قال مندوب دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن الآباء والأمهات في غزة يحسبون أمد هذه الحرب “بالدقائق والثواني المؤلمة”، حيث دمرت إسرائيل المنازل، وقتلت عائلات بأكملها، وشرّدت جميع السكان، وهدمت المستشفيات، “وبذلت كل جهد لضمان عدم وصول أي مساعدة إلى شعبنا”.
وقال: “[إسرائيل] تقتل من يشفي، ومن ينقذ، ومن يقدم المساعدة والإغاثة، ومن يطعم، ومن يبلّغ. أن تكون فلسطينيا يكفي لأن تُقتل. إن محاولة مساعدة الفلسطينيين تكفي للقتل”.
وقال السفير الفلسطيني إن استشهاد عمال الإغاثة من المطبخ المركزي العالمي ليس حادثة معزولة، مضيفا أنه من المؤسف أن “الأمر احتاج إلى مقتل أجانب حتى يعترف البعض بالمصير الذي كان مخصصا للفلسطينيين لمدة 180 يوما حتى الآن”.
وقال: “لم يكن هذا هجوما على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل هو هجوم على المنظمات الإنسانية العاملة في أسوأ الأوضاع، حيث يُستخدم الغذاء سلاحَ حرب. هذا أمر لا يغتفر”.
وقال منصور إن إسرائيل، “بينما قتلت بقنابلها ورصاصها أكثر من 32 ألف فلسطيني وشوهت أكثر من 72 ألفا آخرين، حرصت أيضا على خلق مجاعة من صنع الإنسان”، فيما تتكدس أطنان من المساعدات على بعد بضعة كيلومترات فقط.
وأضاف: “من يستطيع أن يتحدث عن القيم المشتركة مع إسرائيل – التي ترتكب مثل هذه الجرائم – دون أن يلتهمها العار؟”
وقال السفير الفلسطيني إن الجميع كان يعلم ما سيحدث قبل ستة أشهر، مضيفا أن “القادة الإسرائيليين أعلنوا الإبادة الجماعية وتم ارتكابها في وضح النهار”. وقال: “لقد تم عرضها على شاشاتكم. لقد تمت مناقشتها في اجتماعاتكم. لقد تم حشد الكثير منكم لوقفها. ولكن لا تزال هناك أدوات لم يتم استخدامها، ولم يتم حتى النظر فيها”.
وأضاف: “إخفاقاتنا تعني موت المدنيين. ينبغي أن يكون هذا سببا كافيا بالنسبة لنا لبذل كل ما في وسعنا لإنهاء هذه المأساة”.