70 ألفا يؤمّون المسجد الأقصى رغم اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة وداخل أراضي فلسطينيي 1948، ومن الضفة الغربية المحتلة، صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم اعتداءات الاحتلال منذ صلاة الفجر.
وقال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، لـ “المملكة”، إن ما يزيد عن سبعين ألفا أدوا صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في رحاب قبلة المسلمين الأولى.
وأكّد أنّ الاحتلال لن يستطيع أن يرهب الشعب الفلسطيني، ولن يثنيه عن الدفاع عن المسجد الأقصى، مشدّدًا على أن ما حصل صباح الجمعة “جريمة مدبرة وأسلوب إجرامي لن يمنع المسلمين من الوصول إلى الأقصى والرباط والاعتكاف فيه”.
وأُصيب، فجر الجمعة، عشرات المصلين، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، عليهم في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، واعتقل المئات، وفق مراسلة “المملكة”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى عقب صلاة الفجر، وأطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط تجاه المصلين، ما أدى إلى إصابة أكثر من 160 مصليا، بينهم اثنان في حالة الخطر، وتمنع سلطات الاحتلال نقلهما إلى المستشفى.
وأقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس مستشفى ميدانيا داخل المسجد، وأوضحت أن طواقمها تعاملت مع أكثر من 153 إصابة، بينها مسعفون وصحفيون، مشيرة إلى أن معظم الإصابات تركزت في المناطق العلوية من الجسم، فيما تم نقل 27 إصابة إلى مستشفيات القدس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد القبلي في ساحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المعتكفين فيه ونكلت بهم، وشنت حملة اعتقالات واسعة بين صفوفهم.
وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال اقتحمت العيادة الطبية التابعة للمسجد الأقصى، واعتدت على العاملين فيها وبعض المصابين الذين يتلقون العلاج.
واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، 400 مصل من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، بحسب ما أفاد به المحامي محمد محمود لـ “وفا”.
وأضاف المحامي محمود أن شرطة الاحتلال نقلت المعتقلين بواسطة حافلات إلى أحد مراكزها.
وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال لاحقت المصلين واعتدت عليهم بالضرب وأخلت معظمهم من باحات المسجد، وأغلقت البوابات المؤدية إليه، باستثناء باب حطه.
ولفتت النظر إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المسجد القبلي، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية فيه وتحطم بعض نوافذه.
وكانت قوات الاحتـلال الإسرائيلي، اعتلت الأسطح قرب باب السلسلة، وانتشرت بشكلٍ مكثّف في محيط المسجد الأقصى، قبل اقتحام باحاته من عدّة أبواب، كما اعتلت سطح المصلى القبلي، وشرعت بقمع المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز باتجاههم.
ووصل آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك، وأدوا صلاة الفجر في رحابه، تزامناً مع استمرار جماعات “الهيكل” المزعوم حشد مناصريها لاقتحامه بشكلٍ مكثّف في عيد “الفصح” العبري الذي يوافق 15-20 رمضان، وتدنيسه وانتهاك حرمته بأداء طقوس تلمودية فيه، وإعلانها عن مكافآت مالية لمن يستطيع ذبح “القربان” داخله.
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، قال إن “لا مكان للغزاة في القدس والأقصى”، مضيفا “سوف ننتصر في صراع الإرادة والهوية مهما طال الزمن”.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، قرر الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته مهما كان الثمن”.
عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) مسؤول مكتب شؤون القدس هارون ناصر الدين دعا، مساء الجمعة، إلى النفير العام وشد الرحال دفاعا عن عروبة القدس وإسلامية المسجد الأقصى.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما يجري من عدوان على المسجد الأقصى، تصعيد خطير يتطلب أعلى اسناد للمعتصمين في المسجد والقدس وإلى إشعال النار في وجه الاحتلال الإسرائيلي على امتداد الأراضي الفلسطينية.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الجمعة، بأشدّ العبارات اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسيّ الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الجمعة، إن “ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني”.
كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين ممثلة برئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، جميع الاعتداءات الهمجية التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، وإطلاق قنابل الغاز والصوت على المصلين أثناء وجودهم للصلاة وممارسة حق العبادة.