حث وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة، السبت، المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين السوريين وتحديدا الأردن، وذلك في ضوء التدني الملحوظ في حجم الدعم المقدم لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية من قبل الجهات المانحة خلال العامين المنصرمين.

ودعا الشريدة، خلال اجتماع عقد في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، المجتمع الدولي إلى توفير التمويل الكافي لدعم خطة الاستجابة الأردنية للعام الحالي 2021، والتي تم إعدادها وتحديثها من خلال جهد تشاركي بين الوزارات والمؤسسات كافة ذات العلاقة، ومنظمات الأمم المتحدة، والدول المانحة، والمنظمات غير الحكومية، التي تضمنت مكونا جديدا للخطة للتعامل مع جائحة فيروس كورونا، حيث تبلغ الاحتياجات المالية للخطة نحو 2.4 مليار دولار أميركي، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات اللاجئين والمجتمعات المستضيفة وكذلك لتمكين الحكومة من الاستمرار بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين.

وأَطلع الشريدة، عددا من سفراء وممثلي الدول المانحة على التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن والأعباء الاقتصادية الناجمة عن موجات اللجوء السوري والنموذج الأردني للتعامل مع هذه التحديات.

وبين وزير التخطيط والتعاون الدولي التبعات التي يتحملها الأردن نتيجة الأزمة السورية واستضافة أكثر من 1.3 مليون من اللاجئين السوريين في الأردن والتي فاقمت من الأعباء على الموازنة العامة والمجتمعات المستضيفة والخدمات العامة، مؤكدا أهمية زيادة واستدامة مساندة المجتمع الدولي للأردن في هذا المجال.

وأطلع وزير التخطيط والتعاون الدولي، المجتمع الدولي على الجهود التي قام بها الأردن تجاه اللاجئين السوريين في مجالات التعليم والحماية وسبل العيش والصحة بما في ذلك توفير اللقاحات للاجئين ضد الكورونا وغيرها من الخدمات، مؤكدا على أن دعم المجتمع الدولي للأردن في هذا الوقت ضرورة ملحة وقصوى لتمكين الأردن من الاستمرار بالقيام بالدور الإنساني الذي يقوم به نيابة عن المجتمع الدولي تجاه اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه.

وأشاد المشاركون في الاجتماع بدور الأردن المتميز بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه اللاجئين، وتوفير سُبل العيش الكريم لهم بالرغم من شح الموارد المتاحة، كما أكدوا على استمرارهم ببذل الجهود لتوفير الدعم المالي للحكومة الأردنية في هذا الإطار، مبدين تفهمهم للتحديات التي تواجه الأردن والأعباء المترتبة على استقبالها للاجئين بما في ذلك أولوية دعم خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية.

ولفتوا النظر إلى ضرورة التركيز على نوعية وفاعلية المساعدات للتعامل مع هذه الأزمة بالشكل الأمثل.

وأكد المشاركون في نهاية الاجتماع على أهمية عقد مزيد من الاجتماعات واللقاءات لبلورة تصور واضح حول التعامل مع هذه الأزمة في المستقبل القريب.