أثار استخدام وزير المالية الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصريحاته إزاء الشعب الفلسطيني وحقه في الوجود غضبا أردنيا في المؤسسات الرسمية والحزبية والفاعليات النقابية والمهنية.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استدعت السفير الإسرائيلي في عمّان، مساء الاثنين إلى مقر الوزارة، ووصفت تصرفه بـ”التحريضي الأرعن”، وأبلغته بأن ذلك يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي بأنه قد تمّ إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته.
“لا يمكن السكوت عنه”
وقال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي “ما زالت تبرهن نهجها وميلها للتطرف والتصعيد، فبعد أعمالها التصعيدية بوجه الشعب الفلسطيني الأعزل والسماح لقطعان المستوطنين المتطرفين باقتحام أكثر من بلدة فلسطينية، تصم الآذان اليوم عن فعل متطرف وشنيع ووضيع لأحد وزرائها العاملين (وزير المالية الإسرائيلي)”.
وأضاف الصفدي في تصريح صادر عن مجلس النواب أن “استخدام وزير مالية حكومة الاحتلال، خريطة لما يُسمى إسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، أمر لا يمكن السكوت عنه، ونطالب الحكومة باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بصد هذه الخطوات المتطرفة والتي تخالف معاهدة السلام وتشكل خرقا للأعراف الدولية”.
“أرعن عنصري”
وأدان دان المكتب السياسي لحزب الميثاق الوطني بشدة الموقف “الأرعن والعنصري المتطرف” لوزير المالية الإسرائيلي، واعتبر أن ذلك يمثل تصعيدا خطيرا لإشعال نار الفتنة في المنطقة وخرقا واضحا وصريحا لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ونقضا لكل مضامين معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
وطالب الحزب باتخاذ الإجراءات اللازمة على المستويات كافة، لوقف مثل هذ التصرفات العنصرية الحاقدة وما تمثله من تصعيد خطير يهدد أمن وسلامة المنطقة بأكملها”.
وأدانت نقابة صيادلة الأردن تصريحات وتصرفات وزير المالية الإسرائيلي، واعتبرت الأمر دعوة صريحة للتحريض على الإرهاب والتطهير العرقي وإثارة الفوضى في المنطقة.
وحذرت النقابة من صمت العالم على تلك التصريحات الخطيرة، وقالت إن التصريحات تعكس فكرا عنصريا تتبناه الحكومة الإسرائيلية وقادتها.
وقالت النقابة إن الشعبين الأردني والفلسطيني، “شعبان أصيلان متجذران في أرضهما منذ آلاف السنين، وحقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد من هم أصحاب الأرض ومن هم الغرباء المستعمرون”.