قالت مسؤولة في وزارة الصحة، إن الأردن من الدول التي تعتمد أرقاما “مظلمة ومغيبة” بشأن الانتحار، والأرقام الحقيقية لحالات الانتحار تفوق الأرقام المعلن عنها.
ورأت اختصاصية الطب الشرعي ومديرة مديرية الاختصاصات الطبية في وزارة الصحة إسراء الطوالبة عبر برنامج “جلسة علنية” الذي يُعرض الثلاثاء على شاشة قناة”المملكة” أن الإنكار والأسباب الاجتماعية لا تعطي أرقاما حقيقة حول الانتحار، والخوف من وصمة العار يُقلل نسب الإعلان عن حالات الانتحار.
وتحدث مساعد مدير الأمن العام لأمن الأقاليم العميد أيمن العوايشة ،الاثنين، عن ارتفاع في حالات الانتحار في ظل تسجيل 116 حالة انتحار في 2019، مقابل 143 في 2021، مع تسجيل 593 محاولة انتحار في العام الحالي.
أما اختصاصي الأمراض النفسية في مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية قاسم الريماوي، فأشار إلى عدم امتلاك أرقام ثابتة لمحاولات الانتحار والانتحار المكتمل.
وذكرت الطوالبة أن 60 دولة من 172 لديها سجل وطني للأرقام الحقيقية للانتحار.
الانتحار مصطلح “غير موجود” و”قضاء قدر”
وقالت الطوالبة، إن “مصطلح الانتحار غير موجود في التشريعات الأردنية”، و”القضاء الأردني يسجل حالات الانتحار على أنها قضاء وقدر … وبعض القضايا تكون جنائية وتسجل على أنها انتحار”.
وأضافت أن ظروف ارتكاب الجريمة أو الجناية تختلف كليا عن الانتحار، والقضاء والتحقيق المشترك هو الفيصل بين جريمة القتل والانتحار.
“لفت انتباه” واكتئاب
الطوالبة رأت أن محاولة الانتحار لا تعني بالضرورة إنهاء الحياة، ومحاولة الانتحار قد تكون سببا للفت الانتباه وليس الانتحار.
الريماوي اعتبر أن الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الانتحار، والأفكار الانتحارية، وتمني الموت مرتبطة بالاكتئاب النفسي.
وقال، إن المصاب بالاكتئاب قد تكون لديه أفكار انتحارية تتراكم مع الزمن عند المصاب بالاكتئاب.
المعالجة النفسية ورئيسة قسم الإرشاد النفسي في جامعة فيلادلفيا لينة عاشور، قالت، إن “80% ممن يقدمون على الانتحار هم مصابون بالاكتئاب المشخّص”.
وأشار الريماوي إلى أن 90% ممن أنهوا حياتهم كان لديهم مرض نفسي مشخّص سابقا، و10% من أسباب الانتحار غير مشخّصة.
وأوضح الريماوي أن ضعف حالات الاكتئاب تصيب الإناث مقارنة بالذكور، لكن نسبة الانتحار الكامل عند الذكور أكثر من الإناث، ورأت الطوالبة أن الإناث تميل لأساليب “أقل إيلاما وعنفا”.
عاشور ذكرت أن 90% ممن يقدمون على الانتحار مصابون بأحد الاضطرابات النفسية، و10% من الأسباب التي تؤدي للانتحار تكون نتيجة تغير في حياة الفرد.
المعالجة النفسية ورئيسة قسم الإرشاد النفسي في جامعة فيلادلفيا لينة عاشور، قالت، إنه “لا توجد أي علاقة بين إيمان الشخص وبين إقدامه على الانتحار” و”الخسارة المالية والتعرض للإساءة من أسباب الانتحار”.
واعتبرت عاشور أن وجود شخص في الأسرة قام بالانتحار قد يكون سببا في إقدام آخرين على ذلك.
وقالت عاشور، إن “من يقدم على الانتحار يعتقد أنه حل دائم لمشكلة مؤقتة، وأي شخص يشير إلى رغبة بالموت هو مؤشر للإقدام على الانتحار”.
الطوالبة قالت، إن علاج حالات الانتحار لا يدخل ضمن نمط التأمين الصحي، وهدف الانتحار هو القناعة المطلقة بأنه الحل الوحيد للمشكلة.
وأشار الريماوي إلى وجود 52 عيادة مجانية نفسية منتشرة في جميع أنحاء الأردن.