* منتدى عمّان الأمني يؤكد ضرورة التعاون العربي في مجال الطاقة النووية والأمن السيبراني

* خبراء يطالبون توحيد الجهود العربية في مجال الطاقة النووية والأمن السيبراني

اكد المشاركون في منتدى عمان الأمني الثالث عشر أهمية تنسيق الجهود بين الدول العربية للتعاون في مجال الطاقة النووية، بما يضمن توحيد الجهود والأبحاث والدراسات وتوجيه المال؛ للقيام بدراسات مشتركة تنتج مشاريع مجدية على صعيد الطاقة النووية.

وقالوا خلال جلسات المنتدى الذي اختتمت اعماله مساء أمس، وخصصت لبحث الطاقة النووية أن التقاء الدول العربية بشكل موحد، وتوجيه القدرات للاستثمار في الطاقة النووية لا يعني السعي إلى امتلاك السلاح النووي.

واعتبروا أن قوة الدول العربية وتماسكها تتطلب العمل بشكل مشترك على هذا الصعيد.

كما اكدوا أهمية توحيد الجهود المبذولة بين الدول العربية على صعيد الأمن السيبراني بما يضمن توفير الأمن والحماية لقواعد البيانات بما في ذلك الأمن السيبراني للمفاعلات النووية.

ودعوا إلى ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة تحديات الأمن السيبراني وتوفير الحماية اللازمة للبيانات والمعلومات الحساسة الخاصة؛ عبر وضع إستراتيجيات وطنية لمواجهة تلك التحديات.

وذهب الخبراء خلال مشاركتهم في فعاليات منتدى عمان الأمني إلى أن المعطيات التقنية المتطورة وتسارع وتيرتها وكثافة الربط الشبكي تزيد مخاطر الهجمات الإلكترونية وما يصاحبها من ضياع للخصوصية.

وأشاروا إلى أهمية وجود سياسات واضحة لصد الهجمات الإلكترونية المتزايدة، خاصة أن أمن المعلومات يؤثر في القطاعات العامة والخاصة وكافة المؤسسات العاملة في أي دولة.

وأشاروا إلى أن الجرائم الإلكترونية لم تعد تقتصر على الأفراد والمؤسسات، وإنما تتعدى ذلك لتهدد أمن الدول وسلامة مرافقها واقتصادها، مما يستوجب تسخير كافة القدرات التكنولوجية، وتأهيل الموارد البشرية، وتحسين القدرة على التعامل مع قضايا الأمن السيبراني، للحد من المخاطر الإلكترونية المهددة لاقتصاد الدولة والأمن الوطني.

وحذروا خلال جلسات عمل المنتدى من خطورة التنظيمات الارهابية والتهديدات التي تشكلها لأمم المنطقة، وطالبوا توحيد الجهود العربية المبذولة للتصدي لها على النحو الذي يضمن أمن واستقرار المنطقة.

وفي جلسة المنتدى النووي اكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان خلال منتدى عمّان الأمني أن الهيئة قطعت شوطا طويلا بأقل الميزانيات، لافتا إلى أن المشاريع النووية تحتاج لنفس طويل وتمتد لسنوات.

وقال طوقان إن الأردن هو البلد العربي الوحيد في المشرق وبلاد الشام والعراق، يمتلك مفاعلا نوويا بطاقة تصل لـ5 ميغا واط، مؤكدا أنه مفاعل بحثي يبني العقول والقدرات الأردنية في المجال النووي.

واردف أن الهيئة بدأت في توريد مستشفيات السرطان الأردنية منذ عامين، وعزم الهيئة إنتاج مادة “التكنيشيوم” التي تستخدم في تصوير وتشخيص أمراض القلب.

وأوضح أن البرامج النووية قائمة على 3 أركان رئيسية، المفاعل البحثي، المواد النووية، مفاعل توليد الطاقة لإنتاج الكهرباء، مبينا أن اعتماد الوكالة الدولية للمفاعلات النووية المفاعل النووي الأردني يعتبر ” جوهرة”.

وكشف طوقان عن وجود مواقع مقترحة لإنشاء محطات نووية في العقبة، لإنشاء مفاعلات صغيرة ومتوسطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه.

وبين أن مطلع العام 2030 سيتم التركيز على المفاعلات النووية الصغيرة المستخدمة في توليد الكهرباء وتحلية المياه ولأغراض صناعية.

وقال إن على الدول العربية تطوير قدراتها النووية سلميا.

وأضاف أن تطوير القدرة النووية يعني وجود تطور علمي وتكنولوجي في مجال الطاقة النووية، ويعطي رسالة للعالم بأن هذه الدول متقدمة ومتطورة “وهذا رصيد لها”.

وشدد على أن الطاقة النووية موجودة في الحياة لرفاه الإنسان، وليس للدمار والقتل والإرهاب كما فعل الآخرون.

وأكد ضرورة إرسال رسالة سياسية واضحة للعالم، بأن العالم العربي يقبل على الطاقة النووية بأسلوب حضاري وذكي، وليس بأسلوب تهديدي أو ترويعي أو تخويفي.

وأشار طوقان إلى أن أول دولة في المنطقة أنتجت الطاقة النووية هي إسرائيل، معتبرا أنها “كارثة كبيرة” كونها بدأت بانتاج الأسلحة النووية.

وشدد على أن إسرائيل وضعت مثالا سيئا جدا للعالم لإنتاج الطاقة النووية في الشرق المتوسط، ما قاد إيران إلى السعي لعمل برنامج نووي.

وقال “لا أعتقد أن إيران ستفجر سلاحا نوويا، لكنها تريد أن تعلن للعالم أنها قادرة ومقوماتها موجودة ولديها وقود مخصب”.

واعتبر أن انتاج إيران لسلاح نووي “تطور سريع جدا”، عازيا قوله بأن المنطقة ستصبح ساحة للأسلحة النووية وهذه كارثة.

وأضاف طوقان أن العالم لن يسمح بتفجير نووي، لأنه سيكون له عواقب وخيمة على إيران والعالم ككل.

وقال “عندما نتحدث عن الطاقة النووية يرى العالم أننا سننتج أسلحة نووية تدمر إسرائيل، فيجب علينا إرسال رسالة إيجابية للعالم بأننا لسنا المشتبه بهم فيما يتعلق بالأسلحة النووية، وبأننا لدينا إمكانية للعمل بها”.

وأضاف “يجب تحديد من يهدد السلام في المنطقة (بوجود أسلحة نووية)، وهي بالتأكيد ليست الدول العربية”.

وجاء ذلك في رده على طرح قدمه مدير عام المركز الوطني العراقي للتخطيط المشترك علي الياسري، بشأن تعاون أردني عراقي مصري في مجال الطاقة النووية، حيث رحب طوقان بالتعاون الثلاثي وأكد ضرورة أن تعمل الدول الثلاث بشكل دامج على انتاج الطاقة النووية.

توقع رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، أن يكون الأردن في مستوى متقدم في مجال تصنيع اليورانيوم خلال الأعوام المقبلة.

وأضاف طوقان في كلمة القاها خلال منتدى عمّان الأمني، أن الهيئة وخلال 8 أعوام ستقوم باستخدام كميات صغيرة من المياه لانتاج كميات كبيرة من الطاقة.

وحول توليد المياه، أشار إلى أنه سيتم إقامة محطة على بعد 60 كيلو متراً عن شاطى العقبة، ستقوم بإنتاج نحو 189 ميغا واط من الطاقة وسيتم ضخها إلى عمّان.

وأوضح أن عنصر اليورانيوم وجد في الكربونات في الأردن، وقامت الهيئة بالتحقق من وجوده، وتقدر الكمية المتوفرة لدينا بـ 1.3 طن وهي كمية كافية.

ورجح طوقان أن تكون الكمية المتوفرة بالأردن كافية للتصدير وللاستخلاص.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تدرس دمج الطاقة النووية مع طاقة الشمس والمياه، أي العمل على الطاقة الهجينة.

وأكد أن البرنامج النووي التدريبي الأردني يهدف إلى انتاج 1.2 ميغاواط من الطاقة لأغراض التعليم، مضيفاً أن الهيئة ابتعثت نحو 175 طالبا وعاد جزء كبير منهم ليتخصصوا في مجال العلوم النووية.

قال بأن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعد منجزا حضاريا اردنيا للدولة الاردنية وهي اكثر اصرارا وعزيمة على المضي قدما في دروب التطوير والانجاز ومحاكاة روح العصر وادواته في المجالات كافة.

وقال طوقان ان هذ المنجز يبعث على الاعتزاز والفخر لكل أردني بما تم إنجازه في الحقل النووي على ارض الواقع حتى الان فهو صرح علمي شامخ يشار اليه بالبنان في المحافل والمنتديات العلمية والدولية باعتباره منصة عالمية متطورة لأغراض البحث العلمي والتدريب يسهم في تطوير ودفع عجلة التقدم في الأردن في كافة النواحي المعرفية والاقتصادية والتقنية.

واشار طوقان الى ان المفاعل النووي الأردني يعتبر منارة علمية في مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتخصصة الحديثة ونافذة الأردن على الطاقة النووية في العالم المعاصر وأنه يدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين في كافة الاختصاصات المدربة تدريبا دقيقا ومتخصصا وبكل الكفاءة العالية، مؤكدا بأنه حجر الأساس في تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة طبية وصناعية وبحثية.

للطاقة النووية في المنطقة، حيث يبحث المشاركون في أعماله العديد من القضايا التي تشمل سبل التعاون الدولي في تعزيز الأمن وتنمية الاقتصاد.

رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى الدكتور أيمن خليل أكد أن المنتدى نجح بترسيخ اسمه على خارطة المنتديات الامنية العالمية المتخصصة في مجال مناقشة القدرات غير التقليدية ليصبح واحدا من ابرز المنتديات عالية المستوى المتخصصة والمستدامة على مستوى المنطقة، ما يرسخ دور العاصمة عمان كحاضنة للحوار الدولي اضافة لدورها المهم كنواة للعمل العربي المشترك.

ونوه أن هذا التجمع السنوي من الخبراء الدوليين وصناع القرار هدف لمناقشة التحديات الأمنية الناشئة على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وذكر الدكتور خليل أن منتدى عمان الأمني حاز على مشاركة عدد من خبراء الأمن والدبلوماسيين والملحقين العسكريين ومنتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية وعدد من المنظمات الدولية، ومستشارين وخبراء قانونيين ومحللي مخاطر وكوادر القطاع الأكاديمي والبحثي إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام.