مرايا –
يعاني الطريق الذي يمتد من موانئ العقبة الى نقطة جمرك وادي اليتم بطول 21 كيلومترا، من نقص بالشواخص المرورية وكثرة الحفر والمطبات واهتراء بطبقته الاسفلتية وغياب الإنارة، رغم أهميته في عمليات نقل البضائع من وإلى موانئ العقبة؛ إذ يعبره يوميا قرابة 5 آلاف شاحنة بحمولات مختلفة.
وشهد الطريق الذي يقع خلف مدينة العقبة والمعروف بــ”الطريق الخلفي”، العديد من الحوادث المرورية خلال السنوات القليلة الماضية أغلبها حوادث تدهور راح ضحتيها عدد من المواطنين وسائقي المركبات الشاحنة وخلفت إصابات عدة، كما أدت تلك الحوادث الى إغلاق الطريق لساعات، ما تسبب بحدوث أزمات بعمليات الشحن.
ووفق إحصائيات رسمية، خطفت الحوادث التي شهدها الطريق بين الأعوام 2019-2022 حياة 25 شخصا، في وقت تستمر المطالبة بضرورة إجراء أعمال صيانة للطريق للحد من الحوادث المميتة.
يقول سائقون، إن هذا الطريق يشكل “نقطة سوداء” على مستوى المملكة، نظرا لما يسببه من حوادث مرورية مميتة، مجددين مطلبهم بإيجاد مسارب أمان وتأهيل الطريق في أكثر من موقع.
وطالب السائقون بإيجاد حل جذري وسريع لمشكلة الطريق الذي يشهد منذ سنين حوادث سير متكررة ويهدد حياة الكثير من سائقي الشاحنات العاملة على الخط، مشيرين إلى مشكلة انسكاب الزيوت من الصهاريج المحملة بالوقود على الطريق التي تتسبب بحوادث وانزلاقات متكررة للمركبات، لا سيما وأن الطريق فيه “انحدار شديد”.
وتصنف مديرية الأمن العام الطريق ضمن “النقاط السوداء” التي تكثر فيها الحوادث، موضحة أن الخطورة تتركز على امتداد 9 كيلومترات فقط من الطريق جراء الانحدار الشديد.
وعملت وزارة الأشغال العامة والإسكان على إعادة صيانة وتأهيل الطريق الخلفي شملت المسرب المتجه الى الموانئ وبطول 15 كيلومترا، بقيمة 950 ألف دينار وبمدة تنفيذ وصلت الى 7 أشهر من قبل مقاول محلي، وبإشراف مديرية أشغال محافظة العقبة، إلا أن ذلك لم يشفع بإنهاء تلك المشكلة المتكررة والمستمرة.
وتقدر بيانات الأشغال عدد الشاحنات التي تعبر يوميا طريق العقبة الخلفي بنحو 5 آلاف شاحنة، وهي ذات حمولات مختلفة تتجه من وإلى موانئ العقبة.
وبين السائق محمد النعيمي، أن الطريق الخلفي تسلكه آلاف الشاحنات يومياً، فيما هو بحالة سيئة نتيجة ضيق مسربه والأخطاء الفنية الموجودة فيه، التي نتج عنها عشرات الحوادث، وراح ضحيتها العديد من السائقين وأنهى حياة أسر كاملة، مؤكداً أن الطريق لا توجد فيه أي شاخصة للسلامة العامة.
وقال السائق أيمن البزايعة، إن الطريق تسبب بأضرار بسيارته كلفته مبالغ كبيرة من المال، نتيجة الانحدار الشديد والحفر والمطبات التي عطلتها أكثر من مرة، محملا المسؤولية إلى وزارة الأشغال التي أبقت على طريق حيوي دون صيانة طيلة 17 عاما، رغم المناشدات المتكررة والمستمرة بضرورة عمل صيانة عاجلة وفورية للطريق.
يذكر أن طريق العقبة الخلفي كان قد أنشئ في العام 1994 وشهد بداية عزوفاً عن سلوكه من قبل سائقي الشاحنات، وهو الأمر الذي يرجعه مطلعون من الجهات المعنية لتوفر طريق وادي اليتم كطريق بديل قبل أن تمنع الشاحنات من المرور به في العام 2003.
وبين سائقون، أن هذا الطريق، إضافة إلى الطريق الصحراوي، أصبحا بعد إغلاق الحدود السورية والعراقية “الرئة” الوحيدة لعبور البضائع المستوردة والمصدرة عبر ميناء العقبة، الأمر الذي زاد من الضغط عليه.
وكان قرار مشترك لوزارة الأشغال العامة وإدارة السير وسلطة العقبة صدر قبل نحو 7 سنوات، ألزم الشاحنات بسلوك طريق العقبة الخلفي المؤدي إلى مدخل ميناء العقبة كبديل عن طريق وادي اليتم الموازي لمدخل العقبة السياحي، بهدف تنظيم حركة السير، حسب وزارة الأشغال العامة والإسكان.
وبين السائق محمد بواعنة أنه لا يمكن أن يكون طريقا دوليا بمسرب واحد، وخاصة أن المركبات التي تسير عليه أغلبها شاحنات ومحملة بأحمال ثقيلة، مشيرا إلى أن أي خلل ينتج عنه كارثة مرورية تسفر عن وفيات.
ويدعو السائقون وزارة الأشغال بالاستعانة بمهندسين واختصاصيين لإعادة شق الطريق بهدف تخفيف نسبة الانحدار بما يتناسب مع متطلبات السلامة العامة على الطرقات.
ومن جهته، قال مصدر في وزارة الأشغال العامة والإسكان، إنه تم عمل صيانة للطريق العام 2020 خلال جائحة كورونا بطول 15 كيلومترا، مؤكداً أن باقي أجزاء الطريق بحاجة الى صيانة عاجلة، مشيرا الى أن الأحمال الزائدة والسرعات العالية أسهمت في ارتفاع أعداد حوادث السير، التي تقع على الطريق الخلفي خاصة بعد تقاطع اليتم والموانئ.