فقدنا الآلاف من الابرياء ومئات الآلاف في غزة لا يستطيعون الوصول للغذاء
بوصلتنا الاخلاقية يجب أن تشمل الجميع لتكون اخلاقية فعلا
الطريق إلى الأمام يتطلب حلولا سياسية وليس أمنية فقط
خطر توسع الحرب حقيقي وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع
 أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، استكمالا للقاءات يجريها جلالته في جولة أوروبية لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة، تشمل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.

ودعا جلالته خلال مؤتمر صحفي مع شولتس، إلى العمل الجماعي لإنهاء الوضع المأساوي والخطير للغاية في غزة، مضيفا “نجتمع اليوم في أوقات صعبة للغاية، لقد فقدنا الآلاف من أرواح المدنيين الأبرياء من فلسطينيين وإسرائيليين”.

وأشار جلالته إلى أن المزيد من الأرواح معرضة للخطر، إذ لا يستطيع مئات الآلاف في غزة الوصول إلى الغذاء والماء والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى، مشددا على أن هذا الأمر غير مقبول على جميع المستويات، قانونيا وإنسانيا.

وأضاف جلالته أن هذا العام يعتبر بالفعل الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين في الذاكرة الحديثة، وسيزداد الأمر سوءا ما لم نوقف هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي تسببها، داعيا الجميع إلى إيقافها.

وأكد جلالته أن على الجميع الوقوف ضد جميع أشكال العنف، ومع ضحاياه، بغض النظر عن هويتهم أو جنسيتهم أو ديانتهم.

وقال إن المنطقة برمتها على شفا السقوط في هاوية تدفعنا إليها هذه الدوامة الجديدة من الموت والدمار، موضحا أن خطر توسع هذه الحرب حقيقي، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع، داعيا إلى بذل كل الجهود للتأكد من أن الأمور لن تتفاقم إلى هذا الحد.

ودعا جلالته إلى توفير المساعدات الإنسانية على الفور، وحماية المدنيين، مؤكدا أن القانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة واضحة فيما يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين وفي إدانة استهداف الأبرياء.

وأضاف جلالته “نحن ندين قتل المدنيين من كلا الجانبين، ويجب على العالم كله أن يفعل ذلك، بوصلتنا الأخلاقية يجب أن تشمل الجميع لتكون أخلاقية فعلا”.

وأكد جلالته أن الطريق إلى الأمام يتطلب حلولا سياسية، وليس أمنية فقط، مشددا على أن استعادة عملية سياسية جادة قادرة على أن تقودنا إلى السلام على أساس حل الدولتين، هي السبيل الوحيد نحو مستقبل آمن للفلسطينيين والإسرائيليين، وللجميع في المنطقة.

وقال جلالته إن “التحدي أمامنا كبير، لكن إرادتنا لتحقيق ذلك يجب أن تكون ثابتة من أجل شعوبنا التي عانت ما يكفي من الحرب وما يكفي من الألم والخسارة، ومن أجل الضحايا الأبرياء الذين سقطوا وما زالوا يسقطون منذ اندلاع دوامة العنف هذه منذ أكثر من 10 أيام”.

وقال لسولتش إن الدور الألماني حاسم لاستقرار المنطقة، وكان دعمكم للأردن ثابتا، وعلى مدى السنوات السبعين الماضية من العلاقات الدبلوماسية، قمنا ببناء أساس لا يتزعزع من التعاون المثالي.

وأضاف “رغم الأزمات والصراعات والتحديات الإقليمية والعالمية، إلا أن هذا التعاون يظل ثابتا، وكان دعمكم محوريا في تعزيز جهودنا التنموية، ونقدر التزامكم المستمر”.

وقال جلالته إنه اختتم جولة من المباحثات المثمرة للغاية لاستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه والتجارة والتدريب المهني والصناعة، مضيفا أن الأردن يستعد لاتخاذ خطوة كبيرة في تعزيز التعاون في مجال رأس المال البشري، بالتخطيط لإطلاق مركز أردني ألماني لتسهيل حركة العمالة من أجل تأهيل الأردنيين الباحثين عن فرص عمل بشكل أفضل.

وأشاد جلالته بالدور القيادي الذي تلعبه ألمانيا في دعم المجتمعات المستضيفة للاجئين، مؤكدا أن “هذا أمر مهم” بشكل خاص بالنسبة للأردن، حيث يشكل اللاجئون أكثر من ثلث السكان.

وقال جلالته إن ألمانيا رائدة في تقديم الدعم وحشده، انطلاقا من إدراكها العميق بأن الوقوف إلى جانب اللاجئين والمجتمعات المستضيفة يشكل ضرورة أخلاقية عالمية ومسؤولية مشتركة.