دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، إلى تكاتف الجهود بالتعاون والتنسيق مع الشركاء، من أجل تحقيق الانفراجات الضرورية في مساعي حل الصراعات الإقليمية.
وقال خلال أعمال المنتدى الإقليمي السادس لدول الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يعقد بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، إن الاتحاد من أجل المتوسط يُعد منبراً للحوار والتعاون، وبأنه مع مضي كل عام منذ انطلاق الاتحاد في عام 2008، “زاد الإدراك بترابط ضفتي المتوسط. التحديات التي تعصف بشرقه يدوي صداها في غربه”.
وأشار الصفدي إلى جملة التحديات والصراعات والأزمات التي عصفت بالمنطقة وولدت الكوارث والمعاناة الإنسانية، “وغابت خلالها الحلول الجذرية التي تحقق الأمن والاستقرار والعدالة والعيش الكريم لضحاياها”.
وترأس الصفدي، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعمال المنتدى الإقليمي السادس لدول الاتحاد من أجل المتوسط الذي استضافه وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
وشارك في المنتدى، 42 وزيرا للخارجية وممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، وممثلين عن المنظمات الإقليمية المعنية والمؤسسات المُمولة لمشاريع الاتحاد في منطقة المتوسط.
وقال الصفدي، “ما يميز اتحادنا هو أنه يسعى لتكريس الوعي بترابط جوارنا الواحد، عبر مقاربة تستهدف تعظيم المنجزات التي تثري ثمارها ضفتي المتوسط، تعاونا في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتمكين المرأة والشباب وغيرها من ساحات العمل المشترك”، بحسب الوزير.
وأكد أن “تعظيم فرص نجاح هذه المقاربة، وترجمة إمكانات جوارنا وطاقاته راهنا أفضل، يستوجبان تغيير بيئات الصراع واليأس، التي لا تزال تحرم شرق المتوسط، وعمقه، الاستقرار والأمن والسلام الشامل الذي تحتاجه المنطقة، وتستحقه شعوبها”.
وقال الصفدي:”اعتياد الراهن، الذي بدأ يتكرس تراجعا في جهود حل الأزمات الإقليمية، ومقاربات تستند إلى التعايش معها، ليس خيارا. كلف ذلك باهظة إنسانيا وأمنيا وتنمويا، الآن وفي المستقبل”.
ودعا إلى تكاتف الجهود بالتعاون والتنسيق مع الشركاء، من أجل تحقيق الانفراجات الضرورية في مساعي حل الصراعات الإقليمية”.
“تحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب شرط لأمن المنطقة واستقرارها”، بحسب الوزير، مشيرا إلى أن “الاحتلال والسلام ضدان لا يجتمعان، والطفل الفلسطيني يريد بيتا آمنا ومدرسة وملعبا وجامعة وفرصة عمل في وطن حر، مستقل ذي سيادة. هذا حقه كما هو حق كل طفل في المنطقة وفي العالم”.
وأكد أن “حل الدولتين هو الطريق إلى هذا السلام، وتقويضه تهديد لأمن المنطقة برمتها، وتحقيقه يفتح الباب واسعا أمام سلام ينعم به الفلسطينيون والإسرائيليون وكل شعوب المنطقة، ويتيح شروط بناء إقليم منجز مزدهر”.
الصفدي، شكر السويد على شراكتها في تنظيم المؤتمر الوزاري الدولي لدعم أونروا، وشكر الشركاء على الدعم الذي يقدمونه للوكالة، محذرا من التداعيات الكبيرة لاستمرار الأزمة المالية التي تحد من قدرة الوكالة على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينين، وفق تكليفها الأممي.
“أكثر من 560 ألف طالب فلسطيني يعتمدون في تعليمهم على الوكالة، تخيلوا ماذا سيحدث إن لم تستطع الوكالة أن تفتح أبواب مدارسها أمام هؤلاء الأطفال”، وفق الوزير.
وعن الشأن الليبي، قال: “ثمة تحرك إيجابي نأمل أن يصل وجهته النهائية في ليبيا، وندعم الانتخابات المقررة الشهر المقبل خطوة على طريق إعادة بناء ليبيا، دولة مستقرة، لا خطر فيها على أهلها، ولا تهديد منها لأي من جوارها، ولا مكان فيها لقوات أجنبية، أو مرتزقة، أو إرهاب”.
“في ليبيا آمنة مستقرة، وفي سوريا ما بعد الفوضى والأزمة، كما في العراق الذي نشد على أيدي شعبه وقيادته في مسيرة إعادة البناء، لن يجد الإرهاب مرتعا” بحسب الصفدي.
وأكد، في ظل الاستمرار في العمل على محاربة الإرهاب عسكريا وأمنيًا، ضرورة تجفيف بيئات اليأس التي يعتاش عليها، والمضي في تعرية ظلاميته، شرا لا علاقة له بقيمنا الإنسانية المشتركة، ولا صلة له بالدين الإسلامي الحنيف، وقيم المحبة والسلام واحترام الآخر التي يحمل.
وأضاف “هذا جهد لاتحادنا دور فيه، إذ يعزز قيم الحوار واحترام الآخر، ويسهم في صناعة الأمل، عبر مشاريعه وبرامجه والفرص التي تنتج”.
وطالب الصفدي بالعمل على الحؤول دون تفاقم الأزمات قبل أن تصل قاع اللاعودة، حيث أضاف: “أقول هذا وفي البال لبنان، الذي يستحق من قياداته أولا، ومنا جميعا، عملا مكثفا هدفه حماية لبنان الشعب والدولة من الأنزلاق أعمق في العوز والفشل، وغياب الأفق”.
واختتم الوزير، قائلا، إن “تحقيق السلام العادل والأمن والاستقرار والإنجاز هدف ثابت للأردن، الذي ما انفك على مدى السنين يتحمل أعباء الصراعات الإقليمية وتبعاتها”.
وأضاف: “سيظل الأردن قوة من أجل السلام العادل، والأمن والاستقرار، وترسيخ ثقافة الحوار واحترام الآخر. ونتطلع إلى استمرار العمل معا في جهودنا المشتركة لحل أزمات المنطقة، وبناء مستقبل يحل فيه الاستقرار محل الصراع، والأمل مكان اليأس، ويتجذر فيه التعاون والإنجاز”.