توقعت وكالة “ستاندرد آند بورز” في تقرير حديث أن تواصل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا الضغط على أسواق الغذاء والطاقة.
وأشارت الوكالة إلى أن مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس من بين الدول الأكثر تضرراً في منطقة الشرق الأوسط، كون وارداتهم من الغذاء والطاقة تمثل ما بين 4%، و17%، من الناتج المحلي الإجمالي، وكون هذه الدول أيضا تستورد جزءاً كبيراً من إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
ووسط مخاوف من أزمة غذاء عالمية، اتهم الكرملين الروسي الدول الغربية، بمنع السفن التي تحمل الحبوب من مغادرة الموانئ في أوكرانيا،
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي: إن موسكو تنفي اتهامات بأن روسيا هي المسؤولة عن منع وصول شحنات الحبوب إلى وجهاتها.
وأضاف: على العكس، نتّهم الدول الغربية باتخاذ عدد من الإجراءات غير القانونية أوصلتنا إلى هذا الحصار.
في إشارة إلى العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا، أكد بيسكوف أن على الدول الغربية “إلغاء القرارات غير القانونية التي تمنع استئجار السفن وتمنع تصدير الحبوب”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز استعداد بلاده للمساهمة في البحث عن خيارات لصادرات الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.
وفي وقت سابق، قالت موسكو إنها غير مسؤولة عن منع وصول شحنات الحبوب الأوكرانية إلى وجهاتها، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية 24 فبراير الماضي.
وأفادت وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية نقلا عن بيانات اتحاد الحبوب الروسي، بأن صادرات القمح الروسي ارتفعت بنسبة 8% في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 329 ألف طن.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” اليوم الاثنين بأن الرقم يأتي مقابل تسجيل 305 آلاف طن من القمح الذي تم تصديره قبل أسبوع.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا لا تزال المصدر الأوّل للقمح في العالم.
وقال بوتين في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الأورآسي: “لقد أصبحنا منافسين تماما على المستوى العالمي، في الأسواق العالمية. وتظل روسيا، إذا تحدثنا عن القطاع الزراعي، أكبر مصدر للقمح في العالم، رقم واحد”.
وشدد الرئيس على أن “روسيا أصبحت رقم واحد في سوق القمح الخارجية”.
يذكر أن الطلب العالمي على القمح الروسي مازال قويا بعد شهور من نشوب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وهناك مؤشرات ضعيفة على احتمال تراجع هذا الطلب خلال فترة قريبة.
عززت شركة “سوفإيكون” الروسية للاستشارات الزراعية توقعاتها لمحصول روسيا من القمح لعام 2022 حيث قامت بتقدير الزيادة بواقع 1.2 مليون طن، وأصبحت تتوقع أن يصل لمستوى قياسي عند 88.6 مليون طن.
وأرجعت الشركة تعزيز التوقعات “للحالة الممتازة للمحصول الشتوي وزيادة مساحة القمح الربيعي”.
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء عن المدير الإداري أندريه سيزوف القول أن وضعية محصول القمح جيدة في كافة المناطقة تقريبا، فضلا عن احتياطيات المياه في التربة التي تصل إلى المعدلات المتوسطة أو حتى تتجاوزها.
وأضاف، في بيان، :”بالنظر إلى تنبؤات الطقس للأسابيع القادمة، فإننا لا نستبعد احتمال أن نرفع التوقعات مرة أخرى”.
وتساهم روسيا وأوكرانيا سنوياً بأكثر من ربع الصادرات العالمية من القمح، أي بنحو 55 مليون طن. وحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” فإن القسم الأكبر منها يتم شحنه عبر البحر الأسود إلى مختلف الوجهات وعلى رأسها الدول العربية التي أضحت في مقدمة دول العالم استيراداً للقمح الروسي والأوكراني.
وتشكل واردات القمح الروسي والأوكراني نحو 60 بالمائة أو أكثر من احتياجات مجمل الدول العربية المذكورة، ما يدل على حجم الخطر المحدق بأمنها الغذائي.
وأخفقت دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حظر استيراد النفط الروسي في على الرغم من المحاولات حتى اللحظة الأخيرة قبل قمة انعقدت في بروكسل اليوم الاثنين.
وأظهرت مسودة للبيان الختامي للقمة أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، سيوافقون من حيث المبدأ على حظر نفطي، لكنهم سيُرجئون التفاصيل العملية والقرارات الصعبة حتى وقت لاحق.
وفرض الاتحاد الأوروبي خمس حزم من العقوبات ضد روسيا منذ بدء الصراع قبل ما يزيد على ثلاثة أشهر، مما يدل على سرعة ووحدة غير معهودة في ظل تعقيد الإجراءات.
لكن وعلى مدى أسابيع، أثبت الاتفاق على عقوبات النفط أنه أمر عصيب لأن العديد من الدول تعتمد على الخام الروسي.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي كانت بلاده الرافض الرئيسي للتوصل إلى اتفاق، لدى وصوله لحضور القمة التي تستمر ليومين، “لا يوجد حل وسط على الإطلاق حتى هذه اللحظة”.