قال جلالة الملك عبدالله الثاني، إن اللاجئين السوريين في الأردن لن يعودوا قريبا، مشيرا إلى أن واحد من كل 7 في الأردن هو لاجئ سوري، وواحد من كل 5 هو لاجئ، حيث ان الاردن استقبل لاجئين اخرين من عدة مناطق.

وأضاف خلال مقابلة اجراها جلالته مع سي إن إن الامريكية، “لا أعتقد ان الناس يفهمون التأثير الكبير، بالطبع هناك حروب اقليمية وازمة اقتصادية عالمية والربيع العربي وداعش وفيروس كورونا ولكن قضية اللاجئيين أضرت ببلدنا بشكل كبير جدا والشعب الاردني يعاني من هذا الامر حيث ازدادت نسبة البطالة واعلم ان جزءا من هذه البطالة كانت بسبب فيروس كورونا ولكن هناك قلق حقيقي ومشروع لدى الاردنيين أن الحياة اصبحت صعبة جدا”.

وبين، “المجتمع الدولي ساعدنا ولكن أعتقد أنه في السنة الماضية حصلنا على 40% أو 45% من احتياجاتنا ولكن الباقي حصلنا عليه من ميزانياتنا حيث أن السوريين مشتركين في مدارسنا ونظامنا الصحي وهناك 200 ألف سوري حاصل على تصاريح عمل”.

وأكد جلالته، “لو كنت فردا من أسرة سورية في الاردن وقال احد الافراد متى سنعود الى سوريا؟ ماذا يوجد هناك من اجل العودة اليه؟ وهذا الامر يأخذنا الى النقطة التي تناقشت فيها مع الامريكيين والاوروبيين”.

وخاطب جلالته مذيع سي إن إن فريد زكريا قائلا، “تحدثت بهذا الامر معك حيث تنبأ الكثير ان الازمة في سوريا سوف تأخذ شهورا وانا قلت ان الامر سيأخذ سنوات عديدة ولذلك النظام موجود هناك ويجب علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا: هل هو تغيير النظام ام تغيير الاسلوب والتصرف؟ واذا كان الامر تغيير السلوك فيجب علينا العمل معا من أجل الحوار مع النظام لان الجميع يفعل ذلك ولكن ليس هناك تخطيط محدد والروسيين يلعبون دورا مهما في هذا الامر ومن دون الحديث مع الروسيين، كيف يمكن التوصل الى نقطة تفاهم من شأنها جلب النور للشعب السوري”.

وردا على سؤال زكريا قال الملك، “مجددا وكما قلت من قبل، النظام السوري باق. لم يتحدث أي شخص منا مع الاخر حول أسلوب الحوار الذي يتعين علينا تبنيه، أفهم تماما تخوف العديد من الدول حول ما حدث للشعب السوري ولكن البقاء على الوضع الراهن يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري ولقد عشنا هذا الوضع لمدة سبع أو ثمان سنوات ويجب علينا الاعتراف بأنه ليس هناك حل مثالي، ولكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة هو أفضل من ترك الامور على ما هي عليه الان”.

وقال الملك، إن المسألة لا تتعلق فقط بوجود ايران او روسيا، فداعش ما زالت هناك حيث تم هزيمتهم ولكن لم يتم تدميرهم وهذا أمر يجب علينا ان نتعامل معه وهناك أكثر من تحد يجب التعامل معه في نفس الوقت، ولكن عند النظر الى الصورة العامة هناك الكثير من الدمار في تلك البلاد ومن المهم بناء المدارس والمستشفيات لاعادة الأمل.

وبين أنه لن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة الى بلادهم قريبا حيث لا يوجد شيء هناك يعودون من أجله، ولذلك علينا الابتعاد عن العنف ويجب بحث اعادة الاعمار وهو امر يرتبط بالاصلاح السياسي ومجددا يجب ان لا ننسى ما يحدث في لبنان وهناك ارتباط وثيق بين ما يحدث في لبنان وسوريا.

وعن الازمة في لبنان، قال الملك إن الكارثة على وشك أن تحدث اذا لم تحدث بالفعل وقد نواجه موجة لجوء جديدة في الاردن لا سمح الله. يجب التعامل مع هذه القضايا حيث ان تجاهلها سيفاجئنا باشياء لا يمكن توقعها.