أحرق رجل صفحات نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الكبير الأربعاء، وذلك بعدما منحت الشرطة السويدية إذنا لتنظيم تظاهرة تزامنت مع بدء عيد الاضحى.
وأفادت الشرطة في قرارها أن طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف “لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب”.
وكانت الشرطة قد فرضت طوقا على منطقة في متنزه قريب من المسجد لتفصل بين موميكا ومتظاهر آخر عن الحشد.
وقالت في بيان بعد الظهر إن الاحتجاج لم يتسبب في “اضطراب في النظام” ، لكنها أضافت أنه تم فتح تحقيق بشأن “إثارة توتر ضد جماعة عرقية” لأن الرجل اختار حرق القرآن قرب مسجد.
كذلك يجري التحقيق معه أيضًا لخرقه حظرًا موقتًا على إشعال الحرائق بسبب موجة الحر، وفق الشرطة.
وسعت ستوكهولم لنيل عضوية الحلف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي.
لكن أنقرة العضو بالحلف تعرقل العملية متهمة السويد بإيواء أشخاص تعتبرهم إرهابيين وتطالبها بتسليمهم.
وندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحرق المصحف، وكتب على تويتر يقول “أندد بالاحتجاج الدنيء في السويد ضد كتابنا المقدس في أول أيام عيد الأضحى المبارك”.
وأضاف أنه من غير المقبول السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير.
وشاهد نحو 200 شخص واحدا من منظمين اثنين للاحتجاج وهو يمزق صفحات من المصحف ويمسح حذاءه بها قبل أن يضع فيه لحم الخنزير ويضرم النار فيه، بينما تحدث المحتج الآخر في مكبر صوت.
وهتف بعض الحضور باللغة العربية “الله أكبر” احتجاجا على ما يحدث واعتقلت الشرطة رجلا بعد محاولته رمي حجر.
وهتف أحد مؤيدي ما يحدث “دعوه يحترق” فيما اشتعلت النيران في المصحف.
وبعد ذلك وجهت الشرطة اتهاما للرجل الذي أحرق المصحف بالتحريض ضد جماعة عرقية أو قومية وبانتهاك حظر على الحرائق دخل حيز التنفيذ في ستوكهولم منذ منتصف حزيران.
ورفضت الشرطة السويدية عدة طلبات في الآونة الأخيرة لتنظيم احتجاجات لإحراق المصحف، لكن المحاكم أبطلت هذه القرارات قائلة إنها تنتهك حرية التعبير التي تكفلها البلاد.
وقال رئيس الوزراء أولف كريسترشون في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء إنه لا يستطيع التكهن بمدى تأثير المظاهرة على عملية انضمام بلاده إلى الحلف.
وصرح بأنه “أمر قانوني لكنه غير مناسب” مضيفا أن المسألة تعود للشرطة لاتخاذ قرارات بشأن تنظيم احتجاجات لإضرام النار في المصحف.
وأحد الشخصين اللذين شاركا في المظاهرة يدعى سلوان موميكا ووصف نفسه في مقابلة صحفية في الآونة الأخيرة بأنه لاجئ عراقي يسعى إلى حظر القرآن.
وقال محمود الخلفي إمام المسجد الأربعاء إن ممثلي المسجد أحبطهم تصريح الشرطة بتنظيم الاحتجاج في عيد الأضحى.
وأضاف الخلفي في بيان “اقترح المسجد على الشرطة نقل المظاهرة إلى مكان آخر على الأقل، وهو أمر ممكن بموجب القانون، لكنهم اختاروا ألا يفعلوا ذلك”.
وقال الخلفي إن نحو 10 آلاف مصل يتوافدون على مسجد ستوكهولم في عيد الأضحى كل عام.
وعلقت تركيا في أواخر يناير كانون الثاني المحادثات مع السويد بشأن طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد أن أحرق زعيم حزب يميني دنمركي متطرف نسخة من المصحف بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم.