قال مصدر مطلع لرويترز، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز سيسافر إلى إسرائيل الأربعاء، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين.
وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحيوي بين قطاع غزة ومصر الثلاثاء، مما أغلق ممر مساعدات رئيسيا للقطاع الذي صار على شفا مجاعة.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بمحاولة إعاقة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ سبعة شهور التي دمرت قطاع غزة وشردت مئات الآلاف من سكانه ودفعتهم إلى براثن الجوع.
وأظهرت لقطات بثها جيش الاحتلال الإسرائيلي دبابات عند معبر رفح ورفع علم الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح “خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية”.
وذكر سكان أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع مساء الثلاثاء في بعض مناطق شرقي رفح.
وقال عماد جودت (55 عاما)، أحد سكان مدينة غزة ويقيم حاليا في رفح “انجنوا، الدبابات تقصف وتضرب قنابل دخان. الدخان غطى سماء حي جنينة والسلام”.
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للدردشة “أنا بفكر بشكل جدي إني أطلع جهة الشمال، يعني ممكن وسط قطاع غزة في حال توغلوا أكتر في رفح”.
وقالت وكالات إغاثة دولية وأخرى تابعة للأمم المتحدة إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى جنوب قطاع غزة، أوقف فعليا دخول المساعدات الخارجية إلى القطاع الفلسطيني الذي لا يوجد به الآن سوى مخزون ضئيل.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر في مصر إن المساعدات لغزة توقفت تماما.
وبالإضافة إلى كونه نقطة دخول رئيسية للمساعدات، كان المعبر نقطة الخروج الوحيدة لمن يحتاجون إلى مغادرة غزة لتلقي العلاج الذي لم يعد متوفرا في القطاع.
وتنزل لمى أبو هولي البالغة من العمر ثماني سنوات منذ شهر في مستشفى الأقصى حيث تنتظر الفرصة للخروج لتلقي العلاج في ساقيها المصابتين.
وقالت بينما تضع لعبة على سريرها في المستشفى، “أنا اليوم طلع اسمي على المعبر، ولازم أسافر مشان أعالج رجليّ. بيوجعوني. المفترض يعملوا لها عملية (جراحة). ومشان المعبر مسكر اليوم، ما قدرتش أسافر”.
هجوم
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الرغم من الدعوات المستمرة منذ أسابيع من جانب الولايات المتحدة ودول وهيئات أخرى إلى إسرائيل بالامتناع عن شن هجوم كبير في المنطقة التي تقول إسرائيل إنها آخر معقل لحماس. ويوجد في رفح ما يربو على مليون مدني فلسطيني نازح.
ويبحث كثيرون في رفح الآن عن ملاذ آمن يذهبون إليه في القطاع الذي يتعرض للقصف دون توقف تقريبا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتتكدس الأسر في مخيمات وملاجئ مؤقتة في ظل نقص الغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ينفذ عملية محدودة في رفح بهدف القضاء على حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة التي تدير القطاع.
وطلب جيش الاحتلال من المدنيين الانتقال إلى ما وصفها بأنها “منطقة إنسانية موسعة” على بعد قرابة 20 كيلومترا.
وفي جنيف، قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن “الذعر واليأس” يسيطران على الناس في رفح.
وأضاف أن القانون الدولي يشترط منح الناس الوقت الكافي للاستعداد للإخلاء مع وجود ممر آمن يوصلهم لمنطقة آمنة تصل إليها المساعدات.
وقال إن المنطقة التي سُمح للنازحين من رفح بالذهاب إليها “مليئة بذخائر لم تنفجر بعد وقنابل كبيرة ملقاة في الشوارع. إنها ليست آمنة”.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 34789 فلسطينيا استشهدوا ومعظمهم من المدنيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول.
“كارثة إنسانية”
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل وحماس بألا تدخرا جهدا في إبرام اتفاق هدنة وطلب من إسرائيل إعادة فتح المعابر الحدودية على الفور قائلا إن غزة تواجه خطر نفاد الوقود هذا المساء.
وأضاف “بلا شك سيؤدي أي هجوم شامل على رفح إلى كارثة إنسانية”.
وقالت حماس مساء الاثنين، إنها أخبرت الوسطاء المصريين والقطريين بموافقتها على اقتراح لوقف إطلاق النار لكن نتنياهو قال إن الاتفاق المقترح لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية.
لكن يبدو أن مختلف الأطراف المنخرطة في الأزمة مستعدة لإجراء محادثات أخرى الثلاثاء.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن وفدا إسرائيليا وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وقالت حماس في بيان إن وفدها وصل إلى القاهرة قادما من الدوحة لمتابعة محادثات وقف إطلاق النار.
وستكون أي هدنة أول توقف للقتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا في تشرين الثاني وأطلقت حماس خلاله سراح قرابة نصف المحتجزين وأفرجت إسرائيل في المقابل عن 240 فلسطينيا من الأسرى في سجونها.
ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة إذ ترفض حماس إطلاق سراح المزيد من المحتجزين من دون تعهد بوقف دائم للحرب بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط.