أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي وقوف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جوار العراق لمواجهة التحديات والعقبات التي يواجهها.
وبحسب بيان صادر عن المجلس اليوم الاثنين، قال الدغمي خلال لقائه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، والوفد البرلماني الذي يضم ممثلين عن القوى السياسية العراقية كافة، إن المنطقة اليوم تحتاج إلى إيجاد حلول ذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم، سيما التحديات الاقتصادية والبيئة والإرهاب والتطرف.
وأكد الدغمي أن زيارة الوفد العراقي تأتي في سياق صياغة رؤية جديدة للمنطقة، في ظل التحولات الدولية والإقليمية، خصوصا مواجهة آثار الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاسها على الأمن الغذائي والطاقة وأسعار السلع إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا.
وفي الملف الاقتصادي، أكد الدغمي على التكامل الاقتصادي بين البلدين من خلال تنفيذ المنطقة الاقتصادية المشتركة، ومشروع أنبوب النفط العقبة – البصرة، إضافةً إلى النقل البري المشترك عبر التذكرة الموحدة والربط الكهربائي المشترك ومشاريع المقاولات والإنشاءات.
ولفت الدغمي إلى وعود نيابية عراقية بِحَث السلطة التنفيذية على تنفيذ المشاريع المتفق عليها مع الأردن.
وحول مخرجات التعاون الأردني العراقي المصري، شدد الدغمي على التزام الأردن بتعزيز هذا التعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي وفق توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، داعيا إلى تنسيق الخطوات المستقبلية حيال المشاريع المُقدمة ضمن آلية التعاون الثلاثي، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية التي جعلت من التعاون الممنهج ضرورة أكثر إلحاحاً لخدمة المصالح المشتركة.
وقال إن المباحثات الثنائية مع نظيره العراقي محمد الحلبوسي تناولت العلاقات الثنائية ودور المؤسستين البرلمانيتين في فتح آفاق جديدة للتعاون، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.، واصفا المباحثات بين الطرفين بـ “الناجحة والمثمرة”.
من جهته، ثمن الحلبوسي مواقف الأردن المشرفة تجاه بلاده التي عززتها الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقاءاته الإقليمية والدولية.
وجدد الحلبوسي حرص العراق بمختلف أطيافه السياسية على تعزيز أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين بمختلف المجالات والعديد من الأصعدة وتحديدا البرلمانية منها.
وفيما يتعلق بمخرجات التعاون الأردني العراقي الثنائي والتعاون الأردني العراقي المصري الثلاثي أكد أن مجلس النواب العراقي يدعم تلك التوافقات التي من شأنها تعزيز الواقع الاقتصادي المشترك.
من جهتهم، أكد ممثلو القوى السياسية في البرلمان العراقي المشاركون في الوفد الضيف، أن العراق ينظر إلى الأردن بوصفه البلد الأقرب إلى العراق، مثمنين دور الأردن في الوقوف إلى جوار العراق طيلة السنوات الماضية من خلال استقبال اللاجئين، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه.
كما أكدوا تطلعهم إلى مزيد من التعاون مع الأردن خاصة في الملف الاقتصادي والاستثمار وجهود إعادة الاعمار، واعتزازهم بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي كانت على الدوام تعبيرا عن انحيازه لمصالح الأمة والعراق على التحديد.
وعبر أعضاء الوفد عن تطلعه إلى أن يلعب البرلمانيون دورا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك من خلال الانفتاح على القوى السياسية الممثلة في البرلمان العراقي بوصفه طرفا فاعلا وأصيلا في بنية النظام السياسي العراقي، كما عبروا عن تطلعهم إلى تفعيل الاتفاقات الثنائية، ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات وبما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.
وحضر اللقاء، النائب الأول لرئيس مجلس النواب أحمد الصفدي والنائب الثاني المهندس هيثم الزيادين ومساعدا الرئيس غازي البداوي، وراشد الشوحة، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية خلدون حينا، ومقرر لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية العراقية محمد بني ياسين.
وشدد الحلبوسي على أهمية حل مشاكل المنطقة دون أي تدخل خارجي، وإزالة معيقات تحقيق التعاون الثنائي والثلاثي مع مصر وبما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا، مشيرا الى أهمية المضي قدماً في تنفيذ ما تم التوافق عليه في مجالات التعاون التجاري والصناعي والربط الكهربائي، والإسراع في تنفيذ أنبوب نفط البصرة – العقبة، فضلاً عن التنسيق المشترك لمواجهة أزمة الغذاء العالمية.
وحول استقالة أعضاء الكتلة الصدرية (73 نائباً) من البرلمان العراقي، وفرص تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، أوضح الحلبوسي أن القوى السياسية العراقية ستعمل خلال المرحلة المقبلة وفق تفاهمات جديدة، مؤكدا أن الانسداد الحالي في العملية السياسية في طريقه الى الزوال.
كما أكد رئيس مجلس النواب العراقي، حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين الأردن والعراق في مختلف المجالات سيما البرلمانية ومكافحة الإرهاب، مثمنا دور الأردن الداعم لجهود العراق في مكافحة الإرهاب.
وكان الحلبوسي وصل عمان مساء أمس الأحد في زيارة رسمية على رأس وفد نيابي يضم رؤساء الكتل السياسية العراقية، حيث كان الدغمي في مقدمة مستقبليه مع أعضاء المكتب الدائم.