مرايا –
وصف الخبير الاقتصادي، الدكتور قاسم الحموري، اقتصاد الأسر الفقيرة التي تتلقى الدعم بالكارثي والمعقد، سيما مع صدور نتائج رسمية تقول بأن 64% من تلك الأسر لا تستهلك الأسماك أو اللحوم الحمراء، وتقترض من أجل الطعام.
وأضاف الحموري في حديث لنشرة الاخبار على إذاعة حياة اف ام، اليوم، أن المشكلة الرئيسية التي أدّت إلى ارتفاع معدلات الفقر واهتزاز اقتصاد الأسر الفقيرة أكثر من أي وقت مضى، هو سوء توزيع الثروة في الأردن، وانحسار حوالي 60% منها بيد 10% من السكان.
وبين الحموري أن 80% من الأسر الأردنية دخلها أقل من 700 دينار، حيث يبلغ متوسط عدد الأسرة الأردنية 4.7 أفراد.
وعرض الحموري بعضا من مشاهداته في شؤون الفقر، إذ يقول أن فئات عريضة من الأسر الفقيرة تخدع الجوع بأطعمة قديمة وشبه فاسدة بأسعار زهيدة، والبعض يبتاع اللحوم المجمدة القديمة شبه الفاسدة ويحوّلها إلى “كفته” للتحايل على الفقر المدقع الذي يلم بها.
وتابع “شاهدت أسهر تشتري الخبز بالدين والكاز بـ”القنينة””.
وحذّر الحموري من تردي الأوضاع الصحية للأسر الفقيرة نتيجة نقص التغذية بالعناصر الأساسية في الوجبات التي يستهلكونها.
ودعا إلى ضرورة تكافل أفراد المجتمع ومساعدة الفقراء حفاظا على السلم المجتمعي.
وكشفت دراسة أعدها صندوق المعونة الوطنية، أن 6 من كل 10 أسر تتلقى مساعدة من الصندوق تعاني من انعدام الأمن الغذائي أو معرضة له وفقا لمؤشر الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي.
ووفق مخرجات الدراسة التي أعدها الصندوق بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي للربع الأخير من العام الماضي، فإن 1% من الأسر التي تتلقى المساعدة غير قادرة على الحفاظ على نظام غذائي متنوع بينما 15% من هذه الأسر تستهلك كمية ضعيفة من الغذاء.
وأشارت الدراسة، أن قرابة 64% من الأسر لا تستهلك الأسماك أو اللحوم الحمراء، مما يعتبر “سببا رئيسيا لانخفاض استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد”، وما يقرب من نفس النسبة 54% من الأسر التي لا تستهلك ما يكفي من الأطعمة الغنية بفيتامين أ، قد يوعز السبب في ذلك إلى قيود مالية أو مادية.
وبينت مخرجات الدراسة إلى أن 73% من الأسر تدير نقص الغذاء لديها باتخاذ خيارات طعام أقل رغبة وأرخص، بينما اقترضت 59% من الأسر الطعام من العائلة أو الأصدقاء، في حين قللت 33% من الأسر أحجام الوجبات لتلبية احتياجاتهم الغذائية.
واشترت 65% من الأسر الطعام بالدين، فيما اضطرت 61% من الأسر إلى اقتراض الأموال لتغطية احتياجاتهم الغذائية، وفق الدراسة، التي أشارت إلى أنه على الرغم من تلقي هذه الأسر الدعم من صندوق المعونة الوطنية إلا أن متوسط دخل الفرد في هذه الأسر (66) دينار، ويعتبر هذا أقل من متوسط الإنفاق ويقدر بـ (129) دينار وأقل من خط الفقر في الأردن (68) دينار.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسر المستفيدة من الصندوق تصرف 73% من دخلها على النفقات الضرورية للبقاء مثل الإيجار، الغذاء والصحة، موضحة أن متوسط الدخل الشهري للأسر 300 دينار شامل مساعدة صندوق المعونة الوطنية وهو ما يقارب 66 دينارا للفرد.
وأشارت النتائج أن قرابة 41% من الأسر تكسب دخلها من خلال عضو عامل واحد أو أكثر، وغالبا ما يكون عمل هذا الفرد في الصناعات غير الرسمية مثل البناء والتصنيع والنقل والتخزين والزراعة.
وأظهرت أن نسبة الأسر التي لا يوجد فيها فرد واحد أو أكثر يعمل هي 59%، جراء “الأوضاع الصحية أو الإعاقات الجسدية”، حيث 13% من الأسر يوجد فيها فرد واحد أو أكثر يبحثون عن العمل، فيما أشار 10% إلى قلة فرص العمل المتوفرة كسبب لعدم الحصول على عمل.
بينت النتائج أن قرابة 90% من الأسر المستهدفة من الصندوق “غير قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمأوى بدون دعم الصندوق، مما يتركهم في حالة من الفقر المدقع”.
وشملت الدراسة التي أجرت على مدار 9 أشهر، بحسب بيانات صندوق المعونة الوطنية، على 3 آلاف مقابلة منزلية لـ 3 آلاف أسرة ممثلة لكل من برنامجي (الدعم النقدي الموحد والمعونات الشهرية).
ووجدت الدراسة التركيبة السكانية لمستفيدي صندوق المعونة الوطنية، حيث إن متوسط حجم الأسرة المستفيدة 5.1، فيما أن 48% من الأسر متوسطة الحجم مع (4-6) أفراد، 27% من الأسر كبيرة الحجم من 7 أفراد أو أكثر.
ويبلغ متوسط عمر رب البيت 49 سنة، حيث إن 18% منهم أعمارهم 60 سنة فأكثر، وغالبية أرباب البيوت متزوجون بنسبة 73%، بينما 16% أرامل و11% عازبون (أعزب، مطلق، أو منفصل)، و86% من أرباب البيوت حاصلون على درجة ما من التعليم الرسمي (46% أنهوا دراستهم الابتدائية و35% أنهوا دراستهم الثانوية).
وأظهرت التركيبة أيضا أن 26% من الأسر لديها فرد أو أكثر من ذوي الإعاقة، حيث تُشكل الإعاقة الحركية النسبة الأكثر بنسبة 14% من الأسر. و69% من الأسر لديها فرد واحد على الأقل مصاب بمرض مزمن.