التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، اليوم الأربعاء، أصحاب شركات ناشئة.
وعبر جلالته، خلال اللقاء، عن فخره بالشباب الريادي الأردني، لمساهمته في تعزيز مكانة المملكة في ريادة الأعمال والابتكار، مشيرا إلى تمكنهم من تحويل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا إلى فرص واعدة.
ولفت جلالة الملك إلى الجهود المبذولة لتحسين بيئة الشركات الناشئة من خلال التشريعات الملائمة، مبينا أهمية دور الصندوق الأردني للريادة في استقطاب العديد من الصناديق الاستثمارية للمملكة لدعم هذا النوع من الشركات.
من جهتهم، عرض الحضور إنجازات شركاتهم الناشئة، معربين عن تطلعهم لتسهيل بعض الإجراءات التي من شأنها الإسهام في تشجيع المزيد من الشباب الأردني على إطلاق مشاريعهم.
وتوقع عدد من الحضور أن تتضاعف فرص العمل التي توفرها شركاتهم في العام القادم، مؤكدين ضرورة دعم الشركات الناشئة وبناء قدراتها لتمكينها من توفير المزيد من فرص العمل.
وبينوا أن العمل جار على إنشاء فروع إقليمية لعدد من الشركات الأردنية الناشئة، مشيرين إلى مساهمة المغتربين الأردنيين في دعم هذا القطاع بخبراتهم المتراكمة، خلال عملهم ودراستهم بالخارج.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان.
وفي مقابلة صحفية، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة إن بيئة ريادة الأعمال بالأردن انطلقت برؤية ملكية في العام 2000، وتعززت بمبادرة من قبل جلالة الملك ودعمه لتأسيس أول حاضنة أعمال في المنطقة العربية العام 2010 “أويسيس 500”.
وأوضح أن المملكة رائدة في قطاع الشركات الناشئة، لما يمتلكه الأردن من كفاءات شابة أسست الكثير من هذا النوع من الشركات بالمنطقة.
وبين الهناندة أن نحو 350 شركة مسجلة في هذا القطاع يعمل بها نحو 4000 عامل وعاملة 36 بالمئة منهم من الإناث، لافتاً إلى وجود 20 حاضنة أعمال بالأردن و4 مسرعات أعمال، بالإضافة إلى وجود 11 صندوقاً إقليمياً وعالمياً يعمل بالمملكة بمجال الاستثمار في الشركات الناشئة والمشروعات الواعدة.
وأشار إلى أن الحكومة مستمرة في تعزيز مكانة هذا القطاع عربياً وعالمياً، وستعمل على تذليل أية صعوبات تواجهه للحفاظ على نموه، ولكي يبقى قصة نجاح تمثل نموذجاً ريادياً في العالم العربي.
ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي للصندوق الأردني للريادة ليث القاسم، إن الصندوق أسس في نهاية عام 2017 من خلال البنك الدولي والبنك المركزي الأردني ويبلغ رأسماله نحو 98 مليون دولار، ويعمل ضمن محورين الأول استثماري والثاني لرفد بيئة الأعمال الريادية.
ولفت إلى أن الصندوق جذب 11 صندوقاً استثمارياً إلى المملكة منها 7 صناديق من دول عدة شقيقة وصديقة، وجرى الاستثمار ب 11 شركة أردنية قابلة للنمو السريع من ناحية زيادة فرص العمل.
وأشار القاسم إلى أن الصندوق طور أعماله خلال جائحة كورونا بإيجاد أداة استثمار جديدة “سند قابل للتحويل” وبتمويل يتراوح من 50 – 100 ألف دولار وجرى الاستثمار من خلاله ب 8 شركات.
وبين أنه تم رفد بيئة الأعمال من خلال دعم مسرعتين بالأردن و5 حاضنات أعمال تعود لجهات محلية قائمة، لافتاً إلى أن العمل بهذا المجال مرتبط بالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي ومجالات أخرى، بهدف الاستفادة من الكفاءات الفنية الأردنية واستقطابها لإنشاء الشركات.
وأضاف أنه تم تدريب ما يزيد عن 400 شخص من رواد أعمال وفرق ريادية، لافتا إلى أن عددا من الصناديق الاستثمارية العالمية قد أبدت اهتمامها وإعجابها بالكفاءات الأردنية.
بدوره، عبر المستثمر المصري والشريك المؤسس في شركة “فلات 6 لابز” أحمد الألفي عن إعجابه بالدعم الملكي والحكومي الذي يلقاه القطاع في الأردن، لافتا إلى نجاح العديد من الشركات الأردنية الناشئة في توفير فرص عمل للشباب والشابات.
كما أشاد الألفي بإنجازات الشباب الأردني الطموح على مستوى العالم العربي، داعيا لدعمهم عبر زيادة الاستثمارات والتدريب لصقل وتطوير مهاراتهم.
أما المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “إيون دنتال” قيس صبري، فأشار إلى أن الشركة توظف حوالي 300 أردني، وظفت 200 منهم خلال جائحة كورونا، لافتا إلى أن الدعم الرسمي لقطاع ريادة الأعمال في الأردن وفر بيئة حاضنة للإبداع ستظهر نتائجها عبر عودة النمو بشكل ملحوظ في المستقبل القريب.
ولفت عدي السلامين، المدير التنفيذي والشريك المؤسس في شركة السوق المفتوح، وهي منصة للتجارة الإلكترونية تعمل في 19 سوقا في المنطقة وتخدم أكثر من 56 مليون مستخدم، إلى التعاون المستمر بين الحكومة والقطاع الخاص، مشيرا إلى أن الشباب الأردني استطاع اثبات قدراته في مجال ريادة الأعمال.