مرايا –
أعلنت وزارة الصحة في الأردن عن تسجيل 16,695 إصابة بمرض الجدري خلال النصف الأول من عام 2024، فيما كشف مدير إدارة الأوبئة أيمن المقابلة عن خطة الوزارة لإدخال مطعوم جديد للجدري بنهاية العام الجاري.
وصرح المقابلة اليوم الأربعاء أن وزارة الصحة ستدخل مطعوم الجدري المائي ومطعوم المكورات الرئوية بحلول نهاية 2024. وأضاف أن المطعوم ضد الجدري المائي، عند إعطائه للأطفال في عمر السنة، يوفر حماية بنسبة 87% بعد الجرعة الأولى، بينما تُعطى الجرعة الثانية عند دخول المدرسة.
وأشار إلى أن الإصابة بالجدري بعد تلقي الجرعة الأولى من المطعوم تظهر بأعراض أخف بكثير مقارنة بالأطفال غير الملقحين.
أما بخصوص مطعوم المكورات الرئوية، أوضح المقابلة أنه يحمي من التهابات بكتيرية تسبب التهاب السحايا، وأكد أنه تم اختبار المطعوم على ألف طفل في الأردن.
وتشمل المعايير التي تعتمدها وزارة الصحة عند إدخال مطعوم جديد مدى انتشار المرض، خطورته وحدته، مضاعفاته، إضافة إلى تكلفة المطعوم، وفقًا لما ذكره المقابلة. وأكد أن وزارة الصحة تطبق نظام “الرصد النشط”، الذي يتضمن زيارات ميدانية للمراكز الصحية والمستشفيات للتأكد من عدم وجود إصابات غير موثقة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة تقدم المطاعيم المدرجة في البرنامج الوطني للمطاعيم، الذي يغطي 12 مرضًا، مجانًا للجميع في الأردن.
الأردن يتوقع وصول وباء قاتل كشف دراسة استقصائية دولية أجرتها جامعة كولونيا أن 57% من كبار خبراء الأمراض يعتقدون أن سلالة متحورة وشديدة من فيروس الإنفلونزا ستكون السبب في تفشي جائحة عالمية للأمراض المعدية القاتلة.
وأكدت الدراسة أن الإنفلونزا تشكل التهديد الأكبر من حيث قدرتها على الانتشار الوبائي في نظر أغلبية كبيرة من علماء العالم.
وأفاد خبراء في الأمراض المعدية والفيروسات أن الإنفلونزا كانت وما زالت تشكل تهديدًا مستمرًا، حيث تتطور وتتحور باستمرار. الأردن مستعد لأي وباء وعلق مصدر في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية قائلاً إن الأردن مستعد لأي وباء، مستفيدًا من تجربة كوفيد-19.
وأكد أن التحذيرات الصادرة من منظمة الصحة العالمية ومراكز الأمراض تؤخذ بجدية تامة، بهدف أن تكون الدول مستعدة دائمًا، سواء داخل الدولة أو خارجها، من خلال التعاون المشترك. أشار المصدر إلى أن التعاون بين الدول والسلطات الصحية يلعب دورًا هامًا في الكشف المبكر عن أي وباء أو فيروس.
وأضاف أن السلطات الصحية الأردنية تنبهت إلى أهمية توحيد أمور الرصد في مكان واحد، ويعمل المركز الوطني لمكافحة الأوبئة حاليًا على جمع كل المؤسسات الطبية المعنية معًا. خطة وطنية لمكافحة الأوبئة وأوضح المصدر أن هناك خطة قيد اللمسات الأخيرة لمكافحة الأوبئة، تشترك فيها كل القطاعات الصحية وغير الصحية.
وأضاف أن تجهيز المختبرات وقدرتها على اكتشاف الأوبئة تعد جزءًا من استعداد الدول، مؤكدًا أن “كل ذلك موجود في الأردن”. التوقعات العالمية وأشار المصدر إلى أن التقارير الصحية العالمية تؤكد أن الجائحة القادمة قد تكون من الإنفلونزا تحت أي مسمى، سواء إنفلونزا الطيور أو أي فيروس متحور آخر. وبيّن أن هناك عدة فيروسات تخضع للمراقبة الحثيثة، لا سيما الفيروسات التنفسية الناجمة عن فيروسات “آر إن إيه” السريعة التطور مثل “السارس” و”متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)”، والتي قد يكون مصدرها من الخنازير أو الخفافيش أو الطيور. التحذيرات من جائحة جديدة من جهتهم، حذر الخبراء من “جائحة جديدة” تلوح في الأفق مع تزايد حالات إنفلونزا الطيور بين الحيوانات.
واعتبروا أنه من السذاجة استبعاد حدوث جائحة تعادل في شدتها جائحة إنفلونزا عام 1918 التي أودت بحياة 50 مليون شخص، مشيرين إلى أن الوباء حال حدوثه قد يخلف 200 مليون بين وفاة وإصابة. آراء الخبراء أكد اختصاصي علم المناعة الدكتور جورج الأسمر أن الإنفلونزا موجودة بشكل دائم وسريعة الانتشار بين البشر، ولكن في نطاق جائحي ضيق يمكن التحكم فيه.
ومع ذلك، قد تأتي سلالة شديدة جدًا من فيروس الإنفلونزا بتطور غير معروف وشدة كبيرة. وأوضح أنه قد يحتاج الخبراء والقطاعات الطبية إلى وقت كبير للتعرف على خصائص الفيروس المتحور.
سلالات جديدة من الإنفلونزا الموسمية من جهتها، قالت اختصاصية الأمراض المعدية الدكتورة جيهان أبو عايد إن سلالات جديدة من فيروس الإنفلونزا الموسمية تظهر كل عام، وتختلف اختلافًا طفيفًا عن السلالات السابقة، وقد تنشأ سلالات جديدة نتيجة للتبادل الجيني بين السلالات المختلفة داخل جسم العائل، مما يجعلها أكثر قدرة على الانتشار وإحداث وباء عام.
وأضافت أن موجات وبائية أخرى للإنفلونزا ظهرت بعد الإنفلونزا الإسبانية في أعوام 1957، و1968، و1977، و2009. وأوضحت أن التحور في الفيروسات كبير جدًا، لا سيما فيروسات الإنفلونزا، مشيرة إلى أن الطيور المائية البرية تعد مستودعًا طبيعيًا للفيروس.
وأكدت أن ظهور فيروس لا يقل ضراوة عن الفيروس المسبب للإنفلونزا الإسبانية، وربما أشد منه فتكًا، هو مسألة وقت. ختامًا، قالت: “قد يكون الوباء القادم في شتاء هذا العام أو في الربيع. لا نستطيع التحديد.”