التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم في لندن، وزير الخارجية والتنمية البريطاني جيمس كليفيرلي، في اجتماعٍ أكد الالتزام المشترك بالشراكة الاستراتيجية التاريخية المتميزة بين المملكتين والشعبين الصديقين.
كما أجرى الوزيران محادثات مكثفة حول عديد قضايا إقليمية ودولية وفي مقدمها القضية الفلسطينية.
وأكد الصفدي وكليفرلي عمق علاقات الصداقة التاريخية بين المملكتين الصديقتين وعلى استمرار العمل على تطوير التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية والتجارية والدفاعية والأمنية وغيرها من المجالات.
واستعرض الوزيران العلاقات التجارية المتنامية بين الأردن وبريطانيا، وأهمية تعزيز التبادل التجاري الذي ارتفع العام الماضي ليصل إلى ٢١٠ مليون دينار، مدفوعاً بزيادة على حجم الصادرات الأردنية إلى بريطانيا مقدارها ١٦٢% مقارنة بعام ٢٠٢١.
وأكد الوزيران أهمية اتفاقية الشراكة بين المملكتين التي دخلت حيز التنفيذ في أيار من العام الماضي ٢٠٢٢ في زيادة حجم التبادل التجاري.
وشكر الصفدي نظيره البريطاني على دعم بريطانيا المتواصل لبرامج التنمية الاقتصادية الأردنية وللمساعدة في مواجهة آثار الأزمات الإقليمية على الأردن.
ورحب الصفدي بإعلان حكومة المملكة المتحدة في ٩ آذار من العام الجاري، بأن الأردن سيكون من أوائل الدول المستفيدة من برنامج منح المواطنين الأردنيين تأشيرات زيارة لبريطانيا إلكترونياً، والذي سيبدأ العمل به العام القادم.
كما أكد الصفدي ونظيره البريطاني التعاون في البرامج التدريبية الدبلوماسية المشتركة.
وأكد الوزيران استمرار العمل على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني وفي جهود مكافحة الإرهاب بما في ذلك من خلال اجتماعات العقبة.
ووضع الصفدي كليفيرلي في صورة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقته المملكة بهدف تحسين الأداء الاقتصادي وجذب الاستثمار وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص.
وثمن كليفرلي دور الأردن شريكاً أساسياً في المنطقة وفي جهود تعزيز الأمن والسلام والاستقرار. كما أشاد بالدور الإنساني الكبير الذي تقوم به في استضافة اللاجئين، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة دعم اللاجئين في الأردن والمنطقة. من جانبه، شكر الصفدي كليفرلي على الدعم المستمر الذي تقدمه بريطانيا للاجئين السوريين في الأردن، ولوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).
وتصدرت القضية الفلسطينية المحادثات التي أجراها الصفدي وكليفرلي حول القضايا الإقليمية. وحذر الصفدي من خطورة استمرار التدهور في الأراضي الفلسطينية وأكد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات واضحة وفاعلة لوقف الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تؤجج العنف وتقوض حل الدولتين ولمواجهة خطاب الكراهية والتحريض الذي يدفع باتجاه التصعيد، والذي تبدى بشكل مقزز في حديث وزير المالية الإسرائيلي الذي أنكر وجود الشعب الفلسطيني من على منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحذر الصفدي من خطورة الفكر العنصري الإقصائي التحريضي المتطرف الذي يحمله وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية.
وأكد الصفدي أهمية دور المملكة المتحدة في جهود وقف التصعيد وإيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة إطلاق مفاوضات لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ووفق المرجعيات المعتمدة.
ووضع الصفدي نظيره البريطاني في صورة اجتماعات العقبة وشرم الشيخ ومخرجاتهما السياسية، مؤكداً ضرورة تنفيذ الاتفاقات على الأرض ووقف الإجراءات اللاشرعية الإسرائيلية.
وأكد الصفدي ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وثمن الصفدي موقف المملكة المتحدة الداعم لحل الدولتين والرافض للاستيطان وخرق القانون الدولي، والمؤكد على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وبحث الوزيران الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية، حيث أطلع الصفدي نظيره البريطاني على المبادرة الأردنية المستهدفة حل الأزمة ومعالجة تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية من خلال انخراط عربي مباشر مع الحكومة السورية وفق منهجية الخطوة مقابل الخطوة.
وأكد الوزيران دعمهما أمن واستقرار العراق وجهوده تعزيز الأمن والاستقرار وتلبية تطلعات الشعب العراقي.
وبحث الوزيران الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها الإقليمية والدولية. وأكد الصفدي موقف الأردن الداعي إلى وقف الحرب وحل الأزمة وبما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ويضمن وحدة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.
واتفق الوزيران على مواصلة التواصل والتنسيق في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وبما يعكس عمق العلاقات التاريخية ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك التقى الصفدي خلال زيارته إلى المملكة المتحدة عدداً من كبار المسؤولين، وبحث معهم العلاقات الأردنية البريطانية وعديد قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وشملت اللقاءات، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللورد أحمد طارق، ورئيسة لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم البريطاني النائب سارة شامبيون، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أليشيا كيرنز وأعضاء اللجنة، واللورد مارك ماكينيس، ونائب رئيس مجموعة الأردن في البرلمان البريطاني أليستير كارمايكل، وعدداً من أعضاء المجموعة، ونائب مستشار الأمن القومي في المملكة المتحدة سارة ماكنتوش، ورئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني توبياس إلوود وعضو اللجنة كيفن جونز.
كما تحدث الصفدي في جلسة حوارية نظمها المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني (RUSI) تناولت العلاقات الأردنية البريطانية، وركزت على القضية الفلسطينية والأزمة السورية.