مرايا –

قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات، الأربعاء، إن انعقاد منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدورته العاشرة ما هو إلا دليل على حرص الأردن على لعب دور ريادي في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة.

 

وأضاف، خلال افتتاح المنتدى في البحر الميت، أن انعقاد المنتدى يجسد التزام الأردن الدائم بتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية. وإيمانه بأن التحديات التي تواجه منطقتنا، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، لا يمكن مواجهتها إلا من خلال تضافر الجهود وتعزيز الابتكار التكنولوجي.

 

وأكد سميرات أن جلالة الملك عبد الله الثاني يولي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهتمامًا خاصًا لإيمانه العميق بدور التحول الرقمي والابتكار في صياغة مستقبل مشرق ومستدام لأردننا العزيز، موضحا أن المنتدى يعكس دور التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

 

وأضاف أن الملك أدرك مبكرًا أن التكنولوجيا ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، وأداة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وتسعى رؤيته الحكيمة إلى جعل الأردن مركزًا إقليميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، مستندًا إلى ما يتمتع به الأردن من ميزات تنافسية تشمل الموقع الجغرافي الاستراتيجي، الاستقرار السياسي، القوى العاملة الموهوبة، والبنية التحتية الداعمة للابتكار.

 

وشدد على أن الأردن شهد تطورًا كبيرًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدى العقود الماضية، ليصبح أحد القطاعات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يتمتع به من درجة عالية من التنافسية. اليوم، يمتلك الأردن إمكانيات كبيرة تشمل مواهب رائعة ومبدعة، وبنية تحتية قوية، وإطارا قانونيا ملائما، بالإضافة إلى برامج دعم تقدّمها الحكومة.

 

وأشار سميرات إلى أن الأردن يواصل تعزيز النظام البيئي الداعم للابتكار، الذي نجح من خلاله في جذب انتباه العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية التي أسست أعمالها في المملكة. وقد أصبح الأردن يمتلك نظامًا بيئيًا يوفر فرصًا قوية للمستثمرين، والموظفين، والمستهلكين، ويعزز بشكل كبير العناصر الأساسية التي تسهم في تسهيل ممارسة الأعمال التجارية، كما أن الحكومة الأردنية تقدم حوافز تنافسية لدعم الشركات إيمانًا بدور قطاع تكنولوجيا المعلومات في التنمية الاقتصادية.

 

أما في قطاع ريادة الأعمال، قال إن الأردن من رواد الابتكار في المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث أنتج العديد من المشاريع الريادية الناجحة على المستوى الإقليمي والعالمي. كما كان الأردن أول من أطلق حاضنة أعمال في الوطن العربي عام 2001 بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني.

 

وأوضح الوزير أن قطاع ريادة الأعمال في الأردن حاز مكانة مرموقة عالميًا، بفضل الدعم الملكي الكبير للشباب الرياديين، ما جعل الأردن يتبوأ مكانة متقدمة في خريطة الابتكار وريادة الأعمال، ويتماشى مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعم أفكار الشباب وتحويلها إلى مشروعات منتجة.

 

واستعرض سميرات التقدم الملحوظ الذي حققه الأردن في مجالات التحول الرقمي والريادة، حيث أحرزت المملكة قفزات مهمة في عدة مؤشرات عالمية، من بينها مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية 2024 الصادر عن الأمم المتحدة (UNDESA)، حيث تقدم الأردن 11 مرتبة ليصل إلى المركز 89 من أصل 193 دولة، مقارنةً بالمرتبة 100 في عام 2022.

 

وفي مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، ارتفع ترتيب الأردن 26 مرتبة ليصل إلى المرتبة 60 من أصل 170 دولة بعد أن كان في المرتبة 86 سابقا، فيما ارتفعت في مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة 2023، نسبة النضوج إلى 64%، بزيادة 5% عن عام 2022.

 

وتقدم الأردن في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي 2023 من “أوكسفورد إنسايتس”، 8 مراتب ليصل إلى المرتبة 55 بعد أن كان في المرتبة 63 في العام السابق، وفي مؤشر الابتكار العالمي 2023، حيث قفز ترتيب الأردن 7 مراتب ليصل إلى المرتبة 71 من أصل 132 دولة.

 

وفي التقرير الوطني لمرصد ريادة الأعمال 2023/2024، حيث ازدادت نسبة نشاط ريادة الأعمال المبكر من 9.1% في 2020 إلى 15.7% في 2024، مما أدى إلى تقدم الأردن من المرتبة 34 إلى المرتبة 15 عالميًا، وفق سميرات، الذي أكد أن الأردن تقدم في مؤشر الأمن السيبراني 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، 44 مرتبة ليصل إلى المرتبة 27 عالميًا.

 

وقال رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” أمجد الصويص، منذ بداية الألفية، شهد العالم تحولًا كبيرًا في مجال الرقمنة والتكنولوجيا، مما أثر بشكل عميق على حياتنا اليومية واقتصادنا، وقد انخرطت منطقة الشرق الأوسط في هذا التحول، ونحن اليوم نقف على أعتاب عصر جديد مليء بالابتكار والسعي نحو تمكين الأفراد والمجتمعات.

 

وأضاف أنه خلال هذا المؤتمر، سنستكشف كيف أسهمت التكنولوجيا في تشكيل المعرفة والخبرات، ونتطلع إلى تطوير مزيد من الحلول التقنية التي تلبي احتياجات العصر، بالإضافة إلى التعاون بين جميع القطاعات الذي يُعد أمرًا حيويًا، كما أن هناك حاجة كبيرة إلى اكتشاف المواهب ودعمها، مع التركيز على تعزيز دور المرأة وتحضير الجيل القادم.

 

وبين أن التكنولوجيا تُحدث تغييرات هائلة، ولكن لدينا القدرة على توجيه هذه التغييرات في الألفية المقبلة، مما يتطلب ذلك التعاون ووضع معايير صارمة لحماية بياناتنا من خلال منظومة أمن سيبراني متكاملة.

 

وقال “تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوفرة في المواهب والموارد، مما يمنحها القدرة على تحقيق تقدم أسرع مقارنة بمناطق أخرى، ونأمل على مدار يومي هذا المؤتمر، أن نناقش الابتكار وسبل توحيد الجهود لتحقيق أهدافنا المشتركة”.

 

وانطلقت الأربعاء تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في البحر الميت فعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في نسخته العاشرة، بتنظيم من جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات- إنتاج، وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ووزارة الاستثمار.

 

ويشارك في المنتدى، الذي يستمر يومي الأربعاء والخميس، شخصيات بارزة على مستوى المملكة ودول المنطقة وحتى دول من العالم، حيث من المتوقع أن يصل حجم المشاركين الإجمالي إلى 3000 مشارك من 40 دولة.