مرايا –

وقّعت شركة تطوير العقبة ومجموعة APMT، اتفاقية لتطوير ميناء حاويات العقبة، باستثمار قدره 242 مليون دولار لتحويل الميناء لميناء أخضر ضمن المتطلبات العالمية للحد من الانبعاثات الحرارية.

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، في حديثه لـ “المملكة”، إن الشركة تؤمن بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحا أن الاتفاقية بين شركة تطوير العقبة ومجموعة APMT بدأت منذ 2006، والممتدة لغاية اليوم هي إحدى النماذج الناجحة بين الطرفين.

 

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من توقيع الاتفاقية هو تطوير ميناء حاويات العقبة ليصبح ميناء صديقا للبيئة وميناء أخضر، وهدفنا مع مجموعة APMT “أن نكون من أوائل الموانئ في المنطقة إقليميا وعالميا”.

 

وأوضح الصفدي أن الهدف الرئيسي من الاتفاقية أن “نكون من أوائل 40 ميناء في العالم، وأن يصبح الميناء أخضر خاليا من الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مع عام 2030 وصفر انبعاثات كربونية في عام 2040”.

 

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة APMT، كيث سفيندزن، إن الشركة وقّعت اليوم اتفاقية ناجحة لتطوير ميناء الحاويات في العقبة، مؤكدا أن الشركة متحمسة جدا لهذه الفرصة التي تخطو خطوة مميزة نحو المستقبل.

 

وأضاف سفيندزن، عبر “المملكة”، أن الاتفاقية ستعمل على تعزيز الاستثمار وجعل الميناء أخضر مقارنة بمثيلاته من الموانئ في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز إيجاد فرص العمل للأردنيين في ميناء حاويات العقبة.

 

وأشار إلى أن تحويل ميناء العقبة إلى ميناء أخضر، يعزز من الكفاءات الأردنية العاملة في القطاع، وخلق كفاءات مميزة، وذلك عبر تدريب العاملين، مبينا أن ميناء العقبة سيكون من ضمن أوائل الموانئ الخالية من الانبعاثات الكربونية.

 

وأوضح سفيندزن، أن الاتفاقية ستعزز البنية التحتية في المملكة، مؤكدا أن هذا المشروع يعد استثمارا طويل الأجل.

 

وبين أن الأردن يعد موقعا مميزا للاستثمار في المنطقة، مضيفا “نأمل بالوصول لاتفاقيات في الإقليم لتعميم تجربة تحويل ميناء حاويات العقبة إلى ميناء أخضر”.

 

وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، لـ “المملكة”، إن الاستثمار الأجنبي بتحويل ميناء الحاويات إلى ميناء أخضر يؤكد استقرار المناخ الاستثماري للأردن رغم التوتر الإقليمي.

 

وأوضح أن الاتفاقية تأتي ضمن الرؤية الملكية وضمن الاستراتيجية التي أطلقت في العقبة قبل بضعة أشهر لتكون العقبة ضمن المدن الخضراء مع العام 2023، مبينا أن الاتفاقية لها أبعاد اقتصادية وبيئية وستكون ميزة لوضع العقبة على الخريطة العالمية من حيث الموانئ الدولية ومن حيث الكفاءة وأيضا كميناء أخضر على مستوى المنطقة.

 

وأشار الفايز إلى أن هذه الشراكة هي شراكة حقيقية واستثمار أجنبي في الأردن والعقبة، مما يؤكد على المناخ الاستثماري المتميز الذي نفتخر به في الأردن.

 

الصفدي، قال إن الأردن يركز دائما – على سبيل المثال لا الحصر – على تصدير المنسوجات والألبسة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، ولم يكن قبل قرابة سنتين خطوط شحن مباشرة بين العقبة والشواطئ الأميركية، موضحا أن هذه الشراكة مع مجموعة APMT ومجموعة ميرسك العالمية، استحدثت “خطين مباشرين من ميناء العقبة إلى الولايات المتحدة وزادت نسبة المناولة عبر ميناء العقبة 17% وعززت دور العقبة كمركز لوجستي استثماري.

 

وأشار إلى أن هناك جوانب أخرى في الاتفاقية تجعلها ضمن أفضل 3 اتفاقيات في العالم لأن شركة تطوير العقبة لها حصة في الشركة وأيضا تتقاضى حقوق الامتياز، وهدفنا الرئيسي نكون بمصاف الموانئ الإقليمية والعالمية في هذا المجال مجموعة إيه بي أم تي من أهم الشركات في هذا المضمار.

 

الفايز، قال إن التخلص من الانبعاثات الكربونية هو من المتطلبات العالمية للشحن البري والبحري والجوي، وهناك التزامات دولية للتخفيف من الانبعاثات الكربونية وعلى هذا الأثر “سيكون هناك التزامات مستقبلية”، ولهذا السبب كان لا بد أن يكون هناك خطوات استباقية لنكون منافسين على مستوى المنطقة والعالم.

 

وأكد الصفدي على أن الاتفاقية التي وقعت اليوم سيتم العمل على البدء بتنفيذها خلال الربع الأول في العام 2025، وأجرينا ورش عمل مع المجموعة من خلال الكوادر المحلية في شركة تطوير العقبة والإعداد للبدء في الاستثمار الفعلي في هذه الفترة.

 

وأشار إلى أن الاتفاقية ستعمل على توفير “دعم لإنشاء كلية ميرسك العالمية كون مجموعة إيه بي أم تي؛ هي إحدى شركات مجموعة ميرسك العالمية للشحن، وبالتالي وجودنا ضمن هذا الائتلاف والشركة يعزز دور العقبة كمركز إقليمي لوجستي استثماري، وشهدنا سابقا العديد من النجاحات في هذا المجال”.

 

وأوضح الصفدي أن الاستثمار سيكون بقيمة 242 مليون دولار، بالإضافة إلى أنه “سيكون هناك دعم من المجموعة، مشيرا إلى أن إنشاء كلية ميرسك في العقبة يسهم في تدريب الشباب الأردني وتصدير الخبرات الأردنية للعمل في المنظمة اللوجستية والمينائية والشحن البحري إقليميا وعالميا.

 

وأشار الصفدي إلى وجود خطة واضحة وبرامج جرى إعدادها بالتفصيل مع شركائنا ومن خلال هذه الشراكة سيعلن البدء في الميناء الأخضر في القريب العاجل، وهناك العديد من الشركات العالمية ستعتمد بعض الموانئ التي تعمل ضمن الاقتصاد الأخضر في السنوات المقبلة والمنظومة البيئة.

 

وتابع سفيندزن، “بيئة الاستثمار في الأردن مهمة جدا وعندما نبدأ مشاريع للبينة التحتية ستكون مطمئنا كون الأردن لديه بيئة مستقرة وآمنة، عملنا على مدار 20 عاما ماضيا، ولم نرى بيئة إيجابية مثلما وجدنا في الأردن”.