مرايا – شرعت القوات الروسية بتسيير دوريات مراقبة على الخط الحدودي مع الأردن، بدءاً من معبر نصيب جنوب درعا، وصولاً إلى مخفر حرس الحدود السوري 107، بالقرب من بلدة خازمة جنوب شرقي السويداء، وذلك للحد من تهريب المواد المخدرة، حيث تعتبر هذه المنطقة مسرحاً لعمليات تهريب المخدرات، خصوصاً في فصل الشتاء الذي تستغل فيه عصابات التهريب الأجواء الضبابية لمحاولة اختراق الحدود ونقل المخدرات من سوريا إلى الأردن، وفق صحيفة القدس العربي.

وقال المتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية أيمن أبو نقطة، إنّ قوات النظام السوري استقدمت تعزيزات عسكرية تضم 100 عنصر من الفرقة التاسعة إلى النقاط المتمركزة في منطقة ديفون الزراعية شمال مدينة جاسم، كما عززت أيضا حاجز «معمل أبو عرب» الواقع ضمن المنطقة. وعزا المتحدث السبب وراء هذه الخطوة، إلى أن «الفرقة التاسعة المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إيران، تعمل على زيادة القبضة الأمنية على المنطقة».

ويعرف أن ضباط الفرقة التاسعة على علاقة وثيقة بإيران، ويتلقون تعليماتهم مباشرة من القيادات الإيرانية، فضلاً عن الاجتماعات الدورية التي تجمعهم بالميليشيات الإيرانية في المنطقة الشمالية من محافظة درعا. وسبق أن دفعت قوات النظام مطلع شهر سبتمبر/أيلول الفائت، بتعزيزات عسكرية من تل الجابية غربي مدينة نوى، إلى محيط المدينة وتضم سيارات عسكرية من نوع زيل محملة بأكثر من 100 عنصر من قوات النظام، إضافة إلى آليات ثقيلة، كما أنشأت نقطة عسكرية في منطقة الصيرة شمالي المدينة، وعززت الحواجز والنقاط العسكرية الموجودة سابقاً

 

وفي موازاة ذلك أحصت شبكة «تجمع أحرار حوران» أكثر من 8 مصانع آلية للمخدرات في الجنوب السوري، وقالت الشبكة في تقرير حديث لها إن «عدد مصانع الكبتاغون في الجنوب السوري يتراوح بين 8 و10 مصانع آلية ونصف آلية بقدرة إنتاجية قد تصل إلى أكثر من 10 ملايين حبة شهرياً».

 

وتوقع المصدر «زيادة أعداد معامل الكبتاغون في المنطقة الجنوبية في كل من درعا والقنيطرة والسويداء، لتخفيف أعباء النقل والشحن، وذلك لقرب هذه المناطق من الحدود مع الأردن والتي باتت تعتبر اليوم بأنها النافذة الأولى لتهريب المخدرات إلى دول الخليج».

 

كما تتزايد نسب المتعاطين محلياً بشكل يومي وكذلك أعداد العاملين في التهريب خاصة في المناطق القريبة من الحدود، والتي باتت اليوم مراكز لتخزين المخدرات وتهريبها.

 

وتنشط عمليات تصنيع المخدرات في مختلف المناطق السورية، إذ تدير شبكات تتعامل مع إيران وميليشياتها عشرات مصانع الكبتاغون في أرياف حمص ودمشق ودير الزور ودرعا وفق المصدر.

 

وفي خطوة «استعراضية» للحد من تهريب المواد المخدرة، بدأت القوات الروسية، منذ حوالي عشرة أيام، تسيير دوريات مراقبة على الخط الحدودي جنوبي محافظة السويداء.

 

وذكرت شبكة «السويداء 24» أن دورية مؤلفة من ثلاث عربات روسيّة شوهدت في اليوم الأول من الشهر الحالي، تتجول على الخط الحدودي جنوب محافظة السويداء، قرب قرى خربة عواد والعانات وخازمة، مشيرة إلى أن روسيا ستسير دوريات مراقبة روتينية، من معبر نصيب، جنوب درعا، وصولاً إلى مخفر حرس الحدود السوري 107، بالقرب من خازمة، جنوب شرقي السويداء. واللافت حسب المصدر، أن الدوريات الروسية، تتحرك على غير العادة دون تنسيق مع حرس الحدود السوري، مشيرًا إلى أنه من المقرر تسيير دورية مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا.

 

وطلب الروس وفق الشبكة المحلية «أرقام مخاتير القرى الحدودية في السويداء، لإجراء تنسيق معهم عند تسيير دوريات المراقبة» واعتبر المصدر أن الخطوة الروسية «في حال كان هدفها مراقبة المنطقة الحدودية، فهي خطوة استعراضية، وغير مجدية في مكافحة عمليات التهريب، سيما وأن عصابات المخدرات، تتبع تكتيكات وأساليب معينة في التهريب، وتعمل بغطاء من جهات أمنية سوريّة، تسهل حركتها».

 

ورجح المصدر أن تكون الخطوة الروسية، «تجري بالتنسيق مع الأردن، الذي يبدو أنه سيتعامل بالمزيد من القوّة، مع عصابات التهريب، لاسيما أن المنطقة الحدودية تشهد منذ أسبوع تقريباً، إطلاق نار كثيف وشبه يومي من حرس الحدود الأردني، في عمليات تمشيط عند الاشتباه بأي تحرك.

 

ومع تزايد عمليات تدفق المخدرات من سوريا إلى الأردن، منذ مطلع العام الحالي، كان الأردن قد غيّر قواعد الاشتباك على حدوده الشمالية، وتعامل بصرامة مع عصابات التهريب، مما أدى لمقتل أكثر من 40 مهرباً، في حصيلة تسجل للمرة الأولى على الحدود السورية – الاردنية، خلال أقل من عام واحد، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر شبكة «السويداء 24» أن تلك العصابات، عملت طوال فصل الصيف، على تجميع المخدرات قرب المناطق الحدودية، لتهريبها في الوقت المناسب خلال الشتاء، الذي يبدو أنه سيكون ساخناً في المناطق الحدودية.

 

القدس العربي