انطلقت من الجامعة الأردنية أعمال المنتدى العربي الأول حول ندرة المياه وإدارتها في المناطق الجافة وشبه الجافة بعنوان “الابتكار من أجل إدارة مستدامة للمياه” الذي تنظمه كلية الزراعة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألسكو” واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم.
وبحسب بيان للجامعة الأربعاء، يهدف المنتدى إلى مشاركة الخبرات العربية والعالمية في مجال إدارة المياه تحت ظروف الشح المائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة “المياه النظيفة والنظافة الصحية” من خلال زيادة كفاءة استخدام المياه لضمان سحب المياه العذبة وإمداداتها على نحو مستدام من أجل معالجة شح المياه، والحد بدرجة كبيرة من عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه بحلول عام 2030.
وقال رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، خلال افتتاحه فعاليات المنتدى مندوبا عن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، إن علينا أن نتبع نهجا شاملا ومتكاملا لإدارة المياه بما في ذلك تحسين إدارة المياه ووضع لوائح لاستخدامه وتوفير التمويل للبنية التحتية اللازمة من خلال إشراك أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات والمستويات الحكومية والمجتمعات المحلية كذلك ما يمكننا من وضع سياسات فعالة للموارد المائية تعزز الاستخدام المستدام للمياه، وتضمن إدارة الموارد المائية لصالح الجميع.
وأضاف أن الماء والغذاء والطاقة والبيئة تمثل رباعية القرن؛ فالمياه تكمن في صميم التكيف مع تغير المناخ، ولا بد من عمل حلقة وصل حاسمة بين النظم المناخية وما يقوم به البشر من تأثير على تلك النظم، حيث إن الغذاء أمر أساسي لمعيشة الناس، وهو مورد محدود لا يمكن الاستغناء عنه لما يمثله من رفاه للإنسان.
ولفت عبيدات إلى أن الخبراء يرون أن هناك صورة مثيرة للقلق تتعلق بالتنمية السياسية وبقاء الإنسان، وقد أصبح لزاما علينا أن نعمل معا محاولين الابتعاد عن دائرة الخطر والعطش والجوع، لذلك لا بد من عمل تقوم به الحكومات بمشاركة أصحاب الشركات والجمعيات ودوائر البيئة، بحسب تعبيره.
وأكد أن الشباب والأجيال القادمة هم من سيدفعون الثمن، في إشارة إلى أن البحوث التي أجرتها الأمم المتحدة تكشف عن أن ما يقارب نصف سكان العالم سيعانون من إجهاد مائي شديد بحلول عام 2030.
من جهته، قال مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في الألسكو الدكتور محمد أبو درويش، إن ندرة المياه تشكل التحدي الأكبر للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وتهدد الأمن المائي والأمن الغذائي والازدهار في المنطقة العربية التي تعد الأكثر ندرة في المياه، لافتا الى أن إذ إن 19 دولة عربية من أصل 22 دولة، تقع في نطاق شح المياه، لافتا إلى أن ما يقارب 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون إلى مياه الشرب الأساسية وفقا لتقارير أممية.
وأضاف أن الألسكو بالتعاون مع الجامعة الأردنية، تسعى من خلال المنتدى الى السير على خطى الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للبحث العلمي والابتكار، التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون المنعقدة في الأردن عام 2017 مهمة متابعة تنفيذها للألسكو، حيث دعت ضمن آليات تنفيذها المتعددة إلى تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول العربية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى جعل البحث العلمي والابتكار في مجال تنمية وإدارة الموارد المائية ومعالجة العجز في تأمين الاحتياجات المائية وضعف الوعي المجتمعي بقضايا المياه ونقل وتوطين التقانات الحديثة لمعالجة ندرة المياه أولوية من أولويات البحث العلمي.
بدوره، قال عميد كلية الزراعة في الجامعة الأردنية الدكتور عايد العبداللات، إن التحدي الذي نواجهه اليوم يتطلب منا جميعا البحث عن حلول جذرية ومبتكرة، والتفكير بروح التعاون الفعال، الأمر الذي ذهبت إليه كلية الزراعة في الجامعة الأردنية و”الألسكو” ليكون هذا المنتدى نافذة للحوار وتبادل الخبرات، لتطوير سياسات مستدامة لإدارة المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وأكد، أن وفرة المياه مرتبطة بالازدهار والحياة الكريمة لكافة الشعوب على وجه الأرض، وأن ندرتها مرتبطة بالمآسي والحروب والنزاعات والمجاعات، مشيرا إلى تقارير البنك الدولي التي تقرر بأن ندرة المياه تؤثر حاليا على أكثر من نصف سكان العالم، حيث تضع معظم البلدان اليوم ضغوطا غير مسبوقة على الموارد المائية المتاحة لتوفيرها لشعوبها.
ويشارك في المنتدى، الذي يستمر لمدة يومين، خبراء ومتخصصون من مختلف الدول العربية، ويتناول محاور عدة تتعلق بالحوكمة الرشيدة والإدارة المتكاملة لموارد المياه، والابتكار والتكنولوجيا لمواجهة تحديات ندرة المياه، والسبل والآليات لتطوير الابتكار ونشره من أجل إدارة مستدامة للمياه، وسيجري فيها التركيز على المفاهيم الحديثة المرتبطة بإدارة المياه وعلاقتها مع القطاعات الأخرى مثل الطاقة والغذاء والبيئة، إضافة إلى ربط إدارة المياه بالتحديات المستقبلية مثل التغير المناخي والطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة.
إلى ذلك، تعقد على هامش أعمال المنتدى جلسة حوارية شبابية بعنوان “رؤية و منظور الشباب لندرة المياه” يتم خلالها الاستماع إلى آرائهم المتعلقة بندرة المياه، ومقترحاتهم ليكون لهم صوتا مسموعا ودورا فاعلا في مواجهات التحديات المتعلقة بندرة المياه والتنمية المستدامة، لإشراك الشباب في صناعة القرار وتعزيز دورهم في مجتمعاتهم.