مرايا – يتابع ويراقب المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية عن كثب، الوضع الوبائي العام في المملكة وأية تغيّرات قد تحدث في الأنماط السائدة للأمراض السارية في المملكة، وخاصة الأمراض التي لديها قابلية للانتشار وتشكّل خطرا على الصحة العامة.
وفيما يتعلق بالوضع الوبائي بجائحة كوفيد-19 ، يشير المركز إلى أن الجائحة التي هي على وشك أن تكمل عامها الثالث في الأردن حيث سُجّلت أول إصابة وطنية بكوفيد-19 بتاريخ 2 آذار 2020، هي تحت المتابعة النشطة من قبل المركز، علما أن البيانات المنشورة عن وضع كوفيد-19 على مستوى إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، والذي يضم 22 دولة ومن ضمنها الأردن، تشير إلى أن الإقليم في ال 28 يوما الماضية سجل 17400 حالة إصابة جديدة مؤكدة بكورونا وبنسبة نقصان 2 بالمئة عن عدد الحالات في الفترة السابقة، بينما سجل زيادة في نسبة الوفيات التي ارتفعت إلى 33 بالمئة مقارنة بالفترة السابقة ذاتها، لتصل إلى 231 وفاة.
وبناء على الأرقام الموثّقة والبيانات الصادرة عن الجهات الرسمية والصحية، وخاصة وزارة الصحة الأردنية، يوضح المركز الوضع الوبائي الكوفيد-19 في المملكة، حيث أظهر نظام الرصد الخاص بكوفيد-19 المعمول به في وزارة الصحة الأردنية، أن الزيادات الأخيرة في عدد الحالات المؤكدة لكورونا كما يبيّنه المنحنى الوبائي لمرض كوفيد-19، حدثت خلال الأسبوع الوبائي رقم 24 إلى الأسبوع الوبائي رقم 42، والتي امتدت إلى حوالي 20 أسبوعا، تشير إلى أن ذروتها كانت في الأسبوع الوبائي رقم 32 في شهر آب للعام 2022، والذي شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الإصابة بكورونا حيث بلغت نسبة الإيجابية 20.3 بالمئة؛ ويعزى ذلك لظهور المتحورات الفرعية للمتحور أوميكرون (B.A.5 و B.A.2).
وخلال هذه الفترة أوضح المنحنى الوبائي لكوفيد-19، تسجيل 57 حالة وفاة، وكانت أقل شدة من الموجات السابقة، ولم تسجل أي أعباء تذكر على النظام الصحي الوطني، ولم تُتخذ أي إجراءات من شأنها ان تؤثر على الحياة العامة للمواطنين.
وبعد حالة الاستقرار التي شهدتها المملكة في نهاية العام 2022، أظهر المنحنى الوبائي لمرض كوفيد-19 مرة أخرى زيادة ملحوظة في عدد الإصابات منذ بداية العام الحالي، وبدءا من الأسبوع الثالث من شهر كانون الثاني الماضي، وبزيادة أسبوعية واضحة وصلت في الأسبوع رقم 7 (11-17 شباط الحالي) إلى 445 حالة وبنسبة إيجابية بلغت 11.2 بالمئة؛ ويعزى ذلك لظهور المتحورات الفرعية الجديدة لاوميكرون (XBB و BQ)، التي أظهرتها فحوصات التسلسل الجيني لعينات مختارة، حسب بيانات وزارة الصحة.
وشهد الأسبوع 7، تضاعف أعداد الحالات المُدخلة للمستشفيات مقارنة بالأسابيع السابقة، حيث تم إدخال 47 مريضا؛ 38 مريض منهم تم وضعهم في غرف العزل، و 7 منهم في غرف العناية المركزة ، و 2 منهم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، وهي متماشية مع توقعات المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والامراض السارية وفقا للتوزيع الاحتمالي وتحليل البيانات السابقة للمنحنى الوبائي لكوفيد-19 في المملكة.
ومن الجدير ذكره، أن المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية كان قد توقّع هذا السيناريو مسبقا وبدقة، وبناء عليه فإن المركز يتوقع أن يشهد الأسبوع رقم 10 للعام الحالي (منتصف شهر آذار المقبل) وصول نسبة الإيجابية لحالات كورونا إلى حوالي 15 بالمئة، ومن ثم تبدأ بالانخفاض لتنحسر قبل دخول شهر رمضان المبارك.
ويرى المركز أن الانخفاض النسبي لأعداد حالات كورونا يُعزى إلى انخفاض أعداد الفحوصات المخبرية لكوفيد-19 (PCR) والتي تم إجراؤها بناء على رغبة المشتبه بإصابتهم أو الجهات الصحية المرجعية والتي لم تتجاوز 4000 فحص أسبوعيا مقارنة مع أعداد الفحوصات سابقا والتي بلغت في معدلاتها من 40 الى 50 ألف فحص أسبوعيا تماشيا مع سياسة إجراء الفحوصات المعمول بها على المستوى الوطني وقتذاك، إضافة إلى أن هذه الفحوصات أيضا تتركز في المحافظات الكبيرة وهي ليست عشوائية وغير ممثلة للمملكة؛ ما يؤثر على قدرة نظام الرصد الوطني لمرض كوفيد 19 لمعرفة ووصف الوضع الوبائي للمرض في المملكة بدقة.
وبناء على هذه المعطيات، يدعو المركز ويؤكّد على ضرورة الاستمرار باتخاذ الإجراءات الوقائية كالتهوية المستمرة للأماكن المغلقة، واستخدام وسائل الوقاية الشخصية عند مخالطة أشخاص لديهم أعراض تنفسية في أماكن التجمعات والعمل أو المؤسسات التعليمية من قبل المواطنين وجميع القاطنين على الأرض الأردنية، وخاصة الأشخاص ذوي الاختطار الصحي العالي ككبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، والمصابين بأمراض نقص المناعة، لافتا إلى ضرورة مراجعة الفئات ذات الاختطار الصحي العالي الجهات الصحية المختصة حال إصابتهم بأعراض تنفسية حادة.
يُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، كانت قد أعلنت في نهاية شهر كانون الثاني الماضي، ومع دخول الجائحة عامها الرابع، أن جائحة كورونا ما زالت تشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقا دولية، حيث عبّرت لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية عن قلقها بشأن استمرار المخاطر التي تثيرها كورونا.