أكدّ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان إنّ نحو 750 ألف نسمة هجروا من قراهم ومدنهم جراء النكبة عام 1948 يعيشون اليوم في 58 مخيم وبلدان الشتات، حتى بلغ عددهم اليوم 7 ملايين لاجئ وفق إحصائيات الأونروا.
وقال كنعان إنّ العصابات الصهيونية سيطرت خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية دمر منها 531 بالكامل ومنذ يومها تعرض الشعب الفلسطيني إلى 70 مجزرة كان آخرها في مدينة غزة قبل أيام قليلة.
وأقيمت مكان المدن والقرى على كامل أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة عام 1967 حوالي 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية صهيونية حملت أسماء عبرية ذات دلالات توراتية وتلمودية أسطورية، بهدف محو الذاكرة والهوية التاريخية العربية الفلسطينية، ونشر سردية صهيونية مزيفة كبديل للرواية والتاريخ الفلسطيني.
وأضاف أنه وأمام هذه المأساة والإبادة الهمجية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني ما زالت إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال)، تمارس مخططها في استكمال النكبة، وتعميق جرحها من خلال استبدال مصطلح النكبة بآخر، وهو “الاستقلال والتأسيس”، ونهجها اليومي هو القتل والأسر والاعتقال ومصادرة الأراضي تحت قانون التسوية ونظام المحميات الطبيعية والمتنزهات وأوامر استملاك باطلة، وهدم المنشآت وتشريع القوانين العنصرية ومحاصرة المدن والبلدات الفلسطينية واقتحام المقدسات الإسلامية والمسيحية، وسياسة التضييق الاجتماعي والاقتصادي الشامل.
وتابع “ولا شك أن مدينة القدس المحتلة، ونظرا لرمزيتها التاريخية والدينية والقومية، تتصدر أجندة الصهيونية والتهويد لحكومة اليمين المتطرفة لفرض الهوية المزيفة والسيادة غير القانونية عليها، والسعي لطرد سكانها العرب وإحلال المستوطنين مكانهم، بغية الإحاطة بالمسجد الأقصى المبارك عبر إخلاء الأحياء وإقامة الكنس (معابد يهودية) والحدائق التلمودية ومشاريع خدماتية استيطانية.
وبين أن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وهي تستذكر مع الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية والعالم الحر ذكرى النكبة المؤلمة، تؤكد أن العالم ومنظماته الشرعية التي تزامن قيام معظمها مع النكبة، هم اليوم أمام مسؤولية أخلاقية إنسانية، تتمثل بضرورة إزالة واقع النكبة وجروحها عن الشعب الفلسطيني المظلوم، وإلا فإن مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقرير المصير وغيرها، شعارات فارغة لا قيمة لها، ما دام العالم يشاهد أمامه الاعتداء عليها وضربها بعرض الحائط من قبل إسرائيل.
وأوضح أن الإرادة الدولية بمؤسساتها السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية كافة أمام اختبار حقيقي لقياس جديتها، لوقف سياسة الكيل بمكيالين والانحياز غير المبرر لإسرائيل، والسعي فورا إلى إلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية بما فيها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولا سيما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت تاريخ 15 أيار موعدا لإحياء ذكرى النكبة، معريا عن أمله بأن تقر الجمعية العامة العضوية الكاملة لدولة فلسطين.
وأشار إلى أن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وانطلاقا من الدور التاريخي الثابت والراسخ للأردن؛ شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تؤكد أن الدعم والمساندة للأهل والأشقاء في فلسطين والقدس، ستبقى نهجنا وبوصلتنا مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وقال إن ذكرى النكبة الفلسطينية تبعث في أمتنا التصميم على الوحدة، وتبث في نفس الإعلامي والسياسي والمثقف والحر الشعور بواجبه تجاه قضيته الأولى، فالرواية والهوية والقضية الفلسطينية التاريخية والشرعية يجب أن تبقى بوصلتنا وقضيتنا الحية في الضمائر، لا ننشغل بغيرها أبدا، فهي رمز الرباط والصمود والنضال.