التقى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة ووزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، اليوم الخميس، شابات وشبابا من الناشطين بالعمل السياسي والاجتماعي.
ويأتي اللقاء الذي عقد في وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بحضور أمينها العام الدكتور علي الخوالدة، وأمين عام وزارة الاتصال الحكومي، الدكتور زيد النوايسة، ضمن اللقاءات التواصلية التي تجريها الحكومة مع الفعاليات المجتمعية والشبابية.
وقال الخريشة، إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى والمحورية بالنسبة للأردن، “ولا مجال للتشكيك بالموقف الوطني الأردني تجاه ما يحصل في قطاع غزة”.
واستعرض مجمل المواقف الأردنية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ بدء الحرب على قطاع غزة، واللقاءات والاتصالات والمواقف التي عبر عنها جلالته، مبينا أن الدبلوماسية الأردنية دعت منذ اليوم الأول إلى وقف إطلاق النار ومنع تهجير الفلسطينيين من مدنهم باعتبار ذلك جريمة حرب، مع التأكيد على أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني.
وأشار الخريشة الى الجهد الدبلوماسي الاردني بموازاة تقديم الأردن للمساعدات الإنسانية لأبناء القطاع والإبقاء على المستشفى الميداني العسكري، وتقديم المساعدات الطبية للضفة الغربية، إضافة إلى قرار المملكة باستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها إلى عمان.
وشدد الوزير على أن الدبلوماسية الأردنية تؤمن بالحل السياسي لقضايا النزاع في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً على الموقف الأردني الداعي لإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر الخريشة من التشكيك بالموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية قائلاً” هناك محاولات خسيسة تشكك بالموقف الرسمي الأردني”، مطالبا النشطاء الشباب والشابات” بعدم الالتفات لهؤلاء، والوقوف بوجه المشككين”.
وأكد الخريشة أن حرية التعبير عن الرأي ومختلف أشكال التعبير مصونة بموجب الدستور، “لكن علينا جميعاً أن نلتزم بالقانون ونمنع الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة”.
ودعا الخريشة إلى إسناد الموقف المعنوي لرجال القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين يسهرون على حماية الأردنيين للحيلولة دون العبث بأمن وسلامة الوطن، مشدداً على أن قواتنا المسلحة تمتلك الكفاءة والقدرة على الدفاع عن تراب الأردن.
بدوره، قال الدكتور المبيضين إن هذا اللقاء يجسد تعاونا بين وزارتي الشؤون السياسية والبرلمانية والاتصال الحكومي، ويترجم أن التحديث السياسي والاتصال سواء الرسمي أو التقليدي أو بالحوار متلازمان لا ينفصلان.
وأشار المبيضين إلى أن اللقاء مع الناشطين السياسيين الشباب يهدف الى تسليط الضوء على جهد الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف الحرب على قطاع غزة، والتوقف عن قصف المدنيين الأبرياء، ومنع تهجير أهالي القطاع، والسماح بدخول أكبر للمساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية إلى القطاع.
وقال المبيضين: “هذه الحرب المستعرة على غزة هدفها قتل المدنيين من أطفال ونساء وهدم المساجد والكنائس، وما يحصل في غزة لم نشاهد مثله في أي صراع عسكري من قبل”.
وشدد على أن الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة ثابت وواضح، وهناك تناغم واضح بين الموقفين الرسمي والشعبي حول ما يحصل في القطاع من حرب ضد المدنيين، مؤكداً أهمية الاصطفاف الشعبي خلف جلالة الملك عبدالله الثاني الداعم للقضية الفلسطينية ووقف الحرب على القطاع.
وبين أن جلالة الملك نجح خلال جولته الأوروبية الأخيرة في تغيير الخطاب الغربي تجاه الحرب على غزة، لافتاً إلى ضرورة العودة إلى خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل بداية الحرب على غزة، حين حذر جلالته من استمرار الضبابية في مستقبل الفلسطينيين، واستحالة وجود حل سياسي للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذه الظروف.
ولفت إلى أن الأردن وانطلاقا من واجبه تجاه الأهل في فلسطين، سيّر 6 شاحنات مساعدات طبية للضفة الغربية الثلاثاء الماضي، استجابة للحاجة الفورية لدعم وزارة الصحة الفلسطينية التي تعاني من نقص في الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى قرار مجلس الوزراء بتخصيص 45 ألف طن من القمح والحبوب سترسل لأهلنا في الضفَّة الغربيَّة قريبا أيضا، إلى جانب إرسال 3 طائرات مساعدات إغاثية إلى مطار العريش في مصر، ليصار لإيصالها إلى القطاع عبر معبر رفح وتسليمها للمستشفيات هناك، من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وطالب المبيضين الشابات والشباب الناشطين السياسيين والاجتماعيين بضرورة إيصال رسائل الأردن الداعمة لفلسطين من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومحاربة الإشاعات عبر هذه المنصات التي تستهدف التأثير على الموقف الأردني الثابت تجاه الحرب على غزة.
وعبر الناشطون عن وقوفهم إلى جانب مواقف الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الثاني ومواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية.
وأكدوا تأييدهم لقرار الحكومة استدعاء السفير الأردني من تل أبيب وعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان، ودعم الشباب الأردني للقضية الفلسطينية والوقوف إلى خلف جلالة الملك ودعوته لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع تهجير الفلسطينيين.
وأعربوا عن استهجانهم من بعض مثيري الشغب في وقفات التضامن مع الشعب الفلسطيني، مشددين على ضرورة الالتزام بالقانون والوقوف إلى جانب جهود الأجهزة الأمنية، والقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، والسعي لتمتين جبهتنا الداخلية.