مرايا – دعا الكاتب القطري الدكتور محمد المسفر في مقال نشرته صحيفة الشرق في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “الأردن عضويته في مجلس التعاون ضرورة أمنية”، لضم الأردن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي.

وقال المسفر في مقاله إن المملكة الأردنية الهاشمية تعد خاصرة الخليج الشمالية، وهي الطوق المنيع في التصدي لكل من يريد بأهل الخليج والجزيرة العربية شرا، فهذا القوس الجغرافي الممتد من خليج العقبة غربا وصولا إلى الرمثا، ومنها إلى طريبيل على الحدود العراقية الأردنية في محافظة الأنبار شرقا، يشكل السور الواقي لحماية الخليج والجزيرة العربية من أية محاولة لاعتداء أو تهريب تضر بأمن المنطقة واستقرارها.

وأكد الدكتور المسفر أن الواجب القومي والأمني يفرض علينا أن يكون الأردن جزءا لا يتجزأ من مجلس التعاون الخليجي، كما أن الشعب الأردني مرتبط قبليا وعرقيا بالخليج والجزيرة العربية، فقبائله تنتمي إلى قبائل قحطانية وعدنانية وبني كندة، وأن شعب الأردن رجال أشداء في مواجهة الأعادي، وحتى الذين هاجروا أو مروا بأرض الأردن وأقاموا فيها وتناسلوا، ورثوا عادات وتقاليد القبائل الأردنية وأصبحوا جزءا من نسيجه الاجتماعي.

وشدد الدكتور المسفر في مقاله على أن الأردن يعد مكسبا قوميا لدول مجلس التعاون، وهناك تعاون وتنسيق بين الأردن والإمارات وسلطنة عمان وقطر والسعودية والبحرين والكويت في مجالات متعددة.

وأوضح المسفر أن الأردن تشح فيه الموارد الطبيعية، ولكن تتوفر فيه العقول المبدعة على مستوى التعليم والصحة والتنظيم والإدارة، وإذا قدمت دول مجلس التعاون للأردن الشقيق هدايا مالية مخصصة للتعليم والارتقاء بمؤسساته والصحة، فإن ذلك سيعود بالنفع على أهل الخليج، وستكون الفائدة أعظم وأبلغ تأثيرا في الأردن.

وتابع المسفر يقول “إن الأردن واليمن خاصرتا مجلس التعاون، فادفعوا بانضمام الخاصرتين إلى بقية الجسد الخليجي، ولن تندموا وأنتم الرابحون، ولا تجعلوا الأردن واليمن أسيري حاجة”.

وأكد أنه عندما انعقدت قمة مجلس التعاون بدورتها 42 في الرابع عشر من شهر كانون الأول الماضي في الريا، خرجت علينا بعض وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي تنادي بأنه حان الوقت لانضمام العراق وإيران إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وراحت بعض وسائل الإعلام الصحفية تعيد نشر بعض الدعوات في هذا الشأن والتي مر عليها بضع سنين.

وأشار إلى أن معهد دراسات دول الخليج العربية في واشنطن في 30 أيار الماضي، دعا إلى انشاء نظام أمني خليجي يضم العراق وايران لدول مجلس التعاون، كما أن الأمير تركي الفيصل في محاضرة له في مركز الدراسات الاستراتيجية في أبو ظبي في 22 آذار من عام 2017، طالب بضم اليمن إلى مجلس التعاون؛ مبررا ذلك بقوله “اليمن جارنا وخاصرتنا الجنوبية، وأمنه واستقراره من أمن دول مجلس التعاون، ولكي لا يبقى مطمعا لمن لا يريد بنا خيرا؛ فإن انضمامه إلى مجلس التعاون ضرورة أمنية”.

وقال الدكتور المسفر: أتفق جملة وتفصيلا مع ما أورده الأمير تركي الفيصل، ولكن إذا كان اليمن خاصرتنا الجنوبية، فإن الأردن خاصرتنا الشمالية، مثلما هو ضم اليمن إلى مجلس التعاون ضرورة قومية ووطنية وأمنية كذلك.