالح لابورتا.
وانتخب لابورتا (58 عاما) لأول مرة في 2003 وأشرف على فترة ذهبية في تاريخ النادي حقق خلالها لقب الدوري الإسباني أربع مرات ولقب دوري الأبطال مرتين. وانتخب لفترة ثانية في 2006 لكن لوائح النادي حرمته من الترشح لفترة ثالثة في 2010.
وترشح لابورتا في انتخابات 2015 لكنه خسر بفارق كبير أمام بارتوميو رئيس النادي وقتها، والذي تلقت حملته دفعة قوية بفوز الفريق القطالوني بثلاثية من الألقاب في الشهر السابق.
وألقي القبض على بارتوميو الاثنين الماضي، في إطار تحقيق تجريه الشرطة القطالونية في مزاعم فساد تجاري شهد أيضا مداهمة مكاتب النادي في استاد كامب نو. ولم يعلق بارتوميو على القبض عليه واستغل حقه في عدم الإدلاء بأي تصريح في المحكمة.
ويتولى لابورتا، الذي احتفل بانتصاره بغناء نشيد النادي مع أفراد حملته، رئاسة ناد يمر بأزمة مالية ضخمة بسبب جائحة كوفيد-19 التي وجهت ضربة قوية لمبيعات التذاكر وإيرادات منتجات النادي.
وأظهرت الحسابات الأخيرة لبرشلونة أن إجمالي الديون تجاوز 1.4 مليار يورو (1.67 مليار دولار) مع ديون صافية قدرها 488 مليون يورو.
وتوصل النادي لاتفاق العام الماضي بشأن خفض مؤقت في أجور اللاعبين بينما اضطر إلى تأجيل دفع مستحقاتهم في كانون الأول/ديسمبر.
لكن الأمور تبدو أكثر إشراقا في الملعب، وانتصر فريق المدرب رونالد كومان في 13 من آخر 16 مباراة في الدوري وبلغ نهائي كأس ملك إسبانيا.
وأغلقت عند الساعة التاسعة من مساء الأحد بالتوقيت المحلي (20.00 ت غ) مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية لنادي برشلونة الإسباني في كاتالونيا، مع تسجيل نسبة مشاركة مرتفعة من شأنها أن تشكل نقطة مفصلية لمستقبل الفريق، فيما يبدو الرئيس السابق خوان لابورتا الأوفر حظاً للفوز.
وتنافس ثلاثة مرشحين على الرئاسة وهم جوان لابورتا، فيكتور فونت وتوني فريشا، وسط اجواء ثقيلة تلقي بظلالها على النادي الكاتالوني العريق الذي يعاني أزمة رياضية ويرزح تحت ديون طائلة وسط ضبابية حول مستقبل نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي.
وبحسب الصحافة الكاتالونية، شوهد لابورتا متحمساً بأرقام الاستطلاعات ويقفز فرحاً ومبتسماً، فيما بدا الجمود على وجهي المرشحين الآخرين.
وقال لابورتا بعد الإدلاء بصوته في ملعب “كامب نو” عند الساعة العاشرة “هذه أهم انتخابات في تاريخ برشلونة. فلتجعلنا نسبة المشاركة العالية أكثر من مجرّد نادٍ”، في إشارة إلى شعار البلاوغرانا.
وتابع المرشح الاوفر حظًا الذي ترأس مجلس ادارة النادي بين عامي 2003 و2010 في بداية العصر الذهبي للمدرب بيب غوارديولا “فليكن هذا اليوم يوم ديموقراطية للنادي.
أود أن أشكر كل فريق حملتي الانتخابية، والمتطوعين والعاملين في النادي والاعضاء الذين سمحوا بإجراء هذه الانتخابات”.
وكتب النادي على موقعه الرسمي الاحد “إنها الساعة الحاسمة. لقد بدأ اليوم الانتخابي. في الساعات الاثنتي عشرة المقبلة، سينتخب الاعضاء الحكومة الجديدة لبرشلونة حتى عام 2026”.
كما أدلى كل من فريشا وفونت بصوتيهما حيث أمل كلاهما “بمشاركة كبيرة” في الانتخابات “الاهم في التاريخ الحديث للنادي”.
وتوافد لاعبو الفريق الاول الى ملعب “كامب نو” للإدلاء بأصواتهم كسيرجيو بوسكتس، ريكي بوتش وميسي الذي حضر مع أحد أبنائه قرابة الساعة 10.45 في توقيت غرينيتش.
مشاركة تاريخية
وحتى مع بدء تهاطل الامطار في برشلونة بعد دقائق من فتح مراكز الاقتراع، أشار النادي على موقعه الرسمي عند الساعدة 9.45 أنه “يستمر التدفق الكبير للأعضاء الى الملعب”، ونشر صورة للمشجعين في الصف وهم يرتدون أقنعة ويفركون أياديهم بالمعقمات.
وتجري العادة في أن يدلي الاعضاء بأصواتهم في مقر النادي في ملعب “كامب نو” ولكن بسبب الوضع الصحي جراء جائحة كوفيد-19، سمح لهم بالقيام بالعملية الانتخابية عن طريق البريد.
ومن بين أنصار النادي الذين يحق لهم التصويت وعددهم 110290 الف شخص، شارك 35014 شخصاً في التصويت حضورياً، إلى جانب 20663 تصويتاً عبر البريد، في تعداد بعد إغلاق صناديق الاقتراع، في ما يعتبر سابقة في تاريخ النادي.
وقال كارليس توسكيتس الرئيس الانتقالي لبرشلونة بعد استقالة جوزيب ماريا بارتوميو نهاية تشرين الأول/أكتوبر “لقد فاجأني الإقبال الكبير نظراً إلى صعوبات التنقل بين المقاطعات. لم يكن من السهل (تنظيم ذلك) لكننا راضون عن الطريقة التي سارت بها الأمور”.
وتقلص عدد اماكن التصويت من 10 الى 6 حيث يمكن لانصار النادي التصويت في مقر النادي في برشلونة، او في جيرونا، تاراغونا، تورتوسا، لييدات واندورا من اجل ان يكتبوا صفحة جديدة في تاريخ النادي العريق.
وتم تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة اصلا في 24 كانون الثاني/يناير إلى السابع من آذار/مارس بسبب تداعيات فيروس كورونا، لكن المسؤوليات لا تزال كبيرة والملف الاكثر سخونة بطبيعة الحال هو محاولة تجديد عقد ميسي الذي ينتهي في 30 حزيران/يونيو المقبل.
وكان أفضل لاعب في العالم ست مرات أعلن في 27 كانون الاول/ديسمبر بانه لم يقرر اي شيء بشأن مستقبله علماً بانه اتخذ قرارا بالرحيل عن النادي الكاتالوني الصيف الماضي قبل ان يعدل عنه.
أما المهمة الاخرى الطارئة فهي كيفية تسديد ديون النادي على مراحل، ومناقشة امكانية تقليص رواتب اللاعبين.
وبحسب آخر دراسة اقتصادية نشرت في اواخر كانون الثاني/يناير الماضي، يتعين على برشلونة تعويض مبلغ مقداره 730.6 مليون يورو حتى نهاية حزيران/يونيو، بالاضافة الى اكثر من مليار يورو (1.19 مليار دولار) على المدى البعيد.
فشل الفريق في احراز اي لقب منذ عام 2019، ويواجه الخروج من الدور ثمن النهائي من دوري ابطال اوروبا بعد سقوطه على ارضه امام باريس سان جرمان 1-4 قبل مباراة الاياب الاسبوع المقبل على ملعب بارك دي برانس في العاصمة الفرنسية.
بيد أن برشلونة يبقى مؤسسة عريقة، والنادي الاكثر ايرادات حول العالم مع 715.1 مليون دولار لموسم 2019-2020 بحسب شركة ديلويت العالمية.