الأردن يتابع بـ”غضب شديد” اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية في باحاته
طالب الأردن بمنع أي تحركات استفزازية في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة، الأحد، في ظل دعوات لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى من المستوطنين.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، السبت، خلال اتصال مع المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، على “ضرورة منع أي تحركات استفزازية في الحرم الشريف غدا (الأحد)، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم ضرورة للحؤول دون مزيد من التصعيد”.
ودعت جماعات منضوية في إطار ما يسمى بـ”اتحاد منظمات الهيكل” المزعوم، أنصارها والمستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، الأحد.
“غضب شديد”
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، إن الوزارة تتابع بـ”غضب شديد” ما يجرى من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف وأدائهم طقوسا تلمودية في باحاته، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفي استمرار لحالة الاستباحة وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، والانتهاكات غير المسبوقة والمرفوضة شرعا وشريعة.
وأكد الخلايلة في بيان أن هذه الاستباحة لن تقدم ولن تؤخر في هوية المسجد الأقصى المبارك، وأن لا أحد من المسلمين أو غيرهم يملك حق إعطاء أي شراكة لغير المسلمين في مسجدهم.
واعتبر الخلايلة أن ممارسات المستوطنين في المسجد الأقصى المبارك نتيجة لدعم سلطة الاحتلال ورعاية وتشجيع التطرف اليهوديّ، ووصفه بأنه انتقاص لحق المسلمين الخالد المطلق في الأقصى الشريف.
وقال وزير الأوقاف، إن الأردن بوصايته الهاشمية المباركة والعالم الإسلامي أجمع متمسكون بحقهم الرباني الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك – الحرم القدسي الشريف النابع من نص قرآني وعقيدة إسلامية صحيحة يساندهم في ذلك التاريخ والقانون والقرارات الدولية التي تؤكد حق المسلمين وحدهم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته، وأن هذا الحق لا تشاركهم ولا تقاسمهم فيه ملة أخرى من الناس.
ووقّع 16 عضوا في الكنيست الإسرائيلي على طلب إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين، الأحد، وحرمانهم من الصلاة في رحابه.
ودعت جماعات منضوية في إطار ما يسمى بـ”اتحاد منظمات الهيكل” المزعوم، أنصارها والمستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، الأحد.
وكثفت “جماعات الهيكل” (مجموعات يهودية متطرفة) عبر مواقعها وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، إطلاق الدعوات لتنفيذ اقتحامات جماعية كبيرة، وأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى، في 7 آب/أغسطس الحالي، بزعم تزامنه مع ما يسمى بـ”ذكرى خراب الهيكل”.
“سيبقى إسلامياً”
وقال المدير العام لدائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك عزام الخطيب لـ”المملكة” إن تلك الدعوات تعد استفزازا واضحا لكل مشاعر المسلمين، مضيفاً: “لم يحدث، ولم يتجرأ أحد في السابق على طلب إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المسلمين إلا في هذه الفترة بالذات؛ نتيجة التعنت الإسرائيلي في اقتحام المسجد الأقصى واستفزاز مشاعر المسلمين”.
وتحدث عن تحضير “جماعات الهيكل والمعبد” منذ فترة لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد، وتصعد من الاستفزازات في المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى محاولة إسرائيل لـ”تغيير الطابع الديني والتاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك” وقال الخطيب، إن ذلك لا يمكن أن يحدث.
“سيبقى المسجد إسلاميا لا يقبل القسمة ولا الشراكة، ولا يمكن أن يكون معبدا لليهود ولا يقبل الشراكة مع أي جهة مهما كانت … ” وفق الخطيب.
ووصف الخطيب الاستفزازات بأنه “أمر خطير جدا” واعتبر القيام بأعمال تلمودية في المسجد الأقصى استفزازا لمشاعر المسلمين، وقال، إن القبضة الأمنية الحديدية التي يفرضها الاحتلال والشرطة الإسرائيلية على المسلمين في المسجد الأقصى لن تنجح مطلقاً.
وأكد خطورة التصعيد في المسجد الأقصى، وحذر منه؛ لأن “المساس بالمسجد الأقصى هو مساس بعقيدة المسلمين في كافة أنحاء العالم” وحذر من أي تغيير في الوضع الديني والتاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، وحذر من أي تبعات قد تحدث في حال العبث في الوضع التاريخي والقانوني والديني للمسجد الأقصى المبارك”.
“للمسلمين وحدهم”
المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين أكد أن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وقال، إن إدارة المسجد هي للأوقاف الإسلامية التي تتولى نيابة عن كافة المسلمين إدارة المسجد والعناية به.
واعتبر المفتي أن طلب الإغلاق “عدوان على المسجد الأقصى” ويمثل “قمة التدخل والعدوان في شؤون المسجد الذي نرفض التدخل في شؤونه جملة وتفصيلا”.
وقال المفتي، إن كل الشعب الفلسطيني مدعو للوقوف أمام العدوان على المسجد الأقصى.