مرايا –
أوضحت دائرة الإفتاء العام الأردنية حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وتاليا نص الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مـن السنن الحسنة التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بهـا بـعـده؛ كـتـب لـه مـثـل أجـر مـن عـمـل بـهـا، ولا ينقص مـن أجورهم شيء) رواه مسلم.
وقـد دل علـى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أدلة كثيرة، منها:
أولا: قول الله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) يونس/58، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فضل الله العلم، ورحمتـه مـحـمـد صـلـى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء/107، والاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم مظهـر مـن مظاهـر الفرح المأمور به.
ثانيا: قوله تعالى: (وذكرهـم بأيـام الله) إبراهيم/5؛ أي: بنعم الله عليهـم، كما فسره ابـن عبـاس ومجاهـد وقتـادة، وولادة النبـي صلى الله عليـه وسـلـم هـي النعمـة العظمى والمنـة الـكـبرى علـى العالم كلـه، لا يشـك مسلم بذلك؛ فالاحتفال بيوم المولـد مـن بـاب الامتثال لأمر الله تعالى بتذكر نعمه وآلائه.
ثالثا: عـن أبـي قـتـادة الأنصاري رضي الله عنـه قـال: … وسئل صلى الله عليه وسـلم عـن صـوم الإثنين؛ قال: (ذاك يـوم ولـدت فـيـه ويـوم بعثت – أو أنزل علـي – فيـه) رواه مسلم. فبيان النبي صلى الله عليه وسلم أن سبب صومـه يـوم الإثنين هـو ولادتـه فـيـه دليـل عـلـى أن يـوم ولادتـه لـه مـزيـة علـى بـقيـة الأيام، والمسلم يحرص علـى زيـادة الأجـر والثـواب في الأيـام المباركة.
رابعـا عـن ابـن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لمـا قـدم المدينة وجدهم يصومون يـومـا – يعني عاشوراء – فقالوا: هـذا يـوم عـظـيـم وهـو يـوم نـجـى الله فيـه مـوسـى وأغـرق آل فرعـون؛ فـصـام موسى شكرا لله. فقال: (أنـا أولى بموسى منهـم) فصامه وأمر بصيامه.
رواه البخاري. ووجه الدلالة: أن شكر الله تعالى في يـوم عـلـى نـعـمـة مـن بها، أو نقمة دفعهـا، مع تكرار ذلك في كل عام؛ أمـر جـائـز شـرعا، ومـن أعظم الآلاء والنعـم: نعمـة ظهـور النبـي صلى الله عليه وسلم في ذلـك اليوم.
ولا بد أن نذكر أنفسنا وإخوتنا المسلمين بضرورة التأسـي بالنبـي الكريـم صلـى الله عليـه وسـلم في أخلاقـه وشمائله والاقتداء بأقوالـه وأفعاله، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب/21.