-المهرجان الذي انطلق تحت عنوان: “جرش مزيّنة بالفرح”، يشتمل على برنامج ثقافي واسع.
-نجوم عرب كبار وعشرات النجوم الأردنيين سيزينون لياليه بالفرح.
-استعراض “سلام على بلادي” ومغناة “مع عبدالله” تفتتح فعاليات المهرجان.
مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مساء اليوم الأربعاء حفل افتتاح فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الخامسة والثلاثين في المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية بحضور نخبة من رجالات الدولة والضيوف العرب والمهتمين، وذلك بعد غياب قصري العام الماضي ( 2020) فرضته جائحة كورونا.
وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد: إن عودة مهرجان جرش هي عودة للفرح والألق، وعودة للمسرّات بعد طول غياب، فهذا المهرجان الذي كرّس التقاليد والقيم الإبداعية العالية هو أحد الروافع المهمة في المشهد الثقافي الأردني منذ تأسيسه قبل مئة عام.
وأضاف العايد: يفرح الأردنيون في هذا اليوم، اليوم الذي نتحدّى فيه ذاتنا، نتحدّى فيه قدرتنا على إعادة تأهيل المدينة لتستقبل أهلها من جديد، نتحدّى فيه هذا الفيروس الخطير الذي أوقف الفرح في شرايين هذا المهرجان، ليعود ينبض بالمحبة والحياة من جديد، ويرفع راية الفرح في مواجهة الخوف.
وقال العايد ان مئة عام من عمر دولتنا الحديثة، كنّا فيها وما زلنا في عين التحدي، لانقبل بكل سهل، جعلتنا في قطاع الفن والثقافة نذلل الصعاب، ونمهّد الطريق كي تدور عجلة الإبداع ولا تتوقف، فجعلنا من كل صعب سهل لنرسم الفرحة على وجوه أهلنا، على وجوه محبي الفرح، على وجوه محبي جرش الذي كرّس كأيقونة للفرح والمحبة.
وأشار العايد إلى أن جرش ومنذ 40 عاما وهو يرسم الفرح على الوجوه، ويحرس أحلام المبدعين ويمزجها بعراقة المكان وكبرياء أهله الطيبين، وأن الكبار يمرون من تحت أعمدته يتنسّمون عبق الحضارات ويزهون أنهم في جرش، سيد المهرجانات وبوصلة الإبداع وسرّ النجومية لكثير من نجوم الإبداع.
وأكد وزير الثقافة رئيس اللجنة العليا للمهرجان على أن الشاعر والمطرب مشعلان من مشاعل جرش على مدار تاريخه، وأن ما يميز جرش على مدار عمره أنه كان حلقة وصل بين المثقفين العرب.
ولفت الى أن جرش هذا العام ورغم الظروف الصعبة جاء بشكل يليق بالأردن، يليق بمئويته، يليق يهاشميته، يليق بإنسانه العظيم، يليق بمبدعه الذي صنع من الحجارة الصمّاء مدن وردية عابرة للحضارات، ولعل هذه المدارج التي نجتمع فيها أكبر شاهد حضاري على عراقة هذه الأرض وإنسانها، لذلك سيكون جرش مختلفا، لأنه يحمل في جعبته هذا العام الكثير من الفرح، منوها ببرنامجه المكتنز بالشعر والسرد والنقد والفنون بأشكالها، الغناء والرقص والمسرح والتشكيل والحرف، وفرق التراث والفلكلور الأردنية والعربية والعالمية، ستجعله مميزا ومختلفا.
من جهته قال رئيس بلدية جرش الكبرى عضو اللجنة العليا للمهرجان حمد الكرازنة ان جرش هذا العام يحمل رسائل عديدة منها: انه ينقل بطاقةَ محبةٍ وسلامٍ لجميعِ أركانِ المعمورة بأنّ الأردنَ بقيادتِه الهاشميةِ الرشيدة قد بدأَ بالتعافي من آثارِ هذهِ الجائحةْ. وان اهل هذا البلد يمنون بأن كل مرّ سيمّر، واننا نقول للعالمِ أجمعْ : اننا مُتَشَبِّثُونَ بقيادتِنا الهاشميةْ, ومنْتَمونَ لهذا البلدِ الصامدْ.
واضاف الكرازنة انه تعاقبَ على مدةِ هذا المهرجانِ سبعُ اداراتٍ , تركَ كلٌّ منهم بصمَتَه الطيبة في تاريخِ المهرجان، غير أنَّ لكلِّ بصْمةٍ شكلَها المميزْ , فكانَ لأدارةِ المهرجانِ الحاليةِ التي أكدتْ تفوّقَها من خلالِ افكارٍ تقدميةٍ ملموسةٍ بدأت بأطلاقِ (مهرجانْ السينما الأول) بدورتِهِ الأولى عام 2019 , و ادخالِ لمساتٍ فنيةِ متميزةِ للمسارحِ, وتزويدِها بشاشاتِ عرضٍ, واستقطابِها لنخبٍ من المثقفين والفنانين العرب.
وأضاف الكرازنة ان ادارة جرش الحالية عزّزتْ تشاركيَّتَهَا مع بلديةِ جرش الكبرى . فكان لها بصمةٌ تؤكدُ أَنها قادرةٌ على الارتقاءِ بهذا المهرجان و إعادةُ امجادِه مع ضرورةُ ان يكونَ لكمْ بصمةً بتاريخِ المهرجانِ لدعمِ هذهِ الادارةُ لتصبحَ مؤسسةً رسميةً تحملُ اسمَ ( مؤسسة مهرجان جرش للثقافة والفنون ) , و إشراك مؤسساتِ المجتمعِ المحليِ المختلفةْ بهذه المؤسسة , وتطويرِ أدواتِها في سبيلِ ان تبقى شعلةُ مهرجانِ جرش وقّادةً بثقافتِها على مدارِ العام , و تكونُ عضيداً للخطةِ الاستراتيجيةِ السياحيةْ لمدينةِ جرشْ , والتي اطلقتْ منذُ شهرينْ, برعايةِ معالي وزير السياحة الأكرم .
وشكر الكرازنة جميع القطاعات التي ساهمت في انجاح هذا المهرجان وعلى رأسها وزارة الثقافة ومحافظ جرش ومدراء السياحة والاثار وغيرهم ممن ساهم في انجاح هذه التظاهرة، شاكرا عمال الوطن الذين اسهموا في الحفاظ على هوية المدينة وجمالياتها واشراقتها.
ومنحت في حفل الافتتاح جائزة ملتقى جرش النقدي للرواية عن مجمل الأعمال للأديب الأردني الراحل عيسى الناعوري.
وتحت عنوان: “سلام على بلادي”، اشيع الفرح في جنبات المدرج الشمالي وسط أهازيج ورقصات وتنويعات موسيقية وغنائية قدمها إلى جانب مجموعة من المطربين الأردنيين، فرقة المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين.
جاء العمل الاستعراضي الذي أنتجه مهرجان جرش لحفل افتتاحه لهذا العام، من إخراج لينا التل، وتأليف موسيقي والحان د. أيمن عبدالله، وتصميم وتنفيذ الرقصات رانيا قمحاوي، وإخراج المادة الفلمية فراس عبنده.
واختتم الاستعراض بمغناة “مع عبدالله” كلمات الشاعر ماجد زريقات، وإنتاج فني طلال أبو الراغب.
وجاءت اللوحات الفنية الاستعراضية التي انطلقت من بين الجمهور، ومن خلال مواطن جرشي بلباسه التاريخي، لتعلن ارتباط الجمهور بهذا العمل الفني، حيث تبدأ اللوحات الراقصة التي تؤكد ارتباط الماضي بالحاضر لاهل المكان وسط استعراض فني ادائي راقص يعيد تشكلات الحياة عبر الزمن في هذه المدينة الغارقة في الزمن.
وفي المشهد الثاني يقدم العمل لحظات فارقة في تاريخ المهرجان من خلال استعراض اهم النجوم الكبار والفرق الفنية والاستعراضية الذين غنوا على مدرجاته منذ انطلاقته الاولى.
وفي مشهد اخر يستعرض العمل مجموعة من الاسماء الثقافية والابداعية التي شكلت نواة الفعل الثقافي الاردني خلال مئة عام مضت، رابطا المنجز الحضاري للمدينة القديمة وارثها الانساني والابداعي مع المئة عام الاخيرة.
كما يقدم العمل مجموعة من الاسماء الفنية في تاريخ الغناء والموسيقى الاردنية، ثم يستعرض تاريخ الدراما التلفزيونية والاذاعية والمسرحية الاردنية.
وبعد انتهاء الاستعراض اوقد راعي الحفل شعلة المهرجان معلنا انطلاق الفعاليات، وفي هذه الاثناء تقدم الفرقة الاستعراضية لوحة فنية راقصة بالمشاعل في تاكيد واضح على استمرار الفعل الثقافي والفني في جرش المدينة التي لا ينقطع عنها الابداع ولا تتوقف فيها مسيرة الفن ومشاعل النور، ثم الانتقال للوحة تؤكد السوسنة الوطنية قبل ان تنطلق المغناة الوطنية “مع عبدالله”.
لتراب الأردن سنبقى، عشاقا نرويه عشق.. بهذه الكلمات تبدأ المغناة التي تستعرض تاريخ الأردن شعرا وغناء، حيث قدم مجموعة من المطربين بأصواتهم الشجية العناوين الفاصلة في تاريخ الأردن وارتباطها بقضايا الأمة.
وشارك في الأغنيات التي جاءت ضمن المغناة المطربين: أسامة جبّور، جهاد سركيس، غادة عباسي، رامي شفيق، حسين السلمان، أمل إبراهيم، بلقيس الزبن.
المهرجان الذي يحمل هذا العام شعار ( جرش … مزينة بالفرح ) يحتضن مشاركات فنية تزيد عن 70 فنانا أردنيا وعربيا، وفرقا فنية تراثية وفلكلورية أردنية وعربية وعالمية، ومشاركات شعرية وأدبية متنوعة، مما يشكّل تحديا كبيراً للقائمين على برامجه.
وبمناسبة الاحتفالات بمئوية تأسيس الدولة الأردنية ، فقد قررت اللجنة العليا للمهرجان الدخول المجاني لحضور الفعاليات ، باستثناء حفلات نجوم العرب الذين سيحيون حفلات على المسرح الجنوبي ، والذي يستمر لغاية الثاني من الشهر المقبل أكتوبر/تشرين الأول.
و تفتتح الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في الساعة التاسعة من مساء اليوم الأربعاء أولى حفلات المهرجان والذي يقام على المسرح الجنوبي؛ حيث ستقدم باقة من أغنياتها الحديثة والقديمة.
ويحيي نجوم الغناء العربي: ” نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق،” حفلات غنائية يومية على مدى 11 يوما، في المسرح الجنوبي.
وسيشهد المهرجان مشاركة فعالة للفنانين الأردنيين: زين عوض وليندا حجازي وحسين السلمان وسعد أبو تايه وبشار السرحان ويحيى صويص ونجم السلمان و غالب خوري ويزن الصباغ وسامر أنور ونانسي بيترو وأسامة جبور وتوفيق الدلو، وستحيي فرقة الأكاديمية الشركسية عرضا فنياً، حفلاً فنياً تنظمه نقابة الفنانين الأردنيين.
وتختتم حفلات المهرجان بداية الشهر القادم بحفلة فنية أردنية بامتياز، يحييها الفنانان عمر العبداللات، وصاحبة لقب “ذا فويس” الفنانة الأردنية نداء شرارة.
وستقام على خشبة المسرح الشمالي وفي ساحة الأعمدة العديد من الفعاليات من أبرزها الأدبية والثقافية، والعروض الفنية التي تقدمها فرقة البيادر القروية من فلسطين، وفرق فنية من اليونان والمكسيك وكوريا وأذربيجان إضافة لفرق فلكلورية وتراثية أردنية وعربية وعالمية، حسب البرنامج المعد لفعاليات المهرجان.
وتكريما لمنجز الشاعر جريس سماوي الإبداعي فقد جاء البرنامج الشعري والندوات الفكرية تحت عنوان: دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل “جريس سماوي”، ويشارك بفعالياتها قرابة 250 شاعرا أديباً ومفكرا أردنيا وعربيا.