عقد في عمان، السبت، المؤتمر الاقتصادي السابع تحت عنوان “كيفية الاعتماد على الذات في اقتصاد المئوية الثانية”.
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والابداع، وبمشاركة خبراء وباحثين ومختصين، الى تحديد ملامح المرحلة التالية من المئوية الثانية للدولة، والحاجة الى تأسيس قاعدة اقتصادية واجتماعية متينة، والاسهام في تعزيز امكانات واستدامة مسارات التنمية على المدى الطويل.
وقال رئيس الوزراء الاسبق، عدنان بدران، إن التحدي لنا جميعا في المئوية الثانية، هو التحول من مجتمع ريعي إلى مجتمع انتاجي، وكيفية تحويل مواردنا البشرية الضخمة المتوفرة لدينا من حالة البطالة والفقر، إلى موارد ثرية ذكية تفتح فرصا هائلة في الاعمال للشباب باستخدام مخرجات العلوم وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والزراعة والأمن الغذائي والأمن الصحي والخدمات، وكيفية تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة، وكيف نحقق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030.
واكد بدران، اهمية البناء على الانجاز الذي تحقق في المئوية الاولى والتعامل مع اولويات النهضة الاقتصادية للانطلاق من التمكين الى تمتين النهضة وتعزيزها.
واضاف ان بناء الاقتصاد المعرفي يشكل محورا رئيسيا في النهوض بالاقتصاد الأردني، حيث يجب العمل على تطوير المناهج التعليمية في جميع مراحل التعليم وادماج التعلم الالكتروني وعن بعد مع التعليم الوجاهي وتحويل الصف المدرسي إلى صف معكوس وتدريب المعلمين وتأهيلهم وتنمية وتطوير البيئة المدرسية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في التدريب، وايجاد عقود بحثية لحل مشكلات الصناعة.
ودعا الى إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الموقعة لتوليد الطاقة وتطوير شبكات الجهد العالي للكهرباء لتتسع لتوليد الطاقة المتجددة، بحيث تستوعب مستقبلا 40% من خليط الطاقة بدلا من 11% حاليا.
كما دعا الى تحويل النقل والمركبات تدريجيا إلى كهربائية بالتزامن مع برامج الاتحاد الأوروبي بتصفير انبعاث الكربون مع عام 2050، الامر الذي سيفتح فرص عمل جديدة واستثمارات جديدة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
وبين انه يجب العمل على إنشاء مزارع لإنتاج الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء لضخ المياه وتوزيعها وتحلية مياه البحر الأحمر وتأسيس الشركة الوطنية للمياه كشركة مساهمة عامة مفتوحة لاستثمار المواطنين، والعمل على تنفيذ قناة البحرين واستثمار وادي عربة بعد انشاء القناة واستثمار المياه الجوفية المشتركة مع دول الجوار.
واشار بدران، الى وجود انكماش للزراعة في غور الأردن بحوالي 40 بالمئة، عما كانت عليه سابقا، ما يتطلب إحياء القطاع الزراعي مرة أخرى. وبين اهمية تنفيذ مشروع أنبوب النفط العراقي-الأردني والربط الكهربائي مع الدول المجاورة وانشاء سوق عربية مشتركة بين مصر والأردن والعراق، وتعزيز دعم البحث العلمي ضمن الاولويات الاقتصادية.
من جهته، قال رئيس الجمعية رضا الخوالدة، إن المؤتمر يأتي ليقيم التجربة الأردنية على مراحلها المختلفة خلال المئة عام الأولى من تأسيسها والانتقال إلى المئوية الثانية، لترسم ملامح الاعتماد على الذات وبناء اقتصاد متين للأجيال القادمة.
واوضح ان هذا المؤتمر سيشكل حجر الأساس ونقطة الربط التي لطالما احتاجها الأردن ليعزز كفاءة وفاعلية الاعتماد على الذات وتحقيق المصالح الوطنية وتطوير القاعدة الاقتصادية الأردنية من خلال العديد من التوجهات المستقبلية للاقتصاد الوطني.
واكد الخوالدة، ان الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردنية، هي مناسبة وطنية كبيرة في وجدان الأردنيين، تحكي قصة وطن بني بإرادة وعزم القيادة الهاشمية والشعب الأردني، عبر مراحل النشأة والتطوير والبناء والازدهار، كما يلقى الأردن اهتماما واسعا من خلال وجوده في قلب الوطن العربي جغرافيا، ليظل على مدى التاريخ حلقة وصل حيوية بين مواطن الحضارات في الشرق والغرب.
واشار الى ان الاقتصاد الأردني واجه خلال جائحة كورونا، تعقيدات وتعطل سلاسل عرض السلع والخدمات بسبب توقف الإنتاج وتعطل سلاسل التوريد وتسريح الكثير من العمالة.
واضاف ان أولوية الحكومة خلال الجائحة تمحورت حول تعزيز أجهزة خدمات الطوارئ والتركيز على الأمن الصحي وتلبية الاحتياجات العاجلة ومحاولة تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الحماية للشركات بمختلف أحجامها، كما أولت الاهتمام لتوفير الحماية للأسر من مخاطر الإفلاس والتصدي للفقر والبطالة وتحقيق الأمن الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي تسببت الجائحة بتراجعه والإضرار به.
واكد أن الأردن يملك راس المال البشري القوي والمتطور والقادر على تحقيق الاعتماد على الذات وتطوير الاقتصاد الوطني بشكل يتناسب مع محدودية الموارد الطبيعية في الأردن.
بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر سامر الرجوب، ان تعزيز التصنيع والتقدم التكنولوجي يسهم في العمل على تعزيز المهارات العمالية من خلال البحث والتدريب، ومدى تأثير هذه الخطوة في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق قوة الدولة على الصعيد العالمي، كما يسهم التطوير في القطاع الزراعي على مساعدة الاقتصاد الأردني في تحقيق الاكتفاء الذاتي، للوصول الى تحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من المستوردات الغذائية لتحقيق النمو المستدام.
وذكر الرجوب، ان هذا المؤتمر يسعى الى تعزيز الأفكار التي تسهم في الاعتماد على الذات، من خلال العودة الى التفكير الجاد تجاه الاعتماد الذاتي في كافة الجوانب الاقتصادية التي يبنى عليها الاقتصاد الوطني، كما يسهم التوجه نحو التصنيع وتطبيق الثورات الصناعية داخل منافذ الاقتصاد بتحقيق ثورة في نمو الناتج المحلي الإجمالي، واكتساب القوة الإقليمية والعالمية في مجال التصنيع وقوة الصادرات الصناعية.
واكد اهمية قطاع الصحة والانفاق الحكومي تجاه القطاع الصحي.
ويتضمن المؤتمر 6 محاور رئيسية هي “محور التصنيع وتقدم الدول، محور الاعتماد على الذات في القطاع الزراعي والأمن الغذائي، محور الأمن المالي والاعتماد على الذات، محور العودة إلى مفهوم الاعتماد على الذات في العالم في مرحلة التراجع عن العولمة، محور الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة-الاقتصاد المعرفي ومحور أمن الاقتصاد الصحي وتلبية الاحتياجات الطارئة”.