مرايا – لعنة جائحة فيروس كورونا، ما تزال تطارد عمليات زراعة الأعضاء البشرية في الأردن، بخاصة المتعلقة بزراعة القلب، اذ لم تجر اي منها في مشاف أردنية خلال العام الماضي، لكن عملية واحدة فقط اجريت قبل عامين في “الخدمات الطبية الملكية”، كونها معقدة جدا، وتتطلب توفير قلب من متوفى دماغيا، وفق مدير مديرية المركز الأردني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة الدكتور أنور النويري.
وبحسب النويري، اختصاصي الجراحة في الوزارة، فإن طبيعة عملية زراعة الأعضاء وتوفير العضو المناسب من متبرعين أقارب او متوفين دماغيا، وارتفاع منحنى الاصابات بين المواطنين والمرضى والكوادر الطبية والتمريضية بفيروس كورونا ومتحوراته، أثر فعليا على الزراعة في المشافي، لا سيما في مجال زراعة القلب والكبد المعقدة”.
تحتاج زراعة الاعضاء لفحوصات طبية دقيقة، وتحاليل دم لتحديد التوافق بين المتبرع والمتبرع له، بالإضافة لتأهيل نفسي واجتماعي قبل العملية ومتابعة حثيثة بعدها، من حيث إجراء فحوصات منتظمة، تتضمن اختبارات دم للتحقق من مستويات الأدوية المثبطة للمناعة لدى المريض، والتعامل مع آثارها الجانبية، وفق النويري.
لم يكن فارق مؤشر اعداد عمليات زراعة الأعضاء بين العامين الماضيين كبيرا، اذ بلغ عددها في العام الماضي 198 عملية (كلى وكبد وكلى)، وفق احدث احصايات رسمية صادرة عن مركز زراعة الأعضاء، بينما اجريت في العام 2020 نحو 92 عملية زراعة بفارق 106 عمليات.
تأثرت زراعة الأعضاء العام الماضي بتداعيات الجائحة، وما رشح عنها من حظر شامل وجزئي، وهذا بدوره أدى لانخفاض واضح في عددها الاجمالي لتبلغ 162 في عام 2019، وتصل الى 92 العام الماضي، أي بفارق 70 عملية، وفق النويري.
وبلغت زراعة الكبد التي لا تجرى في مشافي الوزارة، العام الماضي 5 عمليات، منها 3 عمليات في مشافي القطاع الخاص و2 في الخدمات الطبية، اما المشافي الجامعية (الملك المؤسس والجامعة الأردنية)، فلم تجر أي زراعة للكبد والقلب، واقتصر عملها على زراعة الكلى، إذ اجريت في مستشفى الملك المؤسس 5 عمليات العام الماضي.
اما بالنسبة لزراعة الكلى، فكانت الأكثر عددا في المشافي من بين العمليات الأخرى، بخاصة في المشافي الخاصة، اذ اجريت فيها 138 عملية، من إجمالي 193، تبعها في المرتبة الثانية “الخدمات الطبية”، بحيث اجرت 25 عملية، تلاها مستشفى الأمير حمزه بـ23، منها عمليتان أخذت الاعضاء من متوفين دماغيا و21 من أقارب متبرعين بأعضائهم.
وكان لمستشفى البشير نصيب بإجراء زراعتي كليتين من 198 عملية أجريت العام الماضي، بينما أجرى في العام 2020 5 زراعات كلى.
ويشجع المركز على ثقافة التبرع بالاعضاء، بحيث شهدت هذه المهمة ارتفاعا ملحوظا في العام 2019، لتبلغ عدد بطاقات التوصية للتبرع 652، وانخفضت على نحو غير متوقع لتصل إلى 115 بطاقة في العام 2020، لتعاود الارتفاع الى 188 في العام الماضي.
وتفعل الوزارة والجهات المعنية تلبية احتياجات زراعة الأعضاء، عبر برنامج تشخيص الوفاة الدماغية والتبرع، وإعداد قائمة انتظار وطنية للمصابين بالفشل العضوي “كلى، كبد، وقلب..”، وفق أولويات معتمدة في دليل الإجراءات العامة.
هذه الأرقام تظل صادمة، بشأن قصور عمليات التبرع بالأعضاء، ما يتطلب حملات منظمة ومستمرة تحض على ثقافة التبرع، في ظل التراجع غير المسبوق لحجم عمليات الزراعة التي يسهم بها التبرع في مشافي القطاعين العام والخاص.
وشدد النويري “على أهمية دراسة هذه الأرقام ومقارنتها باعوام سابقة، وكتابة توصيات تصب في تنشيط ثقافة التبرع، بخاصة من بين المتوفين بسبب حوادث سير، لإنقاذ حياة آخرين”.
ولفتت الأرقام الرسمية الصادرة عن المركز لضآلة المشاركة في أنشطة التثقيف المجتمعي حول أهمية التبرع، أكان للمواطنين او للكوادر الطبية العاملين في المشافي عن طريق المحاضرات التوعوية، بشأن أهمية نقل وزراعة الاعضاء.
وأنشئ المركز في مستهل 2010، ليعمل بالتعاون مع المشافي والجهات ذات العلاقة محليا وإقليميا، لتطوير وتنظيم التبرع ونقل وزراعة الأعضاء، ووضع المعايير الضابطة لهذه العملية.
كما تجري الرقابة على المشافي الخاصة، للتأكد من التزامها في تطبيق اجراءات زراعة الأعضاء، وإلزامها بالحصول على موافقة مسبقة من المركز قبل إجراء أي زراعة أعضاء، وفق استراتيجية الوزارة للأعوام (2018-2022).