مرايا –
استعادت ليلة فنية غنائية موسيقية سورية حضور العمق الفني والثقافي السوري بوصفه ركنا عربيا، مساء الخميس، على المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37 تحت شعار “ويستمر الفرح”.
ففي الليلة التي شاركت فيها فرقتا كورال “تناغم” وجوقة “غاردينيا النسائية” السوريتين بشكل مشترك، وعلى جزأين متواليين في حفل فني، أعاد كثافة حضور الإبداع السوري إلى برامج “المهرجان”، لا سيما وأن الفنان العربي السوري جورج وسوف كان في الليلة ذاتها على المسرح الجنوبي بباقة من أجمل أغنياته الطربية.
واستهل الجزء الأول من الحفل المشترك للفرقتين اللتين تشرف عليهما مغنية الأوبرا وأول قائدة جوقة أكاديمية في سوريا الفنانة غادة حرب، بأغان استعادت فيها الموروث الغنائي لنجوم في الغناء العربي من أصل سوري، وبدأت الفرقة المكونة من 17 عازفًا وعازفة على مختلف الآلات الموسيقية وكورال غنائي ضم 28 شابًا وشابة، بميدلي من أغاني الموسيقار فريد الأطرش أولها أغنية “قلبي ومفتاحه” لتنتقل بعدها إلى أغنية “لأكتب ع ورق الشجر”.
وواصلت الفرقتان بقيادة حرب، استحضار إبداعات الفنانين السوريين الذين قدموا في إبداعاتهم إسهامات كبيرة في المشهد الفني العربي، لتنتقل إلى “ميدلي” من أغاني المطرب فهد بلان بدأته بأغنية “واشرح لها” للتبعها بأغنية “تحت التفاحة” كلمات عبدالفتاح سكر، و”لركب حدك يا الموتور” المعروفة والتي تنهل من موروث سهل حوران.
ووسط تفاعل كبير من جمهور الشمالي النوعي والكبير، تنتقل إلى “ميدلي” من أغاني المطربة سميرة توفيق المولودة في إحدى قرى السويداء والتي احتضنها الأردن واطلقها لتحمل بكلمات شعرائه وألحان موسيقييه أجمل الأغاني الأردنية إلى الأقطار العربية كافة، وبدأتها الفرقتان بالأغنية الذائعة الصيت “يا مدقق بن عمي” التي تنهل من الموروث الشعبي الأردني، لتنتقل بعدها إلى أغنية “رف الحمام مغرب” من كلمات الشاعر السوري ابن مدينة درعا حسين حمزة وفي الأصل كان مطلعها “رف الحمام مغرد” قبل أن تعالج شعريًا ولحنًا باللهجة الأردنية وتنطلق الأغنية من الأردن، لتختتم الفرقتان “ميدلي” سميرة توفيق بأغنية ” بسك (بدك) تيجي حارتنا” والتي اتكأت كلماتها على الموروث الشعبي في منطقة الجزيرة الفراتية.
وواصلت الفرقتان استعادة الموروث الغنائي لمطربين سوريين بميدلي للمطربة الكبيرة نجاة الصغيرة بدأته بأغنية “ع اليادي” لتصله بأغنية “أما براوة” كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز ومن ألحان الموسيقار محمد الموجي، لتنتقل بعدهما إلى ميدلي لشقيقة المطربة نجاة الصغيرة، الفنانة سعادة حسني وتبدأها بـ”الدنيا ربيع” لتتبعها بأغنية “الشكلاتة” كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، لتختتم الميدلي بالأغنية المعروفة “يا واد يا تقيل”.
وفي محاكاة لحفل المسرح الجنوبي تنتقل الفرقتان إلى “ميدلي” من الأغاني القديمة للفنان جورج وسوف والتي بدأتها ” ترغلي يا ترغلي” لتنتقل بعدها الى “دبنا ع غيابك” وثم “ويا مولدني”.
وفي ظل المشتركات الثقافية والفنية في المورثين السوري والأردني ووسط تفاعل كبير من الجمهور تنتقل الفرقتان إلى ميدلي من الموروث الغنائي الشعبي الأردني بدأته بموال قدمه أحد أعضاء فرقة “تناغم” لتستهل الميدلي الأردني بأغنية “مرعية يا البنت” وسط أداء استثنائي ومميز وإتقان للهجة لكلا الفرقتين اللتين واصلتا بأغنية “الورد فتح يا زارعين الورد” التي غنتها المطربة الكبيرة صباح من كلمات وألحان الموسيقار توفيق النمري الذي اختتمت الفرقتان ميدلي الموروث الأردني بأغنيته “ويلي محلاها البنت الريفية”.
وفي حوارية بالمواييل التي قدمها عضوان من فرقة تناغم عبرت عن سعادة الأشقاء السوريين بالمشاركة في “جرش” وأنهم بين أهلهم.
وانتقلت الفرقتان بعدد من أغاني الموروث الغنائي الشعبي السوري الذي جال مختلف محافظات سوريا ومنها “شفتك يا جفلة” التي تعود قصتها إلى قرية في محافظة حماة، و”درجني قدامك” و”عمدا ما سلم” من موروث الجزيرة الفراتية، و”آه يا اسمر اللون” و”بيلبقلك شك الألماس” ومن ألوان القدود الحلبية “البلبل ناغى عغصن الفل ” و”يا مال الشام” .
وتواصل الفرقتان حفلهما المشترك في جزئه الثاني، بتقديم أغاني شارات مسلسلات الأطفال الكرتونية ذائعة الصيت في حقبة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي والتي قدمها وغناها ولحنها فنانون سوريون، ومنهم المطربة أصالة في بداياتها الأولى آنذاك، ومنها “افتح يا سمسم أبوبك” و”في قصص الشعوب” و”ساندي بل” و”سنان يا سنان” وغرندايزر” وغيرها.