شارك رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في جلسة خاصَّة ضمن منتدى الدَّوحة للحديث حول تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزَّة.

واكد رئيس الوزراء خلال الجلسة التي حاوره فيها الاعلامي علي أصلان، ان الحرب على غزة تشكِل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية مؤكداً أن هذه الحرب الكارثية على غزة تاتي في ذات الوقت الذي يحيي فيه العالم ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
وقال الخصاونة ان مبررات هذه الحرب لا تستدعي كل هذه الخسائر الكارثية في الارواح بعد ان تجاوزت اعداد ضحايا العدوان على غزة 18 ألف شهيد 65% منهم من النساء والأطفال ونحو 50 الف جريح .

واكد ان المجتمع الدولي مطالب اليوم العمل وبشكل عاجل على وقف فوري لاطلاق النار لافتا الى انه اذا استمرت الة الحرب فقد نشهد توسعا لاعمال القتال في المنطقة مضيفا “هذه الحرب الرابعة التي تقوم بها اسرائيل على غزة وهي تقوم بنفس العمل وتنتظر نتائج مختلفة ” .

وردا على سؤال حول التهجير القسري، اكد رئيس الوزراء ان هذا يشكل مخالفة مادية صريحة لمعاهدة السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل التي تحظر التهجير القسري للسكان وبخلاف ذلك يكون هذا خرق واضح للمعاهدة مضيفا نحن احترمنا على الدوام تعهداتنا ونطلب من الجانب الآخر احترامها .

وقال الخصاونة:” نحن قلقون من ان الاحداث الجارية في غزة وعنف المستوطنين في الضفة الغربية توجد ظروفاً تفرض على الناس التهجير خارج الحدود واجبارهم على الرحيل” .

واكد رئيس الوزراء ان موقف الأردن ومصر واضح برفض التهجير أو إيجاد أي ظروف تفرض التهجير على الأشقاء الفلسطينيين خارج غزة والضفة الغربية، وهذا خط أحمر للبلدين.

كما أكد أننا على نفس الخط مع المجتمع الدولي وموقف الإدارة الأمريكية التي تؤكد منع التهجير الجماعي واحتلال غزة وزيادة عنف المستوطنين في الضفة الغربية أو التعرُّض للوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس التي تقع في إطار الوصاية الهاشمية والتي لا يمكن التساهل بشأنها مطلقاً.

وشدد الخصاونة على أن المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار دون إيجاد حلّ عادل وشامل يضمن إقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة ذات السِّيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقيَّة، وفق قرارات الشرعيَّة الدوليَّة وفي إطار حل الدولتين الذي يضمن لدول المنطقة وشعوبها العيش بأمن وسلام بما فيها إسرائيل.

واشار الخصاونة الى ان جلالة الملك عبدالله الثَّاني لطالما حذر من أنَّ عدم إيجاد الحلّ العادل والشَّامل للقضيَّة الفلسطينيَّة سيؤدِّي إلى استمرار دوَّامة العنف مضيفا ان ما نشهده في غزة اليوم هو نتاج لعدم التجاوب مع آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة .

وأضاف إذا تم الاستمرار بتجاهل جوهر القضية والصراع في المنطقة فإن معاهدات السلام الأردنية والمصرية واتفاق أوسلو ستبقى محدودة في مقدرتها على التطبيق وستعرض ما تم تحقيقه من تقدم بسيط في السلام إلى الخطر .

ولفت رئيس الوزراء إلى أننا شهدنا مسارات سلام في السَّابق لكن لم يتحقَّق إلَّا القليل من السَّلام مؤكداً ضرورة إيجاد نهج جديد وفي إطار زمني محدد يقود إلى سلام حقيقي يكفل ليس فقط الجانب الأمني، وإنما تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي، وإيجاد حلول للتحديات البيئية والمائية والطاقة المتجددة وغيرها.

وبشأن علاقة الأردن مع الولايات المتحدة أكد الخصاونة أنها علاقة استراتيجية وتاريخية مؤكداً أن طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تتيح لنا إجراء مباحثات صريحة حول العديد من القضايا وقد تكون لدينا اختلافات في وجهات النظر خصوصاً ما يتعلق بالحصانة الممنوحة لإسرائيل من انطباق قواعد القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي والتي يجب أن تنتهي.

وأكد أننا بدأنا نلمس تغيراً في بعض المواقف منها رفض التهجير واحتلال غزة ونأمل أن تلعب الولايات المتحدة دورا أكبر في انهاء هذا الصراع والتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي أصبح ضرورة في ضوء زيادة معاناة المدنيين والأطفال.

ولفت إلى أن اسرائيل استهدفت منشآت محمية بموجب القانون الدولي مثل المستشفيات والمؤسسات التابعة للأونروا مشيراً إلى ما تحدث به الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن الأمم المتحدة فقدت أرواح عاملين لديها في غزة أكثر من أي مكان في العالم.

ورداً على سؤال قال الخصاونة نسمع دوماً إدانة قوية لكل الخروقات ضد القانون الدولي في أي منطقة في العالم مؤكداً ان قواعد القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي يجب أن تُطبَّق على الجميع ولا تُجزَّأ، بغض النَّظر عن الدِّين والعرق والجغرافيا وأن حياة الفلسطينيين ليست أقل أهمية من حياة أي شعب آخر.

ولفت الى ان الاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية بعد ايام قليلة من الحرب قد أدان استهداف المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .

وختم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على أن الأردن ورغم انه دولة صغيرة الا انه يمتلك سلطة اخلاقية وسمعة طيبة ومصداقية يحظى بها جلالة الملك عبدالله الثاني لدى دول العالم قادرة على التغيير في مسارات الاحداث وان الاردن مستمر في جهوده لوقف اطلاق النار وضمان عدم تجزئة تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والتأكيد دوما بأن السلام هو الحل الذي يؤسس للازدهار المطلوب في المنطقة والمساهمة في الأمن والسلام العالمي.

وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قد شارك في اليوم الثَّاني من أعمال منتدى الدَّوحة في جلستين نقاشيَّتين ركَّزتا على الحرب على قطاع غزَّة وتداعياتها، ترأَّس إحداهما رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجيَّة دولة قطر الشَّيخ محمَّد بن عبدالرَّحمن آل ثاني.

وأكَّد الخصاونة خلال الجلستين على موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثَّاني بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزَّة، وإيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكل واسع ومستدام، وحماية المدنيين، ومنع تفاقم الكارثة الإنسانيَّة النَّاجمة عن هذا العدوان.

كما أكَّد الخصاونة على موقف الأردن الثَّابت والرَّاسخ بقيادة جلالة الملك بأنَّ السَّبيل الوحيد لتحقيق السَّلام الشَّامل والاستقرار في المنطقة هو تجسيد حلّ الدَّولتين من خلال إيجاد أفق سياسي عبر مفاوضات جادَّة وأُطُر زمنيَّة محدَّدة، تضمن إقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة ذات السِّيادة الكاملة والنَّاجزة، على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدش الشَّرقيَّة.

وجدَّد رئيس الوزراء التَّأكيد على رفض الأردن للتَّهجير أو إيجاد ظروف أو بيئة تؤدِّي إلى تهجير الأشقَّاء الفلسطينيين من غزَّة أو الضفَّة الغربيَّة. كما أعرب عن رفض الأردن وإدانته للاعتداءات المتكرِّرة من المستوطنين الإسرائيليين على الأشقَّاء الفلسطينيين في الضفَّة الغربيَّة، ولأيِّ انتهاكات وإجراءات أُحاديَّة الجانب تُمارس سلطات الاحتلال هناك.

وقال الخصاونة: “للأسف لقد شهدنا عمليَّات سلام في السَّابق لكن لم يتحقَّق إلَّا القليل من السَّلام” وقد آن الأوان لتحقيق السَّلام العادل والشَّامل من خلال حلِّ الدَّولتين وفق قرارات الشَّرعيَّة الدَّوليَّة، بما يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها كافَّة.