حذّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، من استمرار غياب آفاق تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ومن الخطوات الإسرائيلية اللاشرعية التي تُقوّض حلّ الدولتين، وتدفع بالتالي نحو حقيقة الدولة الواحدة “حقيقةً بشعة” ستكرس التمييز العنصري (الأبارتايد).

وقال الصفدي، في جلسةٍ حواريةٍ في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه لا بديل عن حلّ الدولتين سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل.

وأكّد خلال الجلسة، التي شارك فيها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ورئيس حكومة إقليم كردستان – العراق مسرور بارزاني، إن السلام خيارٌ عربيٌ استراتيجي، وضرورةٌ عالمية وطريقه الوحيد حلّ الدولتين الذي يُجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وجدّد الصفدي إدانة جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي تُشير كل المعلومات والدلائل وشهود العيان أنها قُتلت برصاصة جنديٍّ إسرائيلي.

وأكّد الصفدي ضرورة إطلاق تحقيق دولي يضمن محاسبة القاتل.

وأشار في حديثه، خلال الجلسة الحوارية، إلى بشاعة الاعتداء اللاإنساني على مُشيعيَ جثمان الشهيدة وقال “في أي عالم يرتكب مثل هذا التصرف اللاإنساني البشع من دون محاسبة؟”.

وأكّد الصفدي خلال الجلسة، التي أدارتها الصحافية هادلي غامبل من قناة CNBC، إن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يجب أن يُطبق بعدالةٍ ووفق معيارٍ واحدٍ في مقاربات كل القضايا.

وقال الصفدي، في ردٍ على سؤال، إن تكريس نظام دولي قائم على القيم المشتركة وعلى سيادة القانون يتطلب تطبيق هذا النظام بعدالة ومن دون انتقائية إزاء جميع القضايا، وتحديداً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وشدّد الصفدي على ضرورة استمرار تقديم الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة محذراً من تراجع الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وللاجئين السوريين.

وفي ردٍ على سؤالٍ حول انعكاسات الأزمة الأوكرانية، قال الصفدي إنه يجب التعامل بشمولية مع هذه الانعكاسات التي أظهرت عمق الاعتماد المُتبادل بين الدول، وهشاشة آلية العمل الدولي المشترك.

وأكّد الصفدي أهمية حماية لبنان من الانهيار، وتفعيل الدور العربي المشترك في جهود التوصل لحلٍ سياسيٍ للأزمة السورية، ودعم العراق واستقراره.

كما أكّد الصفدي ضرورة تفعيل التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات؛ الطاقة والمياه والتغير المناخي وغيرها من التحديات التي تتعاظم القدرة على مواجهتها عبر العمل الجماعي.

إلى ذلك، التقى الصفدي على هامش أعمال المنتدى نظيريه وزيري خارجية جمهورية فنلندا بيكا هافيستو وجمهورية رواندا فنست بيروتا.

كما التقى الصفدي رئيس حكومة إقليم كردستان-العراق مسرور بارزاني، ورئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب الأمريكي النائب تيد دويتش.

وتناولت اللقاءات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لحل الأزمات والتعامل مع تبعاتها الإنسانية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية.