مرايا – إعادة تمثيل مسرح الجريمة من الأمور الشائكة التي تتطلب عناية فائقة من قبل الخبراء للوصول إلى مرتكبي الجريمة الأصليين.
وهي عبارة عن عملية تتم أثناء التحقيق يقوم فيها الجناة المعترفين بارتكاب الواقعة الإجرامية بإعادة تمثيل أدوراهم أمام المحقق في مسرح الجريمة لبيان ماذا حدث أثناء ارتكابهم الواقعة، أو لمواجهة المتهمين غير المعترفين بالأدلة المعثور عليها في مسرح الجريمة.
وهذه العملية تساعد المحقق بشكل كبير على الوقوف على أدوار الجناة التي اقترفوها والتأكد من صدق أو كذب الاعتراف والتعارض إن وجد بين أقوالهم والأدلة الجنائية بمسرح الجريمة، وتحديد دور كل من المتهمين ومدى مساهمة كل منهم في الواقعة المرتكبة.
وقد يجد المحقق عند إنكار المتهمين ارتكاب الواقعة مواجهتهم بالأدلة القائمة قبلهم فى مسرح الجريمة سواء أقوال الشهود أو الأدلة المادية أو القرائن أو الدلائل، وإتاحة الفرصة لهم لتفنيد هذه الأدلة أو الاعتراف بارتكاب الجريمة.
9 أسباب لأهمية إعادة تمثيل الجريمة
هناك بعض الأمور الهامة لإعادة تمثيل الحادث وهي الاطمئنان على مدى صدق اعتراف المتهم بارتكابه الواقعة من إعادته تمثيل دوره في المسرح أثناء تنفيذه النشاط المادي للجريمة، والملابسات التي أحاطت بظروف الارتكاب.
كذلك معرفة إن كان الجاني اقترف الواقعة بمفرده أم عاونه أحد؟ ودور المعاون المساهم رئيسي أم ثانوي في الجريمة وهذا يتبين من الظهور على مسرح الحادث.
يتبين من إعادة تمثيل الجاني لدوره في مدى صدق أو كذب شهود الواقعة، وعند التعارض تتم المواجهة بمعرفة المحقق واستخلاص حقيقة ما حدث، ويكون للأدلة المادية دور فى حسم الموقف فى مثل هذه الحالات.
التأكد من تطابق أقوال الشهود واعتراف المتهم مع الأدلة المادية المعثور عليها بمسرح الجريمة، فقد قضت محكمة النقض بأن تطابق أقوال الشهود ومضمون الدليل فى كل جزئية منه ليس بلازم بل يكفي أن يكون جمع الدليل قولاً غير متناقض مع الدليل الفني تناقضاَ يستعصي على الملائمة والتوفيق.
تسهم إعادة تمثيل الحادث بمسرح الجريمة فى مساعدة المحقق والمحكمة على تصور كيفية حدوث الواقعة الجنائية وظروف الارتكاب وأدوار الجناة ومدى مساهمة كل منهم فى ارتكاب النشاط المادي للجريمة.
يتبين من تمثيل الجاني لدوره فى اقتراف الجريمة علاقته بالمجنى عليه ومكان ارتكاب الجريمة والشهود والنفسية الإجرامية، والسبب والدافع الذى أدى إلى إقدام الجاني على هذا العمل الإجرامي.
كذلك كيف اختمرت فى ذهنه فكرة الجريمة وعزمه عليها، والتخطيط والإعداد والتجهيز لارتكاب النشاط الإجرامي والسبل التى سلكها للهرب من مسرح الجريمة، وأين اختفى لحين القبض عليه وتقديمه للعدالة.
عند إنكار المتهم الواقعة الإجرامية قد يجد المحقق لفائدة التحقيق الانتقال لمسرح الجريمة، وإعادة تمثيل الحادث وذلك بحضور الشهود والخبراء وإعادة ترتيب المسرح بهدف مواجهة الجاني بالأدلة المادية والمعنوية المتحصل عليها من مسرح الجريمة.
تسفر إعادة تمثيل الحادث عن دور المجني عليه في ارتكاب الجريمة هل كان إيجابياَ بالاستفزاز أم سلبياَ بعدم المقاومة واللامبالاة، أم أخذ المجنى عليه على غرة مثال قتله وهو نائم أو سرقة أمواله فى غيابه.
يتبين من إعادة تمثيل الحادث الثغرات الأمنية التى ساهمت فى إتاحة الفرصة للجاني لارتكاب جريمته وربما الهرب من مسرح الجريمة قبل التعرف عليه أو القبض عليه، وهذا يفيد واضعى الخطط الأمنية بسد مثل هذه الثغرات لعدم تكرار حوادث مماثلة.
إن اعتراف الجاني وتمثيله لدوره أثناء ارتكاب الجريمة يطمئن المواطنين والمقيمين إلى نشاط الأجهزة الأمنية وحسن سير العدالة الجنائية، كما يخيف من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة فيعد عن خطته الإجرامية ويسلك السلوك القويم.