مرايا –

قال السفير الهندي في عمان انور حليم ان حجم التجارة الثنائية بين الاردن والهند بلغت خلال السنة المالية الماضية 2.716 مليار دولار أميركي مسجلا نموًا سنويًا استثنائيًا بنسبة 60.13 %.

وأضاف السفير الهندي إن بلاده تسعى لرفع حجم التجارة مع الأردن بحلول عام 2025 الى 5 مليارات دولار وتنويع سلة التجارة.

وأشار الى أن أول اتفاقية تجارية وقعت بين البلدين كانت عام 1960 وتم بعدها توقيع العديد من الاتفاقيات حتى الآن لتعزيز تالعاون الاقتصادي الثنائي حيث نمت التجارة الثنائية بسرعة على الرغم من الانكماش الاقتصادي العالمي مع صعود الهند كرابع أكبر شريك تجاري للأردن في عام 2021.

واكد حرص الهند على الاستثمار في الأردن، مبينا ان الاستثمارات الهندية في الفوسفات وقطاع المنسوجات تصل الى أكثر من 1.3 مليار دولار أميركي.

واشار الى ان شركة مناجم الفوسفات الأردنية وجمعية المزارعين التعاونية الهندية للأسمدة اسستا مشروعًا مشتركًا بقيمة 860 مليون دولار لتصنيع حامض الفوسفوريك، كما وقعت شركة الفوسفات وشركة البوتاس العربية مذكرات تفاهم واتفاقيات مع عدد من شركات ومصنعي الأسمدة الهندية بقيمة 2.5 مليار دولار و توجد في المملكة أكثر من 15 شركة ملابس مملوكة لهنود، باستثمارات تراكمية تبلغ حوالي 500 مليون دولار في المناطق الصناعية المؤهلة و يتم تصدير جميع المنتجات النهائية إلى خارج الأردن والتي تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار من الملابس.

وقال إن الهند والأردن يرتبطان بعلاقات وثيقة وودية طويلة الأمد ويلتزمان بالتعددية، ويتشاركان الكثير من الاهتمامات في المحافل الدولية، ويسعيان جاهدين من أجل السلام والاستقرار العالميين، مشيرا الى أن علاقات البلدين تغطي مجموعة واسعة من المجالات تشمل التعاون السياسي، التجارة الاستثمار، التكنولوجيا، الثقافة، الصحة، السلع الزراعية، المنسوجات، الكيماويات والأسمدة، وشراكة التنمية.

وفي ضوء الزخم المستمر بالعلاقات الثنائية والتي يتميز باللقاءات المنتظمة رفيعة المستوى تعززها لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس وزراء الهند، توقع السفير الهندي شراكة هندية-أردنية مشرقة ونتطلع إلى مزيد من التعزيز والتنويع لتقاربنا في السنوات القادمة.

وعرض السفير حليم للتعاون التعليمي والثقافي بين البلدين، مشيرا الى انه تم إنشاء المركز الهندي-الأردني للتميز في تكنولوجيا المعلومات، وهو أحدث مرفق لتكنولوجيا المعلومات من الجيل الثاني من قبل وزارة الشؤون الخارجية وبتمويل كامل من الحكومة الهندية و هو مثال مميز على نهج حكومة الهند التشاركي للتعاون الإنمائي مع البلدان الشريكة التي تستهدف التنمية البشرية الشاملة وخلق فرص العمل وتطوير مهارات ريادة الأعمال.

وتوقع أن يتم تدريب 3000 خبير/ متخصص أردني في المركز في غضون خمس سنوات، كما ستقوم حكومة جمهورية الهند بتقديم برامج تدريبية لـ 150 مدربًا/ خبيرًا رئيسيًا من الأردن في معاهد التكنولوجيا المتميزة في الهند، والذين بدورهم سيقدمون مزيدًا من التدريب للشباب الأردني في هذا المركز في جامعة الحسين التقنية.

واكد السفير الهندي التزام بلاده بمشاركة الأردن بخبراتها التنموية من خلال برامج بناء القدرات في إطار برنامج الهند للتعاون التقني والاقتصادي الذي يعد وسيلة لتعزيز الاتصال بين الأردنيين والهنود، وتعزيز الصورة الايجابية تجاه الهند في الأردن، كما يقدم المجلس الهندي للعلاقات الثقافية 5 منح كل سنة للطلاب الأردنيين المتميزين للتعليم العالي في الهند.

واشار الى وجود أكثر من 500 طالب أردني يتابعون دراساتهم في جامعات مختلفة في الهند وتخرج أكثر من 2500 أردني من الجامعات الهندية حيث تم إطلاق رابطة خريجي الهند في الأردن اخيرا .

وفي رده عن سؤال اشار السفير حليم الى وجود أكثر من 15500 هندي يقيمون في الأردن ويعملون في مجالات عدة منها المنسوجات والبناء والتصنيع وشركات الأسمدة وقطاع الرعاية الصحية والجامعات وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والمنظمات متعددة الجنسيات، و ينظم المجتمع الهندي تحت رعاية السفارة العديد من الفعاليات التي تعرض الثقافة والقيم والروح الهندية الغنية.

واكد السفير الهندي التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب، لافتا الى ان الهند مشارك نشط في حوار العقبة، الذي اعتبره ذا أهمية في تسهيل الحوار الشامل في مجال مكافحة الإرهاب بين أصحاب العلاقة.

وقال، ان الهند تقدر عاليا الدور البناء والجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالة الملك لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية.

وأشار الى أن علاقات الهند مع الشعب الفلسطيني الصديق متجذرة في تاريخنا المشترك، مؤكدا دعم بلاده للشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بكرامة والاعتماد على الذات ونأمل أن تستأنف المحادثات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإيجاد حل شامل .

وأوضح ان الهند كانت في طليعة مقدمي المساعدة التنموية لفلسطين على مر السنين، مشيرا الى “مشاريعنا الرئيسية مثل حديقة الهند – فلسطين التقنية، المطبعة الوطنية الفلسطينية وأربع مدارس تعمل بالفعل في حين أن مشاريع أخرى كالأكاديمية الدبلوماسية الفلسطينية، ومركز تمكين المرأة (تراثي)، والمستشفى التخصصي للعناية هي قيد التنفيذ، كما عززنا بشكل كبير مساهمتنا للأونروا في السنوات الأخيرة لتقوية دورها في للأنشطة الإنسانية”.

وبين ان الهند تولت مطلع الشهر الماضي رئاسة مجموعة العشرين لافتا الى تأكيد رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن رئاسة الهند لمجموعة العشرين ستكون شاملة وطموحة وحاسمة وعملية.

وقال، إن عنوان رئاستنا لمجموعة العشرين “أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد” يرمز، إلى الأمل وتوحيد العالم من أجل الخير العالمي لتشكيل نموذج جديد – للعولمة التي تتمحور حول الإنسان.

وأكد انه وعلى مدى السنوات الماضية كانت قصة نمو الهند استثنائية خاصة في مجالات الإنتاج الزراعي، التكنولوجيا النووية والفضائية، الرعاية الصحية بأسعار معقولة، المؤسسات التعليمية ذات المستوى العالمي، والتكنولوجيا الحيوية.

ولفت السفير حليم الى أن الهند برزت باعتبارها الاقتصاد الرئيسي الأسرع نموًا في العالم، ومن المتوقع أن تكون واحدة من أكبر ثلاث قوى اقتصادية في العالم خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة القادمة، مؤكدا أن جميع دولنا الصديقة ستشترك في هذا الازدهار والاستفادة من ثمار التنمية.