في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حذر جلالة الملك عبدالله الثاني الاربعاء العالم من التخلي عمن يحتاجون المساعدة في ظروف عصيبة يمرون بها، مؤكدا أن ذلك يخدم المتطرفين، ويعرض الابرياء للخطر، ويؤدي الى تفاقم الصراعات دون حلها.
القضية الفلسطينية كانت في مقدمة خطاب جلالته، متسائلا: “كم بيتٍ سيدمر وكم طفلٍ سيموت قبل أن يصحو العالم!”.
الملك في كلمته المسجلة والتي استغرقت 8 دقائق، أكد أنه لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي للعالم بأسره، إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وأكد أن الأردن سيستمر بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، فالقدس الشريف في قلب هذا السلام، هي مدينة مقدسة بالنسبة لمليارات الأشخاص حول العالم.
“ذكّرتنا الحرب القاسية على غزة هذا العام أن الوضع الحالي لا يمكن له أن يستمر، وأن المعاناة التي نراها تؤكد ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعمل وفقا لتكليفها الأممي وتوفر خدمات إنسانية حيوية لـ 5.7 مليون لاجئ فلسطيني” قال الملك.
ولفت جلالته، انتباه العالم إلى أن المتطرفين يستغلون اليأس والإحباط والغضب الناجم عن الأزمات، مشيرا إلى أن الحرب على الإرهاب والتطرف لم تنته بعد، رغم كسب بعض المعارك.
وسلط الملك الضوء على الازمة التي يعيشها اللبنانيون، مؤكدا أنه وقت عصيب عليهم، يحتاج فيه الشعب اللبناني للدعمنا الكامل، لتمكينهم من النهوض من هذه الأزمة. ويتطلب ذلك استجابة دولية محكمة التخطيط ودقيقة التنفيذ، يشارك فيها الجميع.
ونقل جلالته الصورة، “تجد أسرا بلا قوت يومهم، وبيوتا بلا كهرباء أو مياه، وشركات غير قادرة على العمل”.
وشدد على ضرورة استمرار منح الأمل للاجئين من دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات الأخرى التي ترعى اللاجئين والمجتمعات المستضيفة، موضحا أن الأردنيين يعرفون جيدا الأثر الكبير للجوء، حيث قدم الأردن الكثير من التضحيات لمساعدة ملايين اللاجئين الفارّين من الاضطهاد والخطر.
“الجائحة القاتلة، والتغير المناخي، والصراعات العنيفة التي يستغلها المتطرفون حول العالم، والتصدعات التي تزعزع الاستقرار الاقتصادي، وأزمة اللاجئين العالمية التي ما زالت مستمرة”، الملك قال للعالم إن هذه الأخطار تأثيراتها عالمية، داعيا للمضي قدما وبسرعة لتحقيق ما تستحقه الشعوب، دون ترك أحدا خلف الركب.
“العمل المشترك” كان عنوان كلمة الملك، “بحيث يكون التركيز على الإنجاز، فمن غير الممكن تحقيق التغيير الإيجابي الذي نصبو إليه بالتمني، ولذلك يجب أن يكون عملنا منسقا ومنظما ليترك أثرا عالميا حقيقيا”.
ولكن ماذا لو لم تكن هناك مخاطر أخرى تواجه الإنسانية، الملك قال، “سنظل بحاجة لنتحد في مواجهة الخطر الوجودي في عصرنا، وهو التغير المناخي. وكواحد من أفقر البلدان مائيا على مستوى العالم، يعي الأردن تماما خطورة هذا التحدي. فالخطة التنفيذية الوطنية للنمو الأخضر في الأردن صممت لضمان كفاءة الطاقة وتعزيز منعتنا في قطاعي المياه والزراعة لكن ليس باستطاعة أي بلد أن يواجه التغير المناخي منفردا. وهذا تذكير مهم لنا بأهمية تطوير أساليب جديدة للتصدي لهذا التحدي وكل التحديات التي تواجهنا كعالم واحد وإنسانية واحدة”.