مرايا –
اعتمد الاتحاد الفلكي الدَّولي 12 زخة شهابية جديدة تضم 325 شهابا لا تنتمي للزَّخات الشهابية المعروفة والتي تصل إلى نحو ألف من بينها ستة شهيرة على مدار العام، بعد أن اكتشفها الفلكي الأردني المهندس محمد شوكت عودة خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
وقال عودة وهو عضو الجمعية الفلكية الأردنية ويعمل مديرا لمركز الفلك الدولي في مدينة أبوظبي الإماراتية وعضو منظمة الشهب الدولية، إنَّ هذا الاكتشاف تمت إضافته إلى الموقع الرَّسمي للاتحاد، وجاء بعد تحليل نتائج شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك التَّابعة للمركز، واستمرت عملية الرَّصد لمدة 5 سنوات امتدت بين عامي 2017 – 2021.
وأضاف عودة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الثلاثاء، أنَّ عملية التحليل شملت 76 ألفا و765 شهابا، وتمَّ تحديد مدار كل منها حول الشمس وعناصرها المداريّة، وجرى بعد ذلك إعداد برنامج حاسوب لتحليل هذه الشهب ومقارنتها بالزخات الشهابية المعروفة باستخدام طريقة تسمى “معايير المسافة”.
وأكد أنَّه تم تحديد مجموعات الشهب التي لا تتبع لأيّ زخة شهابية معروفة، ومخاطبة الاتحاد الفلكي الدولي والتعريف بالزخات الشهابية الجديدة والشهب التابعة لكل منها، مع ذكر العناصر المدارية إضافة إلى الاسم المقترح للزخة الجديدة، وقد أقرّ الاتحاد الفلكي الدولي جميع الزخات المقترحة وتم تسجيلها ونشرها على موقعه.
وبين أن أهمية هذا الاكتشاف تأتي في متابعة الحبيبات الغبارية في النظام الشمسي له أولوية كبرى يتم من خلالها معرفة التوزيع للحبيبات في النظام إذ يساعد العلماء في فهم نشأة النظام الشمسي وأماكن تواجد الحبيبات الرملية الترابية وسط الصخور، وتحديد الأحزمة الغبارية للمذنبات التي تنشأ منها الشهب.
وأوضح أنَّ هذا البحث والدراسة تقود الباحثين لاكتشاف المذنبات أصلا وإعطاء مزيد من المعلومات عن هذا النظام، وهذا يساعدنا في توفير الحماية للأرض من المذنبات التي قد تشكل تهديدا للأرض عند اصطدام المذنبات بها.
ولفت إلى أنَّ الزخة الشهابية الأولى المكتشفة تسمى جي ال جي وتقع في مجموعة التوأمين، وتم رصد 20 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر كانون الثَّاني من كل عام، والزخة الشهابية الثانية تسمى أم إي أر، وتقع في مجموعة الحمل، وتم رصد 38 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر تشرين الأول.
وأوضح أنَّ الزخة الشهابية الثالثة تسمى أس سي دي 64 وتقع في مجموعة قيطس، وتم رصد 18 شهاباً تابعا لها وهي تنشط في شهر تشرين الأول، والزخة الشهابية الرابعة أر تي يو، وتقع في مجموعة الثور، وتم رصد 80 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر تشرين الثاني، والزخة الشهابية الخامسة تسمى إي أف أو، وتقع في مجموعة الكور، وتم رصد 7 شهب تابعة لها وهي تنشط في شهر كانون الثَّاني.
وبين أنَّ الزخة الشهابية السادسة تسمى يو أل أي، وتقع في مجموعة الميزان، وتم رصد 12 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر أيار، والزخة الشهابية السابعة تسمى أم أس إي، وتقع في مجموعة القوس، وتم رصد 12 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر حزيران، والزخة الشهابية الثامنة تسمى أم سي دي وتقع في مجموعة قيطس، وتم رصد 25 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر تشرين الثاني.
ولفت إلى أنَّ الزخة الشهابية التاسعة تسمى أل دي أم وتقع في مجموعة الميزان، وتم رصد 27 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر أيار، والزخة الشهابية العاشرة تسمى سي يو إي، وتقع في مجموعة ممسك الأعنّة، وتم رصد 38 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر كانون الثَّاني، والزخة الشهابية 11 تسمى أف أل أن 51، وتقع في مجموعة الأسد، وتم رصد 29 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر آذار، والزخة الشهابية 12 تسمى أف دي أر 53، وتقع في مجموعة التنين، وتم رصد 19 شهابا تابعا لها وهي تنشط في شهر آب. وبين أنّ شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك هي جزء من برنامج دولي برعاية وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” وتشارك فيه 7 شبكات أخرى في الولايات المتحدة وواحدة في كلّ من أوروبا وأستراليا والبرازيل وتشيلي وناميبيا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا وتركيا.
وقال إنَّ شبكة الإمارات هي الوحيدة من الوطن العربي وساهمت منذ إنشائها في العديد من الاكتشافات التي أعلنها الاتحاد الفلكي الدولي، وشاركت في العديد من الأبحاث التي نشرت في المجلات العلمية المحكّمة، وتحظى بدعم مستمرّ من دولة الإمارات، مما يبقيها بمستوى عال من الدقّة والرصانة.
ولفت إلى أنَّ إدارة محطات شبكة الإمارات وصيانتها تتمّ من قبل عدد من المهندسين الأعضاء في مركز الفلك الدولي وهم، أنس محمد وأسامة غنام وسامح العشي وعلي ناصر وإبراهيم غنيمات ورامي الخطيب.
يشار إلى أن عودة حاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ووصل إلى خدمة شارفت على 30 عاما في علم الفلك ويكرس كثيرا من وقته للأبحاث والدراسات في هذا المجال منذ العام 1992 وحتى اليوم.
يذكر أنَّ هناك خمسة مصطلحات مهمة في علم الفلك في هذا المجال، أولها الكويكب وهو عبارة عن كوكب صغير يدور حول الشمس، والمذنب وهو أصغر من الكويكب ويتكون من الجليد والأتربة ومنها العملاق، وتخرج من المذنب حبيبات غبارية تسمى جسيما فضائيا، وعند دخوله الغلاف الجوي يصبح شهابا، وان كان أكبر من ذلك ويصل الأرض يسمى نيزكا ومن النادر وصولها إلى الأرض.