وزير الخارجية يعقد اجتماعا ثلاثيا قبل انطلاق المؤتمر الدولي لدعم “أونروا”

ترأس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيرته السويدية آن ليندي، الثلاثاء، أعمال المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الذي ينعقد في بروكسل، لحشد “الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة”، بمشاركة واسعة من ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

وبحسب وزارة الخارجية فقد “بذل الأردن جهود دولية حثيثة منذ العام 2018 لسد فجوة العجز المالي في ميزانية أونروا”، وقالت إن “الأردن تمكن وبالشراكة مع السويد، ومن خلال حشد الدعم الدولي، من تقليص العجز في السنوات السابقة من 446 مليون دولار إلى 100مليون دولار وحتى يومنا هذا”. 

وبلغ حجم التعهدات في مؤتمر روما 122 مليون دولار، كما وصل حجم التعهدات في العام 2020 إلى 130مليون دولار وفق ما أكدت الوزارة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، هيثم أبو الفول، إن الأردن يؤكد “ضرورة استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم الكافي اللازم للوكالة لتتمكن في الاستمرار من تقديم خدماتها الحيوية والمهمة لأكثر أكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني في مجالات مختلفة منها الصحية والتعليمية والاغاثية، ووفق تكليفها الأممي”.

وأشار أبو الفول  ، إلى أن الأردن يؤكد من خلال المؤتمر “أهمية تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء” خاصة أن “أونروا تتعرض لعجز مالي يقدر بـ 100 مليون دولار هذا العام، ولا بد من دعمها ودعم العاملين فيها ودعم الخدمات الحيوية التي تقدمها”.

وعبر أبو الفول عن أمله في “التوافق على آليات تمويل طويلة المدى ومستدامة تحول دون انقطاع أي خدمات أساسية وحيوية توفرها الوكالة”.

“مؤتمر اليوم يوفر منبرا ومنصة للمشاركين لتقديم التعهدات بالدعم السياسي والمالي للوكالة لاتخاذ خطوات فعالة نحو تحقيق تمويل كافي ومستدام للوكالة ولتوسيع قاعدة المانحين” بحسب أبو الفول.

وتحدث عن “تحضير جيد للمؤتمر” مشيرا إلى “حراك دبلوماسي ونشاطات مستمر لوزير الخارجية (أيمن الصفدي) خلال الأشهر الماضية” خاصة “الاجتماع في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي للإعداد الجيد لهذا المؤتمر بحيث أن تكون نتائجه ملبية للطموحات”.

وقبيل المؤتمر، أجرى الصفدي ونظيرته السويدية آن ليندي والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، اجتماعا ثلاثيا. 

يُعقد المؤتمر الدولي لدعم “أونروا” بمشاركة 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة، وسط معاناة الوكالة من عجز مالي متكرر وصل حاليا لأكثر من 100 مليون دولار.

مديرة الاتصالات الاستراتيجية في أونروا والناطقة الرسمية تمارا الرفاعي، قالت لـ “المملكة”، إن المؤتمر الذي يعقد على مدار يوم واحد يسعى لتحقيق هدفين، الأول هو حشد موارد لسد الفجوة المالية لعام 2021 في ظل الحاجة إلى 100 مليون دولار للشهرين الأخيرين من العام الحالي.

أما الهدف الثاني هو حشد مبالغ مرصودة لأكثر من عام، أي تعهدات متعددة السنوات تمكن الوكالة من التخطيط لمدة 3 سنوات على سبيل المثال من دون الاقتراب من الانهيار كل عام، وفق الرفاعي.

وأكدت الرفاعي مشاركة الولايات المتحدة، من بين 45 دولة، وسيُمثل أكثر من نصف الدول على مستوى وزاري.

جهود أردنية

وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال مجموعة لقاءات في لندن، الشهر الماضي على أهمية الاستمرار في دعم أونروا لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها.

وقال الصفدي العام الماضي “لا بديل عن الوكالة ولا تنازل عن ولايتها ولا قبول لأي طرح يحد من قدرتها على القيام بدورها، لأن لذلك تبعات سياسية غير مقبولة وتبعات إنسانية أيضا مرفوضة وغير مقبولة.”

وكان الأردن قد نظّم، في العام 2018 في روما بالشراكة مع السويد، مؤتمراً وزارياً دولياً للمانحين لوكالة أونروا، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي نسخته للعام 2020، وبمشاركة أكثر من 50 دولة ومنظمة، عمل الأردن والسويد على حشد الدعم لخفض العجز المالي للوكالة لتستمر بتقديم خدماتها في مناطق عملياتها الخمس.

وتأسست “أونروا” كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وفُوضت بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.7 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.

وتُقدم “أونروا” المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتشمل خدمات “أونروا” التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

والتقى الصفدي على أعمال المؤتمر لدعم “أونروا”، مفوض شؤون التوسع وسياسة الجوار بالاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، لبحث أهداف المؤتمر، إضافة إلى استعراض برامج الشراكة الأردنية- الأوروبية وسبل تطويرها، وآخر المستجدات الإقليمية.

وكذلك، التقى الصفدي، وزيرة التنمية البلجيكية، مريم كتير، على هامش أعمال مؤتمر دعم أونروا، لبحث أهداف المؤتمر إضافة إلى سبل تطوير التعاون الثنائي مع بلجيكا، وفي إطار الاتحاد الأوروبي.