: أُطلقت دعوات مقدسية إلى ضرورة شد الرحال والرّباط في المسجد الأقصى والتواجد في البلدة القديمة ومحيطها، بالتزامن مع مسيرة دعا لها مستوطنون الخميس القادم (العاشر من حزيران الجاري)، لإقامة “مسيرة الأعلام” التي تم إفشالها خلال شهر رمضان المبارك.
وكان من المفترض أن تُقام هذه المسيرة في العاشر من أيار، أي في الثامن والعشرين من شهر رمضان الماضي، حيث رابط مئات بل آلاف الفلسطينيين من أبناء الوطن، في المسجد الأقصى، وأفشلوا الاقتحام رغم القمع والعنف الذي تعرّضوا له من قبل عناصر شرطة الاحتلال التي اقتحمت الباحات وحاصرة المصليات وأطلقت الرصاص والقنابل اتجاه المعتكفين والمرابطين.
وتلك المسيرة لم تجرِ كذلك ضمن مسارها المعتاد، من باب الخليل باتجاه باب العامود حيث الرقص والغناء ورفع أعلام الاحتلال الاستفزازي، مرورًا بالبلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق، احتفالًا باحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس، بسبب صافرات الإنذار التي دوّت في القدس إثر إطلاق المقاومة الفلسطينية في غزة صواريخها باتجاه المستوطنات المُقامة في العاصمة.
وأُطلقت دعوات مقدسية للتصدي لتلك المسيرة، والتأكيد على أن من واجب كل فلسطيني التواجد في مدينة القدس وشوارعها وفي أزقة البلدة القديمة.
ودعت التجار لعدم إغلاق محالهم التجارية في البلدة القديمة ومحيطها، بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية، وتشكيل لجان شبابية لحمايتها من أي اعتداءات “صهيونية”.
كما أشارت إلى ضرورة شد الرحال للمسجد الأقصى والرّباط فيه منذ ساعات الصباح، لمنع أي اقتحام للمسجد من قبل المستوطنين، والتوجه لنقاط التماس مع قوات الاحتلال.
من جهته، أكد النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس الشيخ محمد أبو طير أن دعوات المستوطنين للحشد ضمن مسيرة الأعلام والرقص الخميس القادم تمثل استفزازًا متعمدًا يجب التصدي له.
وأضاف أن أي تدنيس للمقدسات لن يمر مرور الكرام، موضحا أن الراي العام العالمي والإقليمي والإسلامي مدرك لما يحدث من انتهاكات واعتداءات بحق المقدسات الإسلامية في القدس.
وأشار أبو طير إلى أن الاحتلال من خلال ممارساته يحاول جس نبض الشارع الفلسطيني تحديدًا المقدسي بحيث إذا مرّ في حالة تراخي وتهاون في الدفاع عن الأقصى يستغلها الاحتلال بالتقدم خطوة نحو تنفيذ مخططاته.
ونبه إلى أن المقدسيين سيفشلون مخططات الاحتلال وسيقفون لها بالمرصاد، داعيًا للتصدي لمخططات الاحتلال وتفويت الفرصة عليه من خلال زيادة الرباط في المسجد الأقصى وشد الرحال اليه.
وأضاف أن أحباب الأقصى متيقظين أكثر من أي وقت مضى لما يحدث في القدس والمسجد الأقصى.
وقال: “إذا تمت عملية الحشد والمتابعة للحدث يوميًا سيُفشل المقدسيون وسيُحبطون مسيرة الأعلام وهم مستعدون لدفع أي ثمن للدفاع عن الأقصى“.
بدوره، حذر نائب محافظ القدس عبد الله صيام من مسيرة الرقص بالأعلام التي يدعو لها الاحتلال يوم الخميس المقبل، لأن ذلك سيدفع إلى انفجار جديد في المدينة.
وقال صيام في حديث لإذاعة “صوت فلسطين”، اليوم السبت، إن هذه المسيرات هي استكمال للمسيرات التي خطط لها في 28 رمضان، مؤكدًا أن دفاع المقدسيين عن مقدساتهم مرتبط بعقيدتهم وليس بمدة زمنية معينة، وسيفشلون هذا المخطط بعزيمتهم وصمودهم كما أفشلوه سابقًا.
وبيّن الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص، أن الاحتلال ومستوطنيه يحاولون تعويض الإذلال الذي تعرّضوا له في 28 رمضان، عبر الدعوات لمسيرة الأعلام “التعويضية”، الخميس القادم (العاشر من حزيران الجاري).
وأضاف عبر حسابه على “فيسبوك” إنه بعد شهرٍ بالضبط على فشل مسيرة الأعلام التهويدية التي كانت مقررة في العاشر من أيار الماضي، دعت قائمة “الصهيونية الدينية” التي يقودها بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير حليفا نتنياهو المقربين؛ مع ست منظماتٍ استيطانية إلى مسيرة أعلام تعويضية من الساعة 4:30 وحتى الساعة 7:30 من مساء يوم الخميس المقبل.
وأوضح أن تلك الجهات اليمينية دعت إلى التجمع في نقطتين متقاربتين غربي القدس، والانطلاق لاقتحام البلدة القديمة من بواباتها الثلاث الأكثر حركة للمقدسيين؛ بابا العامود والساهرة شمالاً، وباب الأسباط شرقاً.
وانضمت للدعوة لهذه المسيرة منظمات يمينية استيطانية مثل “مجلس بنيامين” الاستيطاني ومنظمة “غوش عتصيون” ومنظمة “إم ترتسو” وهي إحدى جماعات “الهيكل” المتطرفة؛ في محاولة واضحة للثأر من يوم 28 رمضان الذي شهد تغيير مسار مسيرة الأعلام تحت ضغط جماهير القدس، ثم تفرقها بعدما دوت صفارات الإنذار مع انطلاق صواريخ عملية ســيف القدس من غزة، على حد قوله.