مرايا – قال جلالة الملك عبدالله الثاني، إن الأردن يعمل مع عدد من الشركاء من دول المنطقة لتعزيز الأمن الغذائي المشترك، مشيرا إلى العديد من الفرص في الأردن، كونه مركزا رئيسيا لمصادر الطاقة البديلة، ويعمل على تعزيز موارده المائية، إضافة إلى فرص في مجال الزراعة.
وشدد جلالته، خلال مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” تبث كاملة مطلع الشهر المقبل، على أن الازدهار الاقتصادي سيمكن الأردن من تعزيز الاستقرار وتحقيق التقدم المطلوب لتلبية احتياجات الشباب، مضيفا أن قضايا المياه والطاقة والأمن الغذائي جميعها متصلة، ونتطلع إليها كفرص لتخطي التحديات.
وأضاف الملك أن الأردن تاريخيا، يستورد الطاقة، مما شكل تحديا، خاصة في ظل قدوم اللاجئين على مدار عقود، مشيرا إلى أن قدوم عدد كبير من اللاجئين السوريين أدى إلى تقويض الفرص الاقتصادية للمملكة.
وتابع جلالة أن الأردن. الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 10 ملايين نسمة، يستضيف أكثر من 3,5 مليون لاجئ، “ما يجعله ثاني أكبر مستضيف للاجئين نسبة لعدد السكان، مما فرض العديد من التحديات صعبت تقدمه للأمام”.
وأضاف جلالته، أن مشكلة المياه بالتحديد مشكلة رئيسة للأردن كثاني أفقر بلد في العالم بالمياه، مشيرا إلى أن جزءاً من السبب في ذلك هو استضافة الأردن للاجئين، إضافة إلى الجفاف خلال الصيف، وهذا مصدر قلق أساسي لمعظم الأردنيين، حيث إن شح المياه سيكون تحديا كبيرا.
– زيارة بايدن للمضي قدما –
وأشار جلالته إلى أن الصراعات الإقليمية من العوامل التي قد تعطل رؤية الشراكة بين دول الإقليم، مضيفا أن “القضية الفلسطينية في غاية الأهمية والحل الوحيد يكون عبر حل الدولتين، لأنه إذا غاب الحوار بين الطرفين، ستتولد مخاوف وانعدام استقرار في المنطقة، تؤثران بدورهما على المشاريع الإقليمية”.
وأضاف أنه من غير الممكن تحقيق تقدم في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدون المظلة الأميركية، وفي الوقت ذاته هنالك الكثير من الجهود المطلوبة منا في المنطقة، ومن الفلسطينيين والإسرائيليين قبل أن يأتي الدور الأميركي الضروري لإحداث الفرق والعبور إلى خط النهاية.
وأكد جلالته إلى أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل وفلسطين والسعودية ستتضمن بحث كيفية المضي قدما، حيث يسعى الجميع الآن إلى الحوار بعد مرور عامين على جائحة كورونا وانقطاع التواصل.
وتساءل جلالته عن دور إيران في المستقبل، قائلا إن “العديد من دول الخليج في حوار مع إيران، وعلينا تحديد أين نريد أن نكون خلال الأربع أو خمس سنوات المقبلة من أجل شعوب المنطقة”.
وأكد جلالته على أن طرح هذه الرؤية سيشجع الناس على التعبير عما يريدونه حقا، قائلا: “لا أحد يريد الحرب، ولا أحد يريد النزاع، لكن هل بإمكاننا النظر في رؤيتنا ليس فقط في الأردن بل في المنطقة بأكملها، بحيث يكون تحقيق الازدهار هو الهدف”.
وتناول الملك في المقابلة، التي بثت القناة مقتطفات منها الجمعة، وستبث كاملة في بداية شهر تموز/يوليو المقبل، رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة خلال العقد المقبل، وتلازم مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
وتحدث جلالة الملك عن جهود التعاون الإقليمي للتصدي للتحديات الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، والعمل لتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة، إضافة إلى دور الولايات المتحدة في الإقليم، وضرورة تكثيف مساعي تحقيق السلام كمتطلب أساسي لتعزيز التعاون الإقليمي.