مرايا – قالت نقابة اصحاب شركات التخليص ونقل البضائع ان ناقله “إيفرغيفن” العملاقه والرافعه لعلم بنما والتي يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية تصل الى 224 ألف طن والمحملة ببضائع تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، تسببت بازمة خانقة حيث جنحت في قناة السويس في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، وذلك يوم الثلاثاء الماضي بسبب انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور عاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة ، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها.
وبينت النقابة و بحسب التقارير الصادرة فإن حوالي 50 باخرة على الأقل، موجودة أصلا في داخل القناة أو على مشارفها عالقة لا تستطيع المرور والاستمرارفي رحلاتها ووجود عدد لا يقل عن 100 سفينة في منطقة خليج السويس جنوب القناة، إلا أن النطاق الذي علقت به بعضها، جراء انحراف السفينة الضخمة واغلاق القناة ، يتيح لها تغيير وجهتها فيما لو قرر طاقمها ذلك، على عكس السفن العالقة داخل القناة فعليا وهناك حركة كثيفة للسفن في البحر الأحمر، إلا أن وجودها في تلك المنطقة لا يقتضي بالضرورة أن تكون عالقة بسبب الخلل الذي طرأ في قناة السويس جراء جنوح السفينة، ومن المحتمل أن تكون لها وجهات متنوعة من وإلى الموانئ المختلفة التابعة للدول المطلة على البحر الأحمرفيما اذا استمرت بالجنوح لكن التعطل في قناة السويس قد يتسبب في ازدحام بحركة السفن في المناطق البحرية القريبة، لا سيما في البحر الأحمر الأكثر ضيقا من البحر الأبيض المتوسط.
واشارت ان قناة السويس التي افتتحت في عام 1869، تؤمن عبور 10 % من حركة التجارة البحرية الدولية والتي تم تطويرها في عام 2015، بهدف تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها.
وبينت ان تسبب إغلاق قناة السويس في تعطيل العديد من السفن الأخرى التي تحاول عبور القناة والتي تفصل أفريقيا عن الشرق الأوسط وآسيا، حيث تعد من أكثر طرق التجارة ازدحاماً في العالم، بالإضافة إلى نقل النفط، ويُستخدم الشحن البحري في الغالب لنقل بضائع استهلاكية مثل الملابس والأثاث ومكونات التصنيع وقطع غيارالسيارات وهناك أكثر من 160 سفينة تنتظر عند طرفي القناة، بينها 41 ناقلة ضخمة و24 ناقلة نفط خام وذلك حسب التقارير الصادرة.
وقالت النقابة إن التأخير اذا استمر سيؤثرعلى الإمدادات وبالإضافة إلى تأخير آلاف الحاويات المحملة بمواد استهلاكية، وأن الاغلاق أيضاً تسبب في تقييد نقل الحاويات الفارغة، والتي تعتبر أساسية للتصدير وإذا بدا أن الأمر سيستمر لفترة زمنية غير محددة، فستبدأ السفن في الإبحار حول أفريقيا، وهو ما يضيف سبعة إلى تسعة أيام (على رحلاتها) حيث سيكون هناك انعكاسات ضخمة واقعية على سلسلة التوريد ، كما أن المستهلكين سيتحملون التكلفة في النهاية ، وهناك تقارير تفيد بأن شركات الشحن بدأت بتحويل مسار سفنها نحو جنوب افريقيا، باتجاه رأس الرجاء الصالح، ما يضيف حوالي 3500 ميل للرحلة ونحو 12 يوماَ” زيادة عن الوقت المقرر للوصل لميناء المقصد وهناك ما ينتظر للايام القادمة ليحدد بعد ذلك.
وقالت النقابة انه ما زال صعباً حتى الآن تقييم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد العالمي بسبب حادثة قناة السويس، مع العلم أنّ تسليم بضائع ومنتجات نفطية تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار قد تأخر حتى الآن، في حين ستساهم الأزمة في زيادة تكلفة الشحن البحري وفي حال بقيت القناة مغلقة لعدة أسابيع، فقد يتم إرسال البواخر التي تنقل النفط ومنتجاته الى مسار آخر والذي سيساهم في رفع تكلفة الامدادات بما لا يقل عن 300 الف دولار وهو مقدار الوقود الذي يجب دفعه لكل ناقلة لتغطية 9.65 الف كيلو متر فرق المسافة.
واشار نقيب اصحاب شركات التخليص ونقل البضائع ضيف الله ابو عاقولة ان استمرار الإغلاق في قناة السويس سيتسبب أيضاً في تفاقم العجز العالمي الحالي في خدمات الحاويات، إذ من غير الممكن إعادة الحاويات العالقة مع السفن إلى آسيا لاستخدامها في شحنات جديدة وبالتالي، قد يؤدي هذا إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الشحن والتي تبلغ بالفعل مستويات غير مسبوق، إذ يتسابق المصدرون للحصول على القليل المتبقي من الحاويات الفارغة لعدم توفرها.
وبين ابو عاقولة ان الاغلاق الطويل بين أوروبا وآسيا بالنسبة لخطوط الحاويات التي تشحن حوالي 80% من تجارة البضائع العالمية، سيتسبب في ارباك المستوردين بخصوص مشترياتهم، وإدارة مخزوناتهم، والحفاظ على وجود البضائع بأرفف المتاجر، وإبقاء خطوط الإنتاج قيد التشغيل ويكمن مصدر الخوف الآن في أنَّ حادثة قناة السويس ستؤدي إلى تفاقم التحديات اللوجستية في أوروبا، إذ سيتمُّ إلغاء إبحار بعض السفن، وسيحدث نقص في الحاويات، كما سترتفع أسعار الشحن كون جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثروسيؤدي التأخير إلى زيادة التكاليف، مما سيزيد من ضغط التضخم المنتشر بالفعل في سلاسل التوريد وستتمثَّل آثار هذه الفوضى على المدى القصير في زيادة احتمال نفاد مخزون السلع الاستهلاكية إلى جانب المخاطر التي ستعاني منها سلاسل توريد التصنيع وسيؤدي هذا الارباك الممتد إلى إرهاق شحن الحاويات التي تعمل بالفعل بطاقتها الكاملة، مما يهدد بمزيد من التأخير للشركات الأوروبية التي تعتمد على التدفُّق المستمر للواردات الآسيوية.
واشار ان السفن العالقة في قناة السويس متنوعة الحمولة فمنها ما يحمل النفط والكيماويات و الماشية و المركبات والغاز المسال وسفن تموينية ومواد اخرى سواء كانت بضائع سائبة ام أو محملة ضمن حاويات.
وبين ان اغلاق القناة أدى الى تأخر وصول 7 بواخر أغنام وحاويات بضائع الى المملكة، مع وجود مخاوف لدى التجار من سلامة الاغنام المحملة على البواخر وارتفاع الاسعار إذا استمر التأخير، وأن أي تأخير يؤدي إلى تعديل المسار ستضيف 15 يوماً لرحلة من والى الشرق الأوسط إلى أوروبا وكلف عالية .
واشار ابو عاقولة ان البضائع الصادرة و الواردة من العقبة باتجاه أوروبا أو أميركا أو اي دولة أو العكس وتمر من قناة السويس ستتأخر بفعل حادثة الباخرة الجانحة وهذا سيتحدد خلال الايام القادمة، فيما اذا تم عودة العمل على ما كانت عليه القناة ، حيث سيؤثِّر الاغلاق أيضاً على سفن البضائع السائبة التي تشحن بضائع القمح والحبوب والحديد الخام والخشب والصويا والسيارات وقطعها وحاويات المواد الغذائية والملابس والمواد الاولية ومدخلات الإنتاج وغيرها.
وقال ان أغلب المستوردات تتركز على الأسواق الأوروبية، خاصة مستلزمات وبضائع شهر رمضان المبارك والاعياد، وأن بعض البضائع وصلت الى ميناء العقبة و تم التخليص عليها كما ان هناك بضائع لم تصل حتى الان، وفي حال اعادة العمل بالقناة سيكون هناك تكدس بالبضائع في موانىء العقبة والتي ستأتي دفعة واحدة ما سيحدث ازمات في تخليص البضائع وتأخير دخولها.
وبين ان عدم ورود البضائع الموانىء الاردنية أو باعداد قليلة سيسبب في تكدس الشاحنات بالالوف بدون احمال لها سواء” كانت الشاحنات التي تعمل على محور الميناء الرئيسي أو على محور ميناء الحاويات.