مرايا –
نفت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ما أوردته وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصدرين أردنيين مطلعين، أنّ عمّان أحبطت مؤامرة إيرانية لتهريب الأسلحة إلى خلية لها في المملكة، لتنفيذ ما وصفاها بـ”أعمال تخريبية”.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إنّ “سياسة الجماعة مستقرة لم تتغير، فهي حريصة على أمن الأردن واستقراره وهذا ثابتٌ من ثوابتها الوطنية الراسخة، ولم يعهد عن الجماعة على مدار تاريخها منذ عقود خلاف ذلك”، مستهجنة الزجّ باسمها بمثل هذه الوقائع التي لا علاقة لها بها، مشددة على أنّ “أي سلوك يخالف سياسات الجماعة وقراراتها يمثل مرتكبه فقط”.
وأضاف الناطق الرسمي معاذ الخوالدة، في بيان، أنّ جماعة الإخوان المسلمين “تستهجن الخبر الصادر عن وكالة الأنباء الدولية رويترز الذي يخالف المعايير المهنية والموضوعية، ونسبت روايتها لمصادر مجهولة غير معروفة دون أن تكلف نفسها عناء التواصل مع قيادة الجماعة للتأكد من صحة المزاعم التي أوردتها قبل العمل على نشرها والتعاطي معها على أنها حقائق”.
وتابع أنّ نشر مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت خلفه نوايا وأهداف مقصودة لا تريد بالأردن خيراً وتسعى لخلط أوراق المشهد الوطني، لبثّ الفرقة فيه في توقيت مُريب يتعرض فيه قِطاعُ غَزة لحرب أبادة صهيونية ذهب ضحيتها ما يزيد عن (100 ألف) ما بين شهيد وجَريح، وفي الوقت الذي نعيش فيه الذكرى السادسة والسبعين لذكرى نكبة فلسطين، حيث الواجب أن تتوجه بوصلة كُل الأمة أنظِمَةً وشُعوباً لوقف العدوان على أهلنا الصامدين في غزة ودعم مقاومتها الباسلة لدحر عدوان الإرهاب الصهيوني الفاشي المجرم”.
وقالت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصدرين أردنيين مطلعين، إنّ عمّان أحبطت مؤامرة إيرانية لتهريب الأسلحة إلى المملكة، لتنفيذ ما وصفاها بـ”أعمال تخريبية”. وبحسب الوكالة، فإن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سورية إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لها صلات بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مشيرين إلى إلقاء القبض على أعضاء الخلية وهم أردنيون من أصل فلسطيني في أواخر مارس/ آذار الماضي.
ورفض المصدران الأردنيان الكشف عن الأعمال التخريبية التي زُعم أن الخلية تخطط لتنفيذها، مشيرين إلى أنّ التحقيقات لا تزال متواصلة وأنها سرية. واكتفيا بالقول إنّ الهدف منها “زعزعة استقرار الأردن”. ولم يحدد المصدران نوعية الأسلحة التي استولي عليها في مارس/ آذار، على الرغم من أنهما قالا إنّ الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب الأسلحة، بما في ذلك ألغام ومتفجرات وبنادق كلاشينكوف وصواريخ كاتيوشا.
ووفقاً للمصدرين الأردنيين، فإنّ معظم التدفق السري للأسلحة إلى البلاد كان متجهاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. إلا أنهما قالا في ذات الوقت إنّ بعض الأسلحة، بما في ذلك التي استولي عليها في مارس، كانت مخصصة للاستخدام في الأردن من قبل خلية الإخوان المسلمين المتحالفة مع نشطاء حماس.
وقال أحد المصادر وهو مسؤول مطلع على الجانب الأمني “إنهم يخفون هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، ويحددون موقعها عبر نظام (جي بي إس) ويصورون موقعها ثم يرسلون أشخاصاً لاستعادتها”، في أسلوب أشبه بأسلوب المهربين، مشيراً إلى أن مسؤولي المخابرات استدعوا 10 شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين لإبلاغهم باعتقال خلية كانت بمثابة جسر بين حركتهم وحماس.
وتعتقد الاردن أنّ إيران والجماعات المتحالفة معها مثل حماس وحزب الله اللبناني تحاول تجنيد أعضاء شباب من جماعة الإخوان المسلمين في المملكة للانضمام إلى جماعتهم، وذلك في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوات المتحالفة، بحسب ما تنقل “رويترز” عن المصدرين.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول كبير لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن رفض الكشف عن اسمه، أنّ بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس/ آذار وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إنّ كل ما فعلوه لم توافق عليه الجماعة، وإنه يشتبه في أنهم كانوا يقومون بتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس التخطيط لأعمال في الأردن، وأضاف: “هناك حوار بين الإخوان والسلطات. إنهم يعرفون أنه إذا كانت هناك أخطاء فليست جماعة الإخوان المسلمين، بل أفراد فقط وليس سياسة الجماعة”.
وقال عضو كبير آخر في جماعة الإخوان المسلمين طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز إنّ أعضاء الخلية المعتقلين جنّدهم القيادي في حركة حماس صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر للعمليات في الضفة الغربية. واستشهد العاروري في غارة جوية إسرائيلية في بيروت في يناير/ كانون الثاني.
وخلال العام الماضي، قال الأردن إنه أحبط العديد من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالمليشيات الموالية لإيران في سورية، بعد عبورهم الحدود محمّلين بقاذفات الصواريخ والمتفجرات، مضيفًا أن بعض الأسلحة تمكنت من الدخول دون اكتشافها. ونفت إيران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات.