مرايا –
حذر رئيس جمعية مزارعي الأردن إبراهيم الشريف، من احتمالية “انعدام أو انخفاض كبير” في محصول البطاطا في الأردن من جراء مرض “اللفحة” الفطري، من منتصف آذار الحالي وحتى أيار المقبل.
ومرض اللفحة المتأخرة؛ هو مرض فطري يصيب نباتات العائلة الباذنجانية، عن طريق المسبب الفطري، وينتشر بشكل سريع في المناطق ذات الرطوبة العالية ودرجات الحرارة المنخفضة؛ إذ ينمو الفطر على نحو أفضل في هذه الظروف، وأكثر ما يصيب محاصيل الطماطم والبطاطا.
وتعرض مزارعو مناطق الأغوار الأردنية، إلى خسائرَ فادحة وصلت إلى ملايين الدنانير بسبب إصابة محصول البطاطا بمرض “اللفحة الفطري”، الذي أصاب أكثرَ من 10 آلاف دونم مخلفة أعباء إضافية لتحديات تواجه القطاع الزراعي من ارتفاع تكلفة الإنتاج ونقص العمالة.
وشكّل مرض “اللفحة” الفطري، تحديا جديدا يضاف للتحديات السابقة التي أثقلت كاهل المزارعين وسطَ تقديرات أولية تشير بخسائرَ تصل لملايينِ الدنانير.
الشريف، أكد لـ”المملكة” الاثنين، أن مرض اللفحة قديم جديد وموجود في العالم منذ عام 1850، وأحدث وقتها مجاعة في إيرلندا، مشيرا إلى أن “هذه الحالة تظهر للمرة الأولى منذ أعوام طويلة في الأردن ولم تكن أضرارها تصل سابقا إلى 5%، والمزارع في المنطقة كان قادرا على أن يقاوم هذا المرض”.
وأضاف أن الظروف الجوية التي حدثت في الأردن والمنخفض الجوي، الذي شهد 12 يوما متتاليا شكلا حالة وظروفا جوية ملائمة جدا لانتشار هذا المرض، موضحا أن هذا المرض “منتشر في معظم محاصيل البطاطا، وأتلف قرابة 80-90% من مزارع البطاطا في وادي الأردن”.
وأكد الشريف أن المزارعين استخدموا كل أنواع المبيدات الأوروبية والأميركية الأصلية مرتفعة الثمن لمقاومة المرض “لكن للأسف رغم كل الاحتياطات إلا أنه انتشر وحتى المبيد لم ينجح في منع المرض”، موضحا أن “نقص العمالة أدى إلى تدني مستوى رش المبيدات لمكافحة الآفة”.
وأشار إلى أن المزارعين استعانوا بـ”فتيات يعملن في الزراعة لرش المبيدات، وهذا ينافي سلوكياتنا كمزارعين”، موضحا أن نقص العمالة كان جزءا من المشكلة وزادها تعقيدا رغم كل الاحتياطات.
ولفت النظر إلى أن الكلف المالية تشكل عبئا على المزارع، موضحا أن “الوحدة الزراعية تكلف قرابة 25 ألف دينار، وتتحول من جراء المرض إلى صفر ربح، وهذه خسارة جديدة تضاف لملف الخسارات في القطاع الزراعي”.
“المحصول الذي تلف بسبب المرض كان يفترض أن ينتج بعد 15 آذار إلى شهري نيسان وأيار”، وفق الشريف، الذي أكد أن المستهلك سيشهد عجزا كبيرا في محصول البطاطا رغم الاكتفاء الذاتي منه خلال الأعوام الماضية، مما سيؤدي إلى “ارتفاع حاد” في أسعارها.
وأضاف أن “المزارع لن يربح ولن يعوّض خسارته لأنه ليس لديه إنتاج، والإنتاج سينخفض إلى 80%، وبهذا سيكون هناك شكاوى من المواطنين والمستهلكين بأن البطاطا تصدرت للخارج، وهي بالأصل لم تصدر بل أتلفت بالأرض”.
مزارعون أكدوا إصابة من 30 إلى 80% من محصول البطاطا بمرض اللفحة الذي يتشكل في المناطق ذات الرطوبةِ العالية ودرجاتِ الحرارة المنخفضة، موضحين أن المرض استمر لعدة أسابيع “وكان مفاجئا وغير معتادين عليه”.
وعزا المزارعون إصابات المحاصيل بهذا المرض “للتغير المناخي”، مما دفع وزارة الزراعة إلى التحرك الفوري لإجراء فحوصات مخبرية لكشف أسباب هذه التحولات لإجراء ما يلزم من تدابير.
وأكد المزارعون أن محصول البطاطا من محاصيل القطفة الواحدة، أي أن أي ضرر يلحق بالنبات يعني “خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها” كالمحاصيل الأخرى التي يمكن تعويضها بتكثيف عمليات المكافحة والتسميد خاصة إذا تعرض المحصول للإصابة في وقت مبكر.