مرايا –

مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، افتتح وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول اليوم الأحد، الدورة الثامنة من ملتقى قادة الإعلام العربي، الذي ينظمه الملتقى الإعلامي العربي بالتعاون مع قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية، ووزارة الاتصال الحكومي.
وقال الشبول خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية: “أتشرف بأن أنوب عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة راعي هذا الملتقى العربي الثامن لقادة الإعلام العربي، لأرحب بكم ضيوفا أعزاء على المملكة الأردنية الهاشمية، في عمان التي حملت على المدى المعاني النبيلة كعاصمة للقاء العربي وتسعد بوجودكم على الدوام”.
وأشار خلال الجلسة، بحضور أمين عام وزارة الاتصال الحكومي ومدراء مؤسسات الإعلام الرسمي، وعدد من الإعلاميين الأردنيين والعرب، إلى أن مشاركة أصحاب الخبرة في الإعلام في هذا الملتقى، تعد مسألة في غاية الأهمية للتذكير بقواعد المهنة وقوانينها ومواثيقها والتزاماتها في مواجهة ما التبس على العامة “بين ما هو إعلامي ملتزم وبين ما هو فوضوي يشيع الكراهية والأخبار الكاذبة ويعتدي على خصوصيات الناس”.
وقال الشبول، إن العالم يعيش اليوم حالة أصبحت فيها جميع وسائل الإعلام تحت التهديد، مبينا أن التكنولوجيا الحديثة أعطت البشرية فرصة غير مسبوقة في الاتصال والتواصل الانساني، لكنها في المقابل تركت المجتمعات الانسانية فريسة للتطرف والكراهية والإشاعات والاعتداء على كرامات الناس وانتهاك حقوق الاطفال والفئات الاكثر تضررا في المجتمعات.
وبين أن هناك تحديين كبيرين أمام وسائل الاعلام أولهما، الحفاظ على الجمهور من دون التسابق على الأخبار الكاذبة والإشاعات والانزلاق إلى خطاب ومفردات غير معهودة في الخطاب الاعلامي، وثانيهما الحفاظ على حصتها في سوق الاعلان الذي بات يتبخر شيئا فشيئا بفعل وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف، إن الإعلام يعيش اليوم في حالة فريدة لم يعهدها من قبل، لافتا إلى أن المطلوب من الجميع البحث في جميع الوسائل المهنية والتشريعية والتعليمية، للوفاء بالتزاماتنا أمام مجتمعاتنا العربية، لاسيما وأننا لم ننظم بعد علاقاتنا بشركات الإعلام الدولية أسوة بالأمم الأخرى.
وفي هذا الصدد، أوضح الوزير الشبول، أن الأردن طرح على وزراء الإعلام العرب مشروع قانون عربي بصفة القانون الاسترشادي لتنظيم العلاقة مع شركات الإعلام الدولية، مستفيدا من تجربة الاتحاد الاوروبي في هذا الخصوص، لافتا الى أن مشروع القانون يتضمن حماية القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من الدعاية السلبية، إضافة إلى حماية الاطفال والناشئة ومحاربة خطاب الكراهية، والأخبار الكاذبة والاعتداء على الخصوصية، إلى جانب حق وسائل الإعلام في سوق الإعلان.
وفي نهاية كلمته، وجه الوزير الشكر إلى الملتقى الإعلامي العربي في الكويت الشقيقة لاختيارهم العاصمة عمان مكانا للقاء قادة الإعلام العربي، مثنيا على دور قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية على تنظيم اللقاءات العربية التي تعزز من العمل العربي المشترك، متطلعا إلى التوصيات والمقترحات التي ستصدر عن الملتقى بما يخدم مستقبل الإعلام العربي.
من جهته، أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، أهمية ملتقى قادة الإعلام العربي والمبادرات التي تطرح من خلاله لتعميق الحوار حول أفضل المقاربات لتطوير الإعلام العربي والتفاعل البناء مع تحولات المشهد الاعلامي، موجها الشكر للأردن وللأمين العام لملتقى الاعلام العربي على التنظيم الجيد لهذا الملتقى.
وأشار السفير خطابي إلى أهمية مشروع القانون الاسترشادي الذي قدمه الأردن عبر وزارة الاتصال الحكومي لتنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي وحماية المستخدمين من المحتوى غير القانوني بما فيه محاربة التطرف وخطاب الكراهية.
وبين أن هذا المشروع عمم على الدول العربية في إطار التوجه الاستراتيجي لمجلس وزراء الاعلام العرب للتعاطي مع الشركات الرقمية العالمية، على أن يعرض خلال الشهر المقبل على اللجنة الدائمة للإعلام العربي و المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام في دولة الكويت.
بدوره، أعرب وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، عن شكره للعالم العربي على اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربي لعام 2023، قائلا: “سنقول للعالم في هذه الاحتفالية بأن بيروت لا تموت فهي واقفة كالأشجار”.
وأشار مكاري إلى تطلع لبنان من خلال هذه الفعالية التي ستقام خلال 23 من الشهر الحالي بالتعاون مع جامعة الدول العربية، إلى تعزيز العمل العربي الإعلامي المشترك.
كما اشار إلى أنه حمل رسالة محبة لسفراء الدول العربية في لبنان لتضامنهم مع ما تمر به بيروت من ظروف صعبة، مؤكدا أن بيروت لم تخرج يوما من رحاب العرب.
من جانبه، قال السفير الكويتي في الأردن عزيز الديحاني، إن ملتقى قادة الإعلام العربي انطلق من الكويت، لإيمانها بدور الإعلام وأهمية العمل العربي المشترك.
وأثنى الديحاني على دور المؤسسات الإعلامية الأردنية في دعم الملتقى وحرصها على المشاركة فيه، كما اثنى على جهود المؤسسات الإعلامية العربية الحاضرة في فعالياته.
من جهته، قال الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس، إن فكرة الملتقى جاءت من الحاجة للحوار بين المسؤولين وقادة المؤسسات الإعلامية العربية حول واقع الإعلام العربي ومستقبله.
وأشار الخميس إلى ضرورة أن يكون الإعلام العربي شريكا في صناعة الإعلام وليس مستهلكا، لافتا إلى أهمية ما يطرحه الملتقى من نقاشات وآراء تساهم في هذا الخصوص.
وبين أن هناك لجنة مختصة ستعمل على صياغة التوصيات الصادرة عن ما تطرحه جلسات ملتقى قادة الإعلام العربي، لعرضها على مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته المقبلة.